أنت هنا

قراءة كتاب الدافعية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الدافعية

الدافعية

انقضت سنوات عديدة على صدور آخر مؤلف لي، ومنذ ذلك الحين بدأت تراودني وتعاودني الأفكار حول الموضوعات التي يجب أن أكتب بها، وحقيقةً تبين لي كلما ازدادت احتفالات عيد الميلاد الشخصي، وزاد الإنتاج الأدبي كلما نضجت الأفكار وأينعت المساهمات الفكرية السابرة، وتكشفت

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 7

أبراهام ماسلو وتحقيق الذات

طور ماسلو أيضاً نظريته في الدافعية والتي ركزت على الصراع من أجل الوصول إلى الإمكانيات الكاملة باعتباره جزء أساسي من دافعية الإنسان ولكنه يتضمن أيضاً دوافع إضافية مع تحقيق الذات، وبيّن ماسلو، 1973، 1971، 1965 أن أي نظرية شاملة للدافعية الإنسانية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الفرد ككل ولا نستطيع فهم تعقيدات السلوك البشري عن طريق تقليل أهمية السلوك ليصبح مجرد استجابات معينة لأوضاع معينة. ويمكن أن تخدم كلية السلوك عدة أوضاع سلوكية مرة واحدة. وهكذا، وعلى سبيل المثال، قد يخدم السلوك الجنسي الحاجات الجسدية وكذلك النفسية من انتماء وتقدير (Maslow, 1973).
وأوضح ماسلو أن علينا أن نفهم الغايات النهائية للسلوك وليس الأهداف السطحية أو الظاهرية لأن الهدف الظاهري لأي سلوك قد يكون مختلفاً تماماً عن الهدف النهائي. وهذا ما يتفق ما طرحه فرويد في نظريته والتي أشارت إلى أن الدوافع، أن الدوافع للعديد من سلوكياتنا قد تحدث على مستوى اللاوعي. ومع ذلك، خالف ماسلو فرويد من حيث أنه رأى اللاوعي بطريقة أكثر إيجابية. واتفق مع روجرز من حيث أنه اعتبر الصراع نحو الكمال، أو تحقيق الذات هو الغاية النهائية للسلوك.
أكد ماسلو أن الدافعية البشرية يمكن دراستها عن طريق مراقبة السلوك البشري وليس عن طريق مراقبة السلوك الحيواني. ولقد قادته مشاهداته إلى استنتاج أن الحاجات البشرية يمكن فهمها حسب هرم الحاجات. فالحاجات في قاعدة الهرم هي الحاجات الأقوى ويجب تلبيتها قبل الحاجات الأعلى في الهرم. ومع ذلك، لم يأخذ ماسلو بعين الاعتبار الهرم على أنه صارم بشكل كلي، فنحن نستطيع تلبية الحاجات المتدنية بشكل جزئي وبذلك نتيح المجال لتفعيل الحاجات.
الأعلى بشكل جزئي. واعتبر ماسلو تلبية جميع الحاجات على الهرم بطريقة احتمالية. فإذا ما تم تلبية حاجات أولية بمعدل 85% من تحقيقها فسوف يكون لهذه الحاجات تأثير قليل على السلوك. بينما عدم تلبية الحاجات الأعلى الأخرى نهائياً فسوف يكون لها تأثير أكبر على السلوك.
الحاجات الجسدية:
يتألف المستوى الأول من الهرم من الحاجات الجسدية. وإذا لم تتم تلبية الحاجات من مثل الجوع والعطش بشكل كافٍ، يتم نقل الحاجات التي تأتي بعدها إلى الخلف حسب التحكم بالسلوك، ويكون الفرد في حالة طارئة وتسيطر عليه هذه الحاجة. مثلاً، شخص في حالة الجوع الشديد لا يفكر إلا بالطعام ويتحدث ويحلم باستمرار بالطعام.
شعر ماسلو أن الحاجات الجسدية يتم تلبيتها بشكل كافٍ لمعظم الناس في مجتمعنا. وعندما تتم تلبية هذه الحاجات تنبثق الحاجة التالية في الهرم بشكل مسيطر للتحكم بالسلوك وتوجهيه.
حاجات الأمان:
يمثل هذا المستوى الحاجة إلى الأمن والطمأنينة في بيئتنا. ومثل الحاجات الجسدية تشحن الحاجة على الأمان بشكل أساسي في الأوضاع الطارئة، وتصبح الحاجات الأعلى غير هامة عندما تهدد حياة الفرد بالخطر. ويعكس السلوك محاولات الشعور بأن يصبح الفرد آمناً. ومثال ذلك عندما يحدث إعصار ما فيضانات واسعة في الجوار. وحينها قد خسر بعض الجيران آلاف الدولارات بسبب الضرر الذي لحق ببيوتهم. مع ذلك، كانت خسائرهم المادية ليست بذات الأهمية لأن تجنب الفيضان وسلامة أرواحهم كان هو الأهم فقط.
وشعر ماسلو أننا نرى حاجات الأمن أيضاً في تفضيل الناس للمحيط المألوف لديهم وفي الأمن الوظيفي وحسابات التوفير والتأمين. وهذه الحاجة ملحوظة أكثر عند الأطفال الذين يبدؤون بالصراخ إذا ما ألقيت أحدهم فجأة أو شعر بالذعر أو إذا دخل غريب إلى الغرفة.
واعتقد ماسلو أن حاجات الأمن لمعظم البالغين في المجتمع الغربي تتم تلبيتها بشكل كافٍ. وهي عادة لا تسيطر على السلوك. وبعض أنماط الشغب يمكن فهمها على أنه عدم تلبية لهذه الحاجات. وفي هذه الحالة غير المشبعة يكون رد الفعل كما لو أنه في وضع مهدد بالخطر باستمرار. واقترح ماسلو أن الشغب الاستحواذي الإلزامي يمثل السلوك الناشئ عن عدم تلبية حاجات الأمن.
حاجات الحب والانتماء:
عندما تتم تلبية حاجات الأمن، تصبح هذه الحاجات غير هامة في توجيه السلوك وتظهر حاجات المحبة والانتماء. وتتضمن هذه الحاجات الرجوع إلى العلاقات العاطفية مع الآخرين وحاجة الشعور بأنك جزء من المجموعة أو الشعور بأننا "ننتمي" للمجموعة ولا تعني حاجات الحب حاجات الجنس (الجسدية) مع أن الحميمية الجنسية يمكن أن تخدم في تلبية حاجاتنا للانتماء. ويتطلب الحب تلقي الحب وإعطاء الحب. أي أن نتلقى الحب وأن نعطي الحب للآخرين.
وقد نحصل على الشعور بالانتماء بعدد من الطرق مثل الزواج، العمل، الانتماء لمجموعة معينة مثل الانضمام لنادي نسائي أو نادي الأخوة أو مجموعة مدنية مثل الأحزاب وهذا يشعرنا بتحقيق هذه الحاجة. وبالنسبة لماسلو فإن دحض حاجة الحب تؤدي إلى سوء تكيف وأمراض. واعتبرها الأساس الأكثر شيوعاً للمشاكل السلوكية في مجتمعنا.
حاجات التقدير:
وإذا تم إشباع حاجات الحب بشكل كافٍ تنزلق هذه الحاجات إلى الخلف فيما يتعلق بالسلوك الموجه وتصبح حاجات التقدير مسيطرة. وهذه الحاجة هي حاجة التقويم الإيجابي والعالي للذات. ويمكن تقسيم هذا التقويم إلى قسمين: الحاجة إلى التقدير الذاتي والحاجة إلى التقدير من الآخرين.
وتدفع الحاجة على تقدير الفرد نحو الصراع من أجل الإنجاز والقوة والثقة والاستقلال والحرية. ويبدو أن الحاجة إلى التقدير الذاتي بجوهرها هي الرغبة بالشعور بالقيمة. ويبدو على أنها مشابهة بشكل كبير لمفهوم روجرز للاعتبار الذاتي. والحاجة إلى التقدير من الآخرين المتعلقة بها تتضمن الرغبة في السمعة والمكانة والتميز والتقدير من قِبَل الآخرين لقدراتنا وشعورنا بالأهمية.
وعندما تتم تلبية حاجة التقدير، يتولد لدينا مشاعر الثقة بالنفس ونرى بأن لدينا غاية في هذا العالم. وعندما يتم إحباط هذه الحاجات يحدث سوء التكيف الذي يتميز بمشاعر الدونية والضعف والإرادة المسلوبة. ويقود نقص التقدير الفرد إلى الشعور بعدم الأهمية ويكوِّن لديه قيمة ذاتية متدنية. واعتبر ماسلو أن الاكتئاب ناتجاً عن الإشباع غير الكافي لحاجة التقدير.
 

الصفحات