أنت هنا

قراءة كتاب ابن أيدمر حياته وشعره

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ابن أيدمر حياته وشعره

ابن أيدمر حياته وشعره

ابن أيدمر فلك الدين أبو نصر محمد بن سيف الدين أيدمر بن سكزبن كوذجك. لا نعرف للأسف الشيء الكثير عن حياته.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 6
ويصف ابن أيدمر استشهاد أبيه بإعجاب شديد وإكبار عظيم فيقول( ): «وحكى لي من شاهده أنه لما انكسر عسكر بغداد، نزل عن فرسه ولم يزل يقاتلهم حتى قتل رحمة الله عليه. فما أحسن قول أبي تمام:
 
فتى مات بين الضرب والطعن ميتة
 
تقوم مقام النصر إذ فاته النصر»
 
وعاد ابن أيدمر إلى بغداد بعد وفاة هولاكو سنة 663هـ( ). وكانت عودته في أيام السلطان أباقا بن هولاكو، وفي ولاية علاء الدين عطا ملك الجويني على بغداد. وعمل خازناً في الديوان( ). فترة من الزمن، وكانت تربطه بعلاء الدين صلة مودة، وكان آنذاك يشتغل في تصنيف كتابه «الدر الفريد وبيت القصيد»( ).
 
واهتم ابن أيدمر في ترتيبه وعمله، ثم ترك العمل، وحلق رأسه وتزهد كما يقول ابن الفوطي: «وخلع القباء، ولبس الفرجيَّة، واشتغل بتنقيح كتابه إلى أن تم. وكان كثير الشكوى من سوء حالته المالية وكان قد علاه دين فخدم خزانة الوزير سعد الدين بالكتاب وقضى دينه، فجاءه ما لم يكن في حسابه»( ).
 
ولعل زهد ابن أيدمر يرجع إلى حسه الديني العميق، وإلى الظروف القاسية التي أحاطت به، وإلى فقده لولديه الاثنين على غير انتظار، وقد بلغا مبلغ الرجال( ). ولعل هذا الذي أشار إليه صديقه ابن الفوطي في قوله السابق «فجاءه ما لم يكن في حسابه». وكان ابن أيدمر محبا لخلفاء بني العباس، مدافعا عنهم، يكِنُّ لهم المودة والولاء. ولم تغيره السنون، ولقد حزن على قتل الخليفة المستعصم حزنا شديدا حتى بعد قتله وزوال ملكه، وهو محب للعرب بصورة عامة، مدافع عنهم، مفتخر بانتمائه لقريش من خلال كون أبيه مولى بني هاشم. فهو يقول «وفي الحديث أن المُعْتَق من فضل طينة المعتق، قيل: الرجل لأبويه، والمولى من مواليه وطوبى لمن كان من طينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومولى من مواليه، وإنما ذكرت هذه الجملة ليعلم من لم يعلم أنني لا أنفك عن قريش، وأن لي ما لهم وعليَّ ما عليهم والله ولي التوفيق»( ).

الصفحات