أنت هنا

قراءة كتاب رحلة صموئيل إيفرز - من البصرة إلى البحر المتوسط سنة (1779)

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
رحلة صموئيل إيفرز - من البصرة إلى البحر المتوسط سنة (1779)

رحلة صموئيل إيفرز - من البصرة إلى البحر المتوسط سنة (1779)

هذا الكتاب ترجمة لإحدى أندر رحلات القرن الثامن عشر، وهي رحلة الانكليزي صموئيل إﻳﭭﺮز، الذي زار العراق وبلاد الشام في طريقه إلى إيطاليا سنة (1779).

الصفحة رقم: 1

نبذة عن حياة الرحّالة صموئيل إيفرز

إن حياة هذا الرحّالة وكتابه تكاد تكون مجهولةً بالكامل، على الرغم من وجود مقالين مهمين في عددين من صحف جمعية متحف هورشام يعود تاريخهما إلى أواخر سنة (2001)، حصلنا منهما على معظم معلوماتنا عن الرحّالة وعن كتابه·
ينتمي صموئيل إيفرز (المولود في أوائل سنة 1764) إلى عائلة ميشيل الثرية، واسمه يعني الساكن على منحدر جبل ووالدته كاترين إيفرز، ووالده جون إيفرز، وله أخت واحدة· وجده جون ميشيل· وقد توفي والده حينما كان شابًا، أما والدته فقد توفيت في نيسان/ ابريل (1764)· وقد ورث صموئيل مُلكيةً في مدينة ساسكس بإنكلترا·
في ما يخصُّ المرحلة المبكرة من حياة صموئيل إيفرز فلا نعرف الكثير، ومن الصعوبة معرفة التواريخ الدقيقة لها· ولكننا نعلم أنه دخل المدرسة بين سنتي (1769) أو (1771)· ثمَّ ذهب إلى الهند للعمل في شركة الهند الشرقية، وهي أكبر مؤسسة تجارية في ذلك الوقت؛ إذ كانت فرص الحصول على الثروة فيها كثيرة، ولاسيما من خلال التجارة· ولكن أوضاعه المالية تدهورت في الهند، وحينما عاد إلى بلاده وجد أن أملاكه محتجزةٌ؛ فانتهى به المطاف للعمل بصفة كاتب بسيط·
ترك إيفرز عمله في شركة الهند الشرقية في أوائل سنة (1779)، وقرر العودة إلى أوروبا عبر الطريق البرّي، وهو الطريق الذي سلكه الكثير من الرحّالة قبله· ولحسن الحظ، فقد سجّل يوميات رحلته من البصرة إلى إيطاليا بعد عودته إلى بلاده· فقد غادر الهند بالسفينة، ومنها وصل إلى البصرة (التي بدأ فيها بتدوين رحلته)، ومنها إلى بغداد، ثمَّ عبر طريق البادية إلى حلب، ومنها إلى اللاذقية والبحر المتوسط إلى إيطاليا·
وخلال السنوات السبع المقبلة (1780-1787)، أي بين وصوله إلى بلده حتى وفاته، لا نعرف الكثير عن حياته سوى إشارات محدودة، منها أنه كان يواجه مشكلةً ماليةً في سنة (1785) تخصُّ أمواله وممتلكاته الأخرى، فتراكمت ديونه تدريجيًا، حتى اضطر للعمل بصفة كاتب لدى أحد المحامين· ومع ذلك، بذل قصارى جهده لدفع كتابه للنشر في سنة (1784)، مما يدل على أن مادته نالت استحسان المقربين إليه والناشر على حد سواء· ولكنه انتحر فجأةًً بعد ثلاث سنوات في يوم الجمعة 13 نيسان/ ابريل (1787)، ربما نتيجة حالة اضطراب نفسي أو يأس· ويبدو أن سبب انتحاره اكتشافه زواج خطيبته آن فالانس التي تزوجت ابن مدير مدرسة·
كان إيفرز خلال السنوات الأخيرة من حياته يعيش في دوّامة؛ فقد خسر أمواله ووظيفته، وفقد حبه وثقته بمن يحب، فانهارت آماله وطموحاته فجأةً وقرر أن ينتحر، ولم يترك سوى كتاب رحلته الذي نقدم ترجمته الحالية· ومع أن كتابه ليس من الكتب البالغة الأهمية، وأن إيفرز لم يذكر فيه ما لم يسبقه فيه أحد، إلا أنه ملئ بالملاحظات التفصيلية الخاصة بالعراق، إلى جانب ندرته، وهنا تكمن أهميته·

الصفحات