كتب أصدقاء الفقيد الحبيب كمال رشيد في هذا الكتاب عن بعض ما عرفوه فيه من سجايا وشمائل وقيم، ويا ليتهم ويا ليت أصدقاءه وعارفيه وزملاءه وتلاميذه وأهله يكتبون كل ما عرفوه عنه، لتنشر في رسائل وكتب، أو لتقدَّم إلى نجله بلال- الواعد بالكثير- من أجل اكتمال صورة الك
أنت هنا
قراءة كتاب كمال رشيد بأقلام محبيه
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
صحيح .. أنت دمث، هادئ، متزن، لطيف، مرح، وصحيح أيضاً أن لك غضبة الأسد إذا غضب، وصيال الفارس إذا صال وجال، والقدس في قلبك، وفلسطين كلها قدس... وهي الآن أشدّ حاجة إلى صولاتك وغضباتك، وإلى فكرك وتخطيطك وتقديرك، إلى جانب إخوانك... إخوان العقيدة ورفاق الدرب والمصير... إنهم يفتقدونك الآن... يفتقرون إلى الرجال من أمثالك... إلى من يبذل كل ما في وسعه من أجل غزة الأمل. والقدس الشريف، وفلسطين الغالية، التي يئن شطرها تحت وطأة الصهاينة المجرمين، ويستغيث شطرها الآخر من وطأة الأنذال... الأقصى يناديك يا أبا بلال، فهل أنت مجيب؟!.
إنها معركة الكرامة، كما هي معارك الحرية والتحرير..
ولهذا أنت وأصحاب النجدات، سوف تسمعون صيحات المستغيثين والمستغيثات: يا شموخ الإيمان في أهل الإيمان من الرجال..
-2-
إن كمال رشيد- تغمده الله بفيض رحمته ورضوانه- كان يحمل هموم أمته، وفي طليعتها هموم فلسطين وأهلها وقضيتها.. وقضية تحريرها من المغتصب الصهيوني، كما يحمل هموم نفسه،وأسرته الصغيرة.. وهذا ما نطالعه في كل ما كتب من شعر ونثر، وما كنا نطالعه في أحاديثه، وما كنا نقرؤه في عينيه الساجيتين الحالمتين بغد أفضل من هذا الحاضر البئيس التعيس الذي يبعثر الأمة وأحلام أبنائها، وكان حقّها أن تلتقي لتزن الجبال تخطيطاً للغد المأمول في تحرير الأرض، وتحرير العقول التي سكنتها سواكن تستعصي على الطرد بعيداً عن الله ودينه القويم.
كان بين التفاؤل والإحباط، وهو يعاني ما يعاني في تربية الأجيال.. إنه يريدها صاعدة إلى المجد، ويأمل فيها الخير لمستقبل الأمة التي تفتقر إلى الرجال. فيسعى إلى بناء الرجال، وتأليف الرجال، وتربيتهم ليكونوا كما ينبغي لهم أن يكونوا، من أجل التحرير والبناء، وقد يصاب بالإحباط مما يرى من انصراف الكثير من الشبان والشابات إلى الفثاثة والفثائية، هرولة وراء حميّا الشهوات والمال، والاقتتال على سفاسف الأشياء وتوافه الأمور. وهذا ماكنا نسمعه في بعض مجالسه، ونطالعه في بعض شعره ونثره، وهو الأديب المفكر، والأديب السياسي، والأديب الإعلامي، والأديب الداعية إلى الإسلام وما فيه من خير، وكله خير للبلاد والعباد...
إن عمل الدكتور الرشيد في المناهج، والتخطيط، أضاف إلى حياته الأدبية والفكرية إضافات مهمة، وأكسبه خبرات في التفكير المنظم. وفي التنظير، وفي العمل بوعي ممنهج، فكانت طريقه لا حبة في الوصول إلى ما يريد الوصول إليه، فلا يخبط خبط عشواء، كدأب كثير من الأدباء والشعراء والفنانين، بدعاوى سخيفة حيناً، مبتذلة في أكثر الأحيان.