في العشرين من تشرين الأول، عام 1874، عُيِّنتُ عالِماً للآثار في الجمعية الأمريكية لاستكشاف فلسطين. وأبحرتُ من نيويورك في الـ 19 من حزيران، عام 1875، ووصلتُ إلى بيروت، وهي المقرّ الرئيس لنا في سورية، وفي يوم الاثنين، التاسع من آب.
أنت هنا
قراءة كتاب شرق الأردن سجل رحلات وملاحظات في بلاد مؤاب وجلعاد وباشان
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
شرق الأردن سجل رحلات وملاحظات في بلاد مؤاب وجلعاد وباشان
الصفحة رقم: 7
وقد أجرينا عدداً من المقابلات مع أعضاء اللجنة الاستشارية للجمعية الأمريكية المؤلّفة، إضافة لكل من الدكتور بوست المذكور سابقاً، الأب طومسون، الأب هنري جيسوب وغيرهم، فيما يتعلق بتعاونهم معنا، حيث كانت استعداداتنا كاملة تقريباً. واقتُرح من قِبَل اللجنة بأن نذهب يوم الأربعاء، في الخامس والعشرين من آب إلى قرية «عبية»، وهي قرية لبنانية تقع في الجبل، وتبعد خمس ساعات عن بيروت جنوباً، ونقيم هناك مخيمنا، ونرى فيما إذا كان كل شيء على ما يرام.
عبية، سوريا، الأربعاء 12 / أيلول / سبتمبر 1875
بما أن كل عضو في فريقنا كان متوعكاً صحياً إلى حدٍّ ما، لذلك تأخر عملنا الميداني إلى ما هو متجاوز لتوقعاتنا. بيد أن كافة قوانا أصبحت متوفرة وجاهزة الآن، وافترضنا أن نبدأ في الصباح.
منذ قدومنا إلى هنا أمضيتُ فترات طويلة ليومين وأنا أخطط مع الدكتور طومسون نتباحث حول رحلتنا. وقررنا أن نخيّم ليلة الغد في «كفر نبراخ»؛ ثم نذهب من هناك إلى «جب جنين» ونقوم بالتصوير في طريقنا لما اكتشف من بساتين شجر الأرز في أعلى منطقة باروك؛ ونمضي يوم السبت لنقوم بالتقاط صور المعبد في «ثيلثاثا» ونقضي يوم الأحد في راشيا لنزور آثار ومعابد «روخلة» عند سفح جبل الشيخ؛ ونزور أيضاً قمة جبل الشيخ؛ ونذهب من هناك بالطريق لمجدل شمس إلى بانياس. ومن ثم نزور ونصوّر القلعة هناك وبستان حازوري وبحيرة فيالا، ونتابع السفر عن طريق سعسع إلى أقصى شمال «ليجة». وهي بلد تقع إلى شرق نهر الأردن ويفترض أن مساحتها ستة آلاف ميل مربع، أي حوالي ما افتُرض، بحسب المساحة الإنكليزية، بحجم حوالي مساحة غرب فلسطين حسب المسح الإنكليزي لها. والمنطقة التي عُيِّنت لنا كانت منبسطة واسعة ومرتفعة حوالي 2500 قدم فوق سطح البحر الأبيض المتوسط، حيث لا توجد هناك سوى مجموعة واحدة من التلال تدعى بجبال حوران. وقيل لنا بأنها كانت مليئة بالآثار التي لها أهمية تاريخية عظيمة.
إضافة إلى الأعضاء الأربعة لفريق بعثتنا الاستكشافية، فقد رافقنا أيضاً في رحلتنا البروفيسور لويس من كلية البروتستانت السورية في بيروت، والسيد هنري فان ديوك، وكان معنا أيضاً السيد دوماس من بيروت، كمصوّر لنا. كان لدينا أمتعة ولوازم محمّلة على ثلاثة وعشرين دابة وتسعة جياد، وثمانية بغال، وستة خدم - بما فيهم طباخان وصبي لتقديم الطعام، ومساعدان من السكان ومترجمين من الكلية المذكورة.
استقبلنا الأمريكيون الذين قابلناهم منذ مجيئنا إلى هنا بود وحفاوة بالغين وقدموا لنا كافة أنواع المساعدة التي أمكنهم تقديمها. وأنا مدين شخصياً لاهتمامهم اللطيف. وقد عبروا عن اهتمام عميق للمهمة التي تولتها الجمعية الأمريكية، بيد أنه مما يدعو للأسف أنه كان يجب أن نُرسَل خارجاً إلى الميدان وحرارة الشمس خانقة.