أنت هنا

قراءة كتاب كمال رشيد بأقلام محبيه

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
كمال رشيد بأقلام محبيه

كمال رشيد بأقلام محبيه

كتب أصدقاء الفقيد الحبيب كمال رشيد في هذا الكتاب عن بعض ما عرفوه فيه من سجايا وشمائل وقيم، ويا ليتهم ويا ليت أصدقاءه وعارفيه وزملاءه وتلاميذه وأهله يكتبون كل ما عرفوه عنه، لتنشر في رسائل وكتب، أو لتقدَّم إلى نجله بلال- الواعد بالكثير- من أجل اكتمال صورة الك

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 2
-1-
 
إنه الموت يعتام الكرام من الرجال، ويصطفي ما نحن في مسيس الحاجة إليه من البدور، في ليالينا المحاقية.. في ليالي غزة والضفّة والقدس التي يبيّت لها الأعداء ما يبيّتون من مكر الليل، وكيد النهار... من عدة وعدد... من أسلحة فتاكة... نووية، وفسفورية، وما لا يخطر إلا على بال شياطين أوروبا وأمريكا، ورأس حربتهم: الصهيونية المصنَّعة من ثقافة الكراهية، والأحقاد الدينية التاريخية، والإجرام الذي يتغيّا الفتك ببني البشر، وأولهم العرب والمسلمون، فيما العرب والمسلمون يعيشون بل يحيون حالة من العجز، والتخلف، والاحتراب البيني، ما يشمت الأعداء، ويميت الثكالى من الضحك... عدوّهم يبني المفاعلات النووية، والمصانع الحربية الثقيلة والخفيفة، وهم يبنون السجون والمعتقلات، ويُرْدون ذوي العلم والعقل والحكمة فيها، يزجونهم في أقيائها المظلمة، ليموتوا في كل يوم عشرات المرات، تحت السياط التي هي أخفّ أنواع التعذيب، ومن ينجو بنفسه من هؤلاء، يلتحق ببلاد (برّه) ليأمن على نفسه وعرضه وولده، وليقدّم ما عنده لغير شعبه وأمته، وهذا ما يدعوه الناس: هجرة العقول العربية، وبها يكون الخسران المبين لأمتنا المنكودة الحظ بالعديد من أبنائها، كما هي منكوبة بأعدائها الذين تداعوا عليها من كلّ حدب وصوب.
 
عندما كنا نسهر الليالي الطوال مع غزة الصمود والعزة والجهاد والاستبسال. كانت صورة كمال رشيد ماثلة للعيان، أراها في أقلام الأحرار الذين يكتبون عن غزة، وعما تعانيه من وحشية وحوش البشر، حثالة البشر، أو شاب البشر، يقدم لهم أوباش البشر، من أصحاب الوجوه الصفر، والعيون الزرق، والشعر الأشقر، ويعينهم السُّود والسُّمْر... يقدّمون لهم ما يحرقون به غزة ومئات أمثالها... فأصيح: أين أنت يا أبا بلال؟ أين قلمك؟ أين قصائدك. ألا ترى ما يفعل المجرمون الآثمون بغزتك؟ بشيبها وشبابها، وبأطفالها ونسائها؟.
 
لقد عهدتك مقاتلاً عنيداً، ومنافحاً رشيداً عن أهلك وعرضك وأمّتك.. عهدتك وعهدك كل من عرفك، تقاتل بلسانك، وقلمك، وفكرك، وعقلك، وقلبك، ويدك ورجلك، بمواقفك، وفي مجالسك، ومحاضراتك، وقاعات المؤتمرات، والجامعات، والمدارس... مع طلابك، مع زملائك، مع أهلك وأقاربك وجيرانك.. فأين أنت الآن لتقف في وجه العاصفة، ولتشارك في الزلزال الذي ينتظر الناس بعد غزة؟ لا بد أن تشارك فيما بعد غزة، فلغزة ولياليها الفسفورية والنووية ما بعدها... فمن سيحشّد الحشود لها غير قلمك، غير شعرك يا شاعرها، وشادي آلامها وأحزانها، ويا مقيم لها معالمها وصُواها حتى لا تضيع في حراكها الجهادي، ولا تشوب مبادئها وقيمها شائبة تفد إليها من شرق أو غرب، بعد تكاثر المفترين عليها..

الصفحات