أنت هنا

قراءة كتاب ما الذي أؤمن به

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ما الذي أؤمن به

ما الذي أؤمن به

كتاب " ما الذي أؤمن به " ، تأليف : برتراند راسل، وترجمة :

تقييمك:
3
Average: 3 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 7

الإنسان جزء من الطبيعة، وليس شيئاً مناقضاً لها. أفكاره وحركاته الجسدية تخضع لنفس القوانين التي تصف حركات النجوم والذرات. العالم الفيزيائي ضخم مقارنةً بالإنسان، أضخم مما كان يعتقد أيام دانتي ولكنه ليس ضخماً إلى الدرجة التي بدا عليها قبل مئة عام. صعوداً ونزولاً، في الاتساع وفي الصغر، يبدو أن للعلم حدوداً يقف عندها. يُعتقد أن للعالم حدوداً نهائية في الفضاء، وأن الضوء يستطيع أن ينتقل فيه خلال مئات الملايين من السنين. يُعتقد أن المادة تتكون من البروتونات والإلكترونات، التي لها حجم محدد وكمية محددة في هذا العالم. تغيراتها ليست مستمرة غالباً، كما كان يعتقد، وتنشأ عن الاهتزازات، اهتزازاتٍ لها حد أدنى. يمكن تلخيص قوانين هذه التغيرات بوضوح من خلال بعض المبادئ العامة، والتي يمكن أن تحدد ماضي ومستقبل هذا العالم إذا عُرِفَ أي جزء صغير من تاريخه.

علم الفيزياء يقترب من مرحلة الكمال، وبالتالي سيصبح غير مثير. إذا أُعطينا القوانين التي تحكم حركات البروتونات والإلكترونات، لن يتبقى سوى عمل جغرافي، مجموعة من الوقائع الخاصة تخبرنا بتوزعهم في فترةٍ ما من تاريخ العالم. إن العدد الكامل لوقائع الجغرافية المطلوب لتحديد تاريخ العالم هو على الأغلب محدود، نظرياً من الممكن كتابة كل تلك الوقائع في كتاب كبير يُحفظ في سومرست هاوس مع آلة حاسبة متصلة به، وبإدارة المقبض نستطيع أن نعرف الوقائع في أية فترة زمنية أخرى. من الصعوبة بمكان أن نتخيّل أي شيءٍ أقل تشويقاً من ذلك أو أكثر اختلافاً عن المتعة المشبوبة لاكتشاف الحقائق. يشبه ذلك تسلق جبل شاهق لا نجد على قمته شيئاً سوى مطعماً يقدّم البيرة، محاطاً بالضباب لكنه مزود بخدمة الاتصال اللاسلكي. ربما في أيام «أحمس» كان جدول الضرب شيئاً مثيراً.

الصفحات