أنت هنا

قراءة كتاب ظلال العشق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ظلال العشق

ظلال العشق

رواية "ظلال العشق" للكاتب غول شاه إليلك بانق، التي ترجمها إلى اللغة العربية محرم شيخ ابراهيم، نقرأ من أجوائها:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1
برلين/ الخريف 2009
 
حين كانت برودة الريح تقرس الإنسان قرساً كان قلب الفتاة يَدفأ بحرارة يدي حبيبها. كانتْ شوارعُ برلين ملأى بأوراق متطايرة وناس مهرولين في ارتباكٍ.. وكان هطول مطر غزير وحده باعثاً على ارتباك (إيجه) كغيرها من المارين. كان ثمة أمر يشغل بالها عندما أخذت تستحثُّ حبيبَها على السرعة ساحبة إياه بيده، ألا وهو أن تصل البيت قبل وصول أمّها، لئلا ترى الشابَ (توم) الذي لم توافق عليه منذ البداية، ولكي تتفادى شجاراً قد ينشأ بينهما. وبينما كانت (إيجه) تشدُّ اللفحة التي تلفّ بها رقبتها، لتغطي بها أنفها، تذكرت الشجارَ الذي دار بينها وبين أمِّها حين فاتحتها بأمر (توم)... أمُّها كعادتها استهلتِ الشجارَ حينها بأنّ (إيجه) مازالت صغيرة على قصص الغرام بعدُ، وشدَّدتْ على أنّ سنّ السابعة عشرة من أهم المراحل التي تُرتكب فيها الأخطاء. والأهم من هذا وذاك أن واجبها واجبها هو أنْ تحذرها من عواقب علاقة مع شخص من غير بني جنسها، عواقب قد تفضي إلى ما لا تحمد عقباه. ولم تُخفِ رأيَها ملوِّحة بسبابتها إلى وجه (إيجه): "تظنين نفسك عاشقة ها!؟". ولمَّا أجابتها (إيجه): بأنها لا تعشقه وإنما تستمتع بصحبته، رغد الزَّبدُ في فم الأم.
 
ـ "أمّي! ليس بمقدور كلُّ شخص أن يجد مستر داركي Mr Darcy". قالت (إيجه) معترضة، مستخدمة أسهلَ أسلوب قد تفهمه أمُّها بسوق مثال من رواية لـ (جين أوستن) لا تفارق يدَ أمِّها، ظناً منها أنَّها ستخفف من وطء تعنيفها لها. إلا أنَّ كلماتها الغاضبة لم توحِ بذلك.
 
ـ "أنا أصلاً لا أثق بمستر داركي ولا بالعشق. حين تكبرين ستجدين مَن يناسب طبعك وعُرْفك. لمَ العجلة؟". أجابتها أمُّها كاظمة ًغيظها بصعوبةٍ.
 
مع برودة يد (توم) التي لفّتْ حضرها، عادت (إيجه) التي كانت لا تزال تجادل أمَّها في خيالها، إلى وعيها.
 
كان (توم) يهزُّ شعرَه الأشقر الطويل إلى اليمين واليسار كذيل الحصان حين عرض عليها:
 
ـ "هل تعرفين بماذا أفكر؟ عليكِ أن تعرِّفيني على أمِّكِ اليومَ".

الصفحات