الرسالة التاسعــــة

 

من الاديب والكاتب عبدالقادر الحاج نصر

 

أخي محمود،

 

تحية المحبة والإخاء،

 

لا تعرف كم أنت عزيز وصاحب فضل عليّ، فأنا عدت إلى بوزيد من باب فتحته أنت لي، ولولاك لكان وجودي محتشما بل إنني حتى يومنا هذا أشعر عند ذهابي إلى تلك الربوع، كأنني ذاهب أولا وأخيرا إليك، لأستمع إلى كلماتك اللطيفة وإلى ترحابك الصادق، وإلى صفاوتك التي لم اعرف مثيلا لها في حياتي، وإذا ما أصبحت الآن علاقتي وطيدة ومتجددة ومتجذرة فأنت أهم واحد أهداني هذه الفرصة التي لا بد منها. أنت بدماثة أخلاقك ومحبتك التي تسع الجميع وسعيك الدؤوب إلى لمّ الشمل.

 

أخي محمود إنني لا أخفيك بأنني احمل في قلبي حبا كبيرا لهذه المنطقة التي هي مسقط الرأس، ولكنني أظلّ متحيرا أمام سلوك بعض الواقفين على مقاديرها، إذ لا يخجلهم العبث بالإرث الجماعي ولا بالمكاسب الوطنية، ومثال ذلك ما فعلوه ذات يوم بروضة الشهداء وكنت أنت أحد المدافعين الأشداء عنها، ثم ما فعلوه أخيرا بحنفية القرية (10)، إذ سولت لهم أنفسهم مسحها تماما مقابل دراهم رخيصة.

 

رغم هذا أخي محمود، لا يتسرب إلي اليأس، لأنني متأكد أن وجود رجال مثلك يخدمون ليلا ونهارا من أجل إعلاء كلمة الحق سوف نحمي الأشياء والرموز التي نعتبر بها من العابثين. وبرجال أمثالك يزدهر الأمل، وتنفتح الآفاق، وبرجال مثلك نؤمن، ونحن نسير دون كلل عثرات الطريق وأشواكها.

 

فشكرا وشكرا متجددا وأجدد لك اعتزازي ومحبتي وتقديري.

 

عبد القادر بن الحاج نصر