فقه الإصلاح والتغيير السياسي أطروحة دكتوراة للدكتور أديب فايز الضمور، جاءت في وقتها وزمنها، من أجل الإسهام في التأصيل الفقهي لجهود الإصلاح والتغيير السياسي في العصر الحاضر، الذي شهد غياباً أو تغييباً مقصوداً لوجود النموذج الإسلامي في الحكم وإدارة الأوضاع بش
أنت هنا
قراءة كتاب فقه الإصلاح والتغيير السياسي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 9
أما الإفساد فيقول ابن عاشور هو: فعل ما به الفساد، والهمزة فيه للجَعْل أي جعل الأشياء فاسدة في الأرض... وكذلك يقال أفسد إذا عمَد إلى شيء صالح فأزالَ صلاحه( ).
إذن الإفساد نقيض الإصلاح، والهمزة فيه للجعل، وهو إخراج الشيء عن الاعتدال بإزالة صلاحه.
الثاني: تعريفه بذاته قال ابن منظور: «وأَصْلَح الشيءَ بعد فساده أَقامه، وأَصْلَحَ الدابة أَحسن إِليها فَصَلَحَتْ»( ). فهو يعرف الإصلاح بالإقامة ولكي نخرج بتعريف غني لابد من أن نستثمر أكبر قدر ممكن من المعاني وعليه لابد أن نقف على معنى الإقامة، يقول ابن منظور الآتي:
«وقامَ الشيءُ واسْتقامَ اعْتدَل واستوى... أَقمْتُ الشيء وقَوَّمْته فَقامَ بمعنى اسْتقام قال والاسْتِقامة اعتدال الشيء واسْتِواؤه... وقَوّمَََ دَرْأَه أَزال عِوَجَه... وكذلك أَقامَه... تَسْويةُ الصفّ من إقامة الصلاة أي من تمامها وكمالها» ( ).
إذن فمن معاني الإصلاح الايجابية: إقامة الشيء حتى يكون معتدلا ومستويا، والسلبية بدفع العوج أو الفساد إن كان متوقعا، أو إزالته إن كان واقعا، وغايته تحصيل تمام الشيء وكماله، وعليه يمكن القول بأن الإصلاح لغة هو:
إقامة الشيء باعتداله واستوائه أو دفع الفساد وإزالته عنه لتحصيل كماله.
الإصلاح اصطلاحا:
لقد عرف الإصلاح بعدة تعريفات ومنها:
- قال الإمام الطبري: «الإصلاحَ هو ما ينبغي فِعله مما فعلهُ منفعةٌ»( ). وهذا التعريف عام غير جامع إذ إن إزالة و دفع الفساد من الإصلاح إلا إذا اعتبرنا ذلك من عموم المنفعة، ولكن لم يشر لهذا المعنى هنا. وأشار بالمنفعة وهي قد تكون مادية أو معنوية وهذا معنى مطلوب.