أنت هنا

قراءة كتاب الحب والحرية والفردانية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحب والحرية والفردانية

الحب والحرية والفردانية

في مجمع أفلاطون الفكري يقول سقراط:
إن الرجل الذي يختبر ألغاز الحب سيصبح على تواصل مع الحقيقة نفسها وليس مع انعكاسها.وحتى تتعرف على هذه النعمة الإنسانية لن تجد مساعداً أفضل من الحب.

تقييمك:
3.5
Average: 3.5 (2 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 9
إنهم يقولون: "عليك بحب البشرية، وطنك الأم، أرضك الأم، الحياة، الوجود، الله." إنها كلمات كبيرة لكنها خالية من المعنى تماماً. هل صادفتها في حياتك البشرية؟ إنك دائماً تصادف البشر وقد أدنت أول كائن بشري صادفته، إنه أنت.
 
أنت لم تحترم نفسك، لم تحب ذاتك. والآن ستضيع كل حياتك في إدانة الآخرين. هذا هو السبب الذي يجعل الناس ماهرين في اكتشاف العيوب.إن كانوا يجدون العيوب في أنفسهم فكيف لهم أن يتجنبوا العثور على العيوب نفسها في الآخرين؟ سوف يجدون العيوب حقاً، وسوف يضخمونها، بل وسوف يجعلونها بأكبر شكل ممكن. يبدو لهم أن هذا هو المخرج الوحيد لحفظ ماء الوجه، ولهذاتجدهذا الكم الكبير من الانتقاد وهذا النقص في الحب.
 
برأيي إنها واحدة من أكثر تعاليم بوذا عمقاً. إن شخصاً واعياً فقط يستطيع أن يهبك هذا البصيرة.
 
إنه يقول: عليك أن تحب نفسك.... يمكن لهذاأن يصبح أساساً لتحول جذري. لا تخف من أن تحب ذاتك، عليك أن تحب بكل ما لديك وسوف تتفاجأ. في اليوم الذي تستطيع فيه أن تتخلص من كل أنواع تأنيب الذات، من عدم احترام الذات، اليوم الذي تستطيع فيه أن تتخلص من فكرة الخطيئة الأصلية، اليوم الذي تجد فيه نفسك مُستَحِقاً وأن الكون يحبك، سيكون يوم السعادة العظيمة. من ذلك اليوم فصاعداً سوف تبدأ برؤية الناس في صورتهم الحقيقية، ستراهم بعمقهم الإنساني المضيء، سيكون عندك تعاطف، ولن يكون تعاطفاً مصطنعاً بل سيكون من نوع التعاطف الطبيعي المتدفق بشكل عفوي.
 
يستطيع الشخص الذي يحب ذاته بسهوله أن يصبح إنساناً تأملياً، والإنسان التأملي يعني أنه شخص يستطيع أن يكون مع ذاته، إن كنت تكره ذاتك، كما تفعل، كما قيل لك أن تفعل، وإن اتبعت ذلك كنوع من التدين، إن كرهت ذاتك كيف لك أن تكون مع ذاتك؟ليس التأمل إلا أن تتمتع بروعةخلوتك مع ذاتك، أن تحتفل بنفسك. إن هذا كل ما يدور حوله التامل.
 
ليس التأمل علاقة بين شخصين، ليس هناك حاجة للآخر على الإطلاق، إنسان واحد يكفي ألا وهو أنت، إنسان يسبح في مجده الشخصي وفي ضوئه الشخصي. إنسان وبكل بساطة سعيد لكونه يعيش، لأنه إنسان.

الصفحات