أنت هنا

قراءة كتاب الحب والحرية والفردانية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحب والحرية والفردانية

الحب والحرية والفردانية

في مجمع أفلاطون الفكري يقول سقراط:
إن الرجل الذي يختبر ألغاز الحب سيصبح على تواصل مع الحقيقة نفسها وليس مع انعكاسها.وحتى تتعرف على هذه النعمة الإنسانية لن تجد مساعداً أفضل من الحب.

تقييمك:
3.5
Average: 3.5 (2 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 7
ولكن عبر القرون التي مضت تقطعت كل جذورك، تَسَمَّمتَ. جعلوك خائفاً من أن تحب نفسك يوماً مع أنها الخطوة الأولى في طريق الحب، هي التجربة الأولى. إن الإنسان الذي يحب ذاته إنسانٌ يحترم ذاته، والإنسان الذي يحب ويحترم ذاته هو إنسان يحب ويحترم الآخرين أيضاً، لأنه يقول في نفسه: "كما هو أنا، كذلك هم الآخرون. كما أستمتع أنا بالحب والاحترام والنُبل، كذلك الآخرون." لقد أصبح واعياً مدركاً أننا لسنا مختلفين من حيث الجوهر، نحن واحد. نحن نعيش تحت القانون نفسه. يقول بوذا: نحن نعيش في ظل القانون الأبدي نفسه. وفي الدخول في التفاصيل نحن ربما نختلف قليلاً بعضنا عن الآخر ـ وهذا يخلق تنوعاً، هذا جميل ـ لكن في الأساس نحن جزء من طبيعة واحدة، حياة واحدة.
 
يستمتع الإنسان الذي يحب نفسه بالحب كثيراً، لأنه من الممتع أن يبدأ الحب بالتدفق، أن يصل للآخرين، عليه أن يصل إلى الآخرين!! إن كنت تعيش الحب فعليك أن تشارك الآخرين به. ليس باستطاعتك أن تحب ذاتك إلى مالا نهاية، لأن هناك شيئاً سوف يصبح واضحاً بشكل لا يقبل الشك بالنسبة لك، وهو: إن كان حب شخص واحد، حبك ذاتك، أمراً مفرحاً جداً، فكم سيكون مقدار السعادة التي ننتظرها إذا بدأنا نتشارك هذا الحب مع الكثير من الآخرين!
 
رويداً رويداً تصل أمواج الحب إلى المنطقة الأبعد. تحب أشخاصاً آخرين، وبعدهاتبدأ بحب الحيوانات، الطيور، الأشجار، الصخور. يمكنك أن تغمر كل الكون بحبك. إن شخصاً واحداً يمكنه أن يغمر الكون كله بالحب، تماماً كما تفعل حصاة واحدة عندما نرميها في بحيرة ـ حصاة واحدة صغيرة.
 
بوذا فقط يستطيع أن يقول (عليك أن تحب ذاتك)، ولا يستطيع أيّ مبشِّرٍ أو سياسي أن يوافق على مقولة بوذا، لأن هذا مدمرٌ لكل صروحهم، لكل التركيبة الاستغلالية التي أنشؤوها، إن لم يُسمَح للإنسان أن يحب ذاته فإن روحه وجوهره يصبحان أضعف، ويزداد ضعفهما كل يوم، سوف ينمو الجسد بدون أي نضجٍ داخلي، سيبقى جسداً بدون روح لأنه ليس لديه ما يغذي به روحه، وبأحسن الأحوال (سيبقى الجسد مع احتماليةِ فعاليةِ الروح)، إن الروح عبارة عن بذرة وستبقى بذرة إن لم تتمكن من إيجاد التربة المناسبة لها، التربة هي الحب، وأنت لن تجد التربة المناسبة طالما أنك تتبع الفكرة الغبية القائلة "لا تحب ذاتك".
 
أنا أعلمك أن تحب نفسك أولاً، وليس لهذا علاقة بالأنا. في الواقع، يبدو الحب وكأنه الضوء الذي لا يمكن لعتمة الأنا أن تتواجد فيه إطلاقاً. إن أحببت الآخرين، إن كان حبك مركزاً على الآخرين فسوف تعيش في العتمة. قم بتوجيه ضوئك باتجاه نفسك أولاً، كن ضوءاً لذاتك أولاً، دع ضوئك يبدد عتمتك الداخلية، يبدد ضعفك الداخلي. دع الحب يجعل منك طاقة عظيمة، قوة روحية.

الصفحات