أنت هنا

قراءة كتاب الصدى

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الصدى

الصدى

المجموعة القصصية "الصدى" للكاتب محمد زكريا الزعيم، يقول في مقدمتها:

تقييمك:
1
Average: 1 (1 vote)
الصفحة رقم: 10

في رحاب شهر الصيام

الصوم لي وأنا أجزي به
حديث قدسي

كلما خطر ببالي قول الحق عز وجل " الصوم لي وأنا أجزي به " أتساءل مع السائلين ، ترى لماذا لم يخص الله الصيام بثواب محدد أو مكافأة معينة كسائر العبادات ، بل ترك أمره لتقدير الإله وحكمة الرحمن .
الأمر واضح جلي فهو أظهر من أن يخفى أمره ، وتغيب حكمته ! .
إنَ الصيام يقوم على أجل عبادة وأصعب رياضة ألا وهي مغالبة الهوى ومغالبة الهوى ليس بالأمر اليسير ، والمقصد البسيط ، فدونه مواجهة طغيان النفس ، وثورة أهوائها ،وعصف شهواتها .
والتحرّز من حمم أطماعها ، وغبار أمانيّها ، وسموم لذاتها لذلك كان الصوم السلاح البتار الذي يشهره المؤمن في وجه نفسه ، والمجنَّ الأوقى ، الذي يتقي به الصائم كيد نفسه وحظوظ مرادها .
إنه شهر معترك الأنفس التواقة ، والرغائب الموّارة .
لذلك فالصيام من أشد العبادات ثقلاً على النفس لأنه لا حظّ لها فيه ولا مطمع لها في أي من الرغائب والأماني . على حين قد تتسلل بعض الحظوظ خفية إلى سائر العبادات .
فلكل عبادة سلطان للنفس عليها ، واستطار للهب حظوظها في رحابها . ومما يدل على صواب ما نذهب إليه أن مشكلة الإسلام مع خصومه ليست في استصواب مبادئه والاقتناع بفكره ، وإنما الضعف عن مغالبة النفس ومجاهدة الهوى .
فالنفس حريصة على محاربة كل ما يهدد حظوظها ويحدد من غلوائها ويحجر عليها ما تتوق إليه من جاه وسلطان وثراء . . .
لذلك كانت مثوبة ا لرحمن كبيرة ومكافأته مجزية ! ! .
 

الصفحات