لقد مَنَّ الله عز وجل على العراق برجال هم شموس أضاءت سماء العراق ولم يخصوا العراق بما وفقهم الله إليه.
أنت هنا
قراءة كتاب علماء أعلام عرفتهم / العراق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
علماء أعلام عرفتهم / العراق
الصفحة رقم: 4
أما الرجل الثاني الذي سما في سماء العراق وصح أن يكون مضرب المثل في الغيرة على الإسلام والعمل له من غير كلال ولا ملل والاهتمام بأمور المسلمين عربهم وعجمهم قريبهم وبعيدهم الذي أثرّ فيّ ما لم يؤثره عالم غيره وكان له من الفضل عليّ بعد فضل الله عز وجل ما أعجز عن وفائه فهو الشيخ محمد محمود الصوّاف أمطر الله قبره بشآبيب رحمته.
وما أعرف عالما من العلماء أو زعيما من الزعماء – عدا الحسيني مفتي القدس رحمه الله – عمل لفلسطين ما عمله الصواف. وما أعرف عالما من العلماء عمل للإسلام والمسلمين في غدوه ورواحه وفي غناه وفقره وفي صحته وسقمه ما عمله الأستاذ الصواف، لقد جاءته الدنيا تجرر أذيالها فأعرض عنها ونبذها وهو في أمس الحاجة. لقد حورب بالإشاعات والأكاذيب فتكسرت أمواجها على صخرة صموده وثباته.
وثالث الرجال الذي ذاع صيته وعرفه دعاة الإسلام في شتى الأقطار والأمصار الشاعر الفحل وليد الأعظمي وأصبح شعره على لسان كل الدعاة وبخاصة بيته الفذ:
يا هذه الدنيا أصيخي واشهدي
أنا بغير محمد لا نقتدي
لقد سخر الأعظمي شعره ونثره للإسلام ولعل الله عز وجل أكرمه (فأقامه في الأواخر مقام حسان في الأوائل).
لقد كان هائما بحب الرسول صلى الله عليه وسلم فشرّف شعره في القول فيه ونظمه وأكثر التأليف في شاعره حسان وفي صحابته رضي الله عنهم. ولقد كتب في فضح الأصفهاني مؤلف الأغاني كتابا ما سبقه إليه غيره.
ورابع الرجال الذي كان يأسر القلوب بما آتاه الله من مواهب وأنعم عليه من قابليات سخّرها لخدمة الإسلام والمسلمين هو اللواء الركن محمود شيت خطاب. ولو أن الأمة ألقت بمقاليدها إلى هذا الرجل العظيم وأمثاله ما أصبحت أضحوكة العالم. إن العراق ومنه الموصل ما عقم أن ينجب مثل هذا الرجل، لقد أثنى عليه المؤلف الإسرائيلي صاحب كتاب (الحرب بين العرب وإسرائيل) أثنى على عبقريته ووصفه بأنه أكبر عقلية إستراتيجية في العرب ولكنه لا يجد من يستفيد منه.