كتب أصدقاء الفقيد الحبيب كمال رشيد في هذا الكتاب عن بعض ما عرفوه فيه من سجايا وشمائل وقيم، ويا ليتهم ويا ليت أصدقاءه وعارفيه وزملاءه وتلاميذه وأهله يكتبون كل ما عرفوه عنه، لتنشر في رسائل وكتب، أو لتقدَّم إلى نجله بلال- الواعد بالكثير- من أجل اكتمال صورة الك
أنت هنا
قراءة كتاب كمال رشيد بأقلام محبيه
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
وتوقفت الصلة بيننا إلا ما كنت أقرأ له من قصائد رائعة، ومن مقالات صافية العقيدة والاتجاه، في صحيفة الرباط الأسبوعية، عندما كان "أبو بلال" يتولى رئاسة تحريرها في الفترة ما بين 1992- 1994م. وفي صيف عام 1996م، جاءني كمال يحمل إليَّ نسخة من الرسالة الجامعية التي تقدم بها للحصول على شهادة الدكتوراه من الجامعة الأردنية، تحت عنوان: "الترادف في القرآن الكريم"، وكان قسم اللغة العربية بالجامعة قد ندبني مع زملاء آخرين لمناقشة هذه الرسالة.
قرأت الرسالة، وجرت المناقشة العلنية، وقد جلب انتباهي أنني أمام أديب لغويٍّ باحثٍ صاحب رأي. فكان حريصاً على تتبع الروايات من مصادرها، ومناقشتها ويعرض الآراء المختلفة ولا يكتفي بترجيح رأي على رأي، وإنما في بعض الأحيان يعرب عن رأيه، وقد يتفرّد به... ولا شكّ أن هذا يعود إلى تمرُّس باللغة ونضجٍ في التفكير وشاعرية موهوبة، وأديبٍ ملتزمٍ عقيدة وقضيةً... بات يخطو في أواخر الخمسينيات من العمر...
كان كمال – رحمه الله- ملتزماً بالإسلام السمح عقيدةً ومنهج حياة، وشعراً رقيقاً قد وهبه للقدس، مسرى الرسول - -، وثالث الحرمين الشريفين، ولمسقط رأسه في "الخيرية" من ضواحي يافا، أرض الرباط والجهاد. فكانت دواوينه الأربعة خير شاهد على ذلك... إذ يقول في مقدمة ديوانه "القدس في العيون":
حسبي من الشعر أنْ مجدتُّ أوطاني
سَجَّلت ما شاده بالعزم إخواني
هذي فلسطينُ والأفعالُ شاهدةٌ
تقودها للعلا آياتُ قرآني
هو الجهادُ سبيلُ المسلمين ولا
ينأَوْن عنه، وفيه الأحمرُ القاني
إلى أن يقول: