أنت هنا

قراءة كتاب شرق الأردن سجل رحلات وملاحظات في بلاد مؤاب وجلعاد وباشان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
شرق الأردن  سجل رحلات وملاحظات في بلاد مؤاب وجلعاد وباشان

شرق الأردن سجل رحلات وملاحظات في بلاد مؤاب وجلعاد وباشان

في العشرين من تشرين الأول، عام 1874، عُيِّنتُ عالِماً للآثار في الجمعية الأمريكية لاستكشاف فلسطين. وأبحرتُ من نيويورك في الـ 19 من حزيران، عام 1875، ووصلتُ إلى بيروت، وهي المقرّ الرئيس لنا في سورية، وفي يوم الاثنين، التاسع من آب.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 8
بين مدن باشان
 
(حوران)
 
الطريق الذي سلكناه. سعسع. التخييم في مكان جميل. فوهة بركان هامد. الليجة، عرقوب القديمة. مساحة واسعة من الحمم البركانية. كهوف ضخمة، أمكنة لجوء اللصوص شهادة سترابو وجوزيفوس. جبال حوران، التي كان منطقة مليئة بالبراكين النشطة. ظور الليجا الغريب. القنوات والتزود بالمياه. المعبد الرائع. نقوشات. قصر الحاكم. فندق عمومي. معسكر الفيلق السادس عشر. مكان مخيمنا. بُراق. مدينة أسقفية. أساسات قديمة. قناة وإمداد الماء.
اتبعنا خطة جميلة تقريباً في مسيرنا، وهي التي ذكرتها سابقاً بالتنسيق مع الدكتور ثومسون، ووصلنا إلى بلد سعسع يوم الأربعاء، 15 أيلول، 1875. وبدت سعسع كأنها تحتل مساحة فوهة بركان خامد، وكان خان البلدة كبير الحجم. وخيّمنا على ضفة جدول جيناني، أو ما بين فرعين من ذلك الجدول المائي، حيث كانت توجد هناك بقعة خضراء، وهو مشهد غير عادي في هذه الأرض الجافة. وشاركنا هذه الجزيرة الصغيرة سرب أو مجموعة من الإوز، إلا أنها لم تفسد علينا هجوعنا.
لكي أحدّد معلوماتي ضمن نطاق مجلد واحد، كان يجب عليّ أن أحذف جزءاً كبيراً من يوميات عمل رحلاتنا لشهرين من آخر تاريخ ذُكر، واختيار الأمور والمسائل التي بدت لي ذات أهمية كبيرة والتي يمكن أن أثق بأنها كانت على جانب عام من الأهمية فقط.
توجد هناك نقاط عديدة بخصوص منطقة ليجة والتي يمكن للواحد أن يشرف عليها ليرى سطحها برمته. فالمناظر من على سطح المعبد في مسميّة، ومن على الأبنية في خُباب التي تبعد مسافة ما إلى الجنوب كانت خلاّبة بشكل خاص. وسيكون من الصعب ذكر بقعة تقع في أراضٍ قديمة يمكن أن تُقارَن بهذه المنطقة القديمة فيما يتعلق بمظهرها الشرس والمتوحش. وحينما يقرأ المرء عن «عرقوب» أو منطقة العرقوب في أي كتاب قديم، فإن اسم هذه العبارة يكون على مستوى ضئيل من الأهمية؛ بيد أنه عندما يكون فعلياً هناك، وينظر من هناك من خلال جدران وأعمدة المعبد في مُسميّة إلى جنوب شرق، أو ينظر من نقطة ما في جبل حوران إلى الشمال ليرى بحراً عظيماً من حجارة الحمم البركانية، فإنه يتحقق من أن الكلمات العبرانية تكون معبّرة لدرجة أن الواحد لم يكن ليتصور ذلك من قبل.
فأرضية الحمم البركانية تحتل حوالي ثلاثمائة وخمسين ميلاً مربعاً، وربما يبلغ معدل ارتفاعها فوق السهل المحيط عشرين قدماً. وهذه الأرضية غير منتظمة في حافتها وغير منظّمة، بل إنها تصل إلى نقاط عديدة من النتوءات الصخرية السود داخل السهل المحيط. ويوجد من خلال هذا الشاطئ المخدَّد بضع فتحات إلى الداخل، بيد أن معظمها غير نافذة، وحفرت طرق من أجل الوصول إلى البلدات والقرى الواقعة ضمنها. ويعتبر العرقوب أو منطقة ليجة نفسها سهلاً كبيرا ًوواحداً من أغرب المناطق على الأرض. فسطحها أسود وله مظهر البحر، عندما يكون في حركة تحت الظلام، والسماء الغائمة، وعندما تكون الأمواج بحجمها المناسب لكن من دون أية قمم بيضاء من الرغوة. بيد أن هذا البحر من الحمم البركانية غير متحرك، وأمواجه العظيمة متحجرة. فخلال عملية البرودة التي حصلت قديماً، تشققت الحمم البركانية، وبدت في بعض الحالات أن طبقات حجارة البازلت البركانية السوداء الكبيرة كما لو أنها أُعدّت ووضعت حيث أنها رُتبت بوسائل اصطناعية. وفي حالات أخرى، يكون لهذه الروابي أو التلال الصغيرة صدوع أو تشققات بالطول، أو أحياناً تقسم إلى عدة أجزاء، وبذلك تكون هذه التشققات مفتوحة، مشكِّلة صدوع وتشققات كبيرة لا يمكن اجتيازها.

الصفحات