في مجمع أفلاطون الفكري يقول سقراط:
إن الرجل الذي يختبر ألغاز الحب سيصبح على تواصل مع الحقيقة نفسها وليس مع انعكاسها.وحتى تتعرف على هذه النعمة الإنسانية لن تجد مساعداً أفضل من الحب.
أنت هنا
قراءة كتاب الحب والحرية والفردانية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

الحب والحرية والفردانية
الصفحة رقم: 4
أنا أقصد أن تكون خادماً للحب، (إن الفكرة النقية للحب يجب أن تُبَجَلَ). إن محبوبك ليس إلا صورة من صور تلك الفكرة النقية، والوجود برمته يتضمن ملايين الصور من تلك الفكرة النقية. الوردة هي صورة، مُكَونُ واحد، القمر هو صورة أخرى، ويبقى الإنسان الذي تحبه هو صورة أخرى... ابنك صورة، والدتك، والدك،جميعهم صور، كل تلك الصور هي عبارة عن أمواج في محيط الحب. لكن لا تصبح خادماً لمن تحب. تذكر دوماً أن من تحب هو مجرد عنصر صغير جداً.
كن خادماً للحب من خلال من تحب، بهذه الطريقة لن تصبح متعلقاً بمن تحب. وعندما لا تكون متعلقاً بمن تحب يصل الحب إلى أسمى نقطة له. في اللحظة التي يصبح فيها الإنسان متعلقاً يبدأ بالسقوط. فالتعلق هو نوع من الانحدار بينما عدم التعلق هو نوع من السمو. إن الحب غير الحقيقي هو نوع آخر من التعلق بينما لا يتعلق الحب الحقيقي بشيء.
في الحب الوهمي الكثير من القلق. إنه قلق دائماً. في الحب الحقيقي اهتمام ومراعاة للآخر، ولكن ليس فيه قلق. إن كنت حقيقة تحب إنساناً ما فأنت سوف تهتم بحاجاته الحقيقية، لكنك لن تبدي اهتماماً غير ضروري بتصرفاته الغبية، سوف تبذل كل ما في وسعك للاهتمام بحاجاته لكنك لن تكون مرتهناً لتحقيق رغباته الخيالية. أنت لن تحقق له أي شيء من الممكن أن يؤذيه. كمثال: أنت لن تشبع غروره رغم أن غروره سيكون مُتَطلِباً جداً، وإن كنت مفرطاً في الاهتمام والتعلق فستقوم بإشباع حالة الغرور، وهذا يعني أنك بطريقة ما تسمم محبوبك. إن المراعاة تعني أن تعرف بأن تلك الحاجات غير حقيقيةوما هي إلا حاجات (الغرور) وسوف لن تحققها.
يعرف الحب التعاطف لكنه لا يعرف القلق. أحياناً يكون قاسياً لأن الأمر يحتاج أحياناً لأن يكون قاسياً، ويحتاج أحياناً لأن يكون متحفظاً وبعيداً، إن كان مفيداً أن يكون بعيداً فسيكون بعيداً. وأحياناً يكون بارداً. أياً تكن الحاجة فالحب يهتم بها، وبتلك الحاجة ـ لكن بدون قلق. إنه لا يحقق أية حاجات غير حقيقية، عليه ألا يشبع أية أفكار سامة لدى الآخر.
ابحث في الحب، تأملْ في الحب واختره. الحب هو أعظم تجربة في الحياة، وأولئك الذين يعيشون بدون أن يختبروا طاقة الحب لن يعرفوا معنى الحياة. إنهم سيبقون على سطحها ولن يغوصوا في عمقها.
إن تعاليمي موجهة باتجاه الحب. بإمكاني أن أُسْقِطَ كلمة (القدرة) ببساطة تامة ولن يكون هناك مشكلة ـ لكن ليس باستطاعتي أن أُسْقِطَ كلمة حب. إن كان علي أن أختار ما بين كلمة حب وكلمة القدرة فسوف أختار كلمة حب،سوف أنسى كل ما يتعلق بالقدرة لأن أولئك الذين يعرفون الحب هم في طريقهم نحو معرفتها. لكن العكس غير صحيح. أولئك الذين يفكرون بالله ويتفلسفون عن الله ربما لن يعرفوا شيئاً عن الحب، وربما لن يعرفوا شيئاً عن الله أيضاً.