أنت هنا

قراءة كتاب الدافعية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الدافعية

الدافعية

انقضت سنوات عديدة على صدور آخر مؤلف لي، ومنذ ذلك الحين بدأت تراودني وتعاودني الأفكار حول الموضوعات التي يجب أن أكتب بها، وحقيقةً تبين لي كلما ازدادت احتفالات عيد الميلاد الشخصي، وزاد الإنتاج الأدبي كلما نضجت الأفكار وأينعت المساهمات الفكرية السابرة، وتكشفت

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 9

الفشل في تحقيق الذات:
إذا كان تحقيق الذات هو المستوى النهائي الذي يكافح الجميع من أجله، إذن، لماذا يعجز معظم الناس عن تحقيق هذا الهدف. يعتقد ماسلو أن الميل نحو النمو أضعف من دوافع النقص، ويمكن إيقافها بسهولة عن طريق البيئة الفقيرة أو التعليم الرديء. واعتقد ماسلو أن الثقافة الغربية، مع تركيزها على الطبيعة السلبية للدافعية البشرية، قد عملت ضد ثقتنا بطبيعتنا الداخلية. ولقد ركزت الثقافة الغربية على الطبيعة (الغريزة) الداخلية السيئة (نظرية فرويد مثلاً) واهتمت بآليات التحكم. ولقد قاد هذا العديد من الناس إلى رفض خبراتهم الداخلية.
كما لاحظ ماسلو أن النمو يتطلب خوض المغامرات والابتعاد عن الوضع الآمن والمريح. وليس من السهل أن نتخذ هذه الخطوة التي يجب علينا أن نقوم بها مرة بعد مرة لكي ننمو. ويفضل العديد من الناس الأمن على النمو. واعتقد ماسلو أيضاً أن الناس خائفين من قدراتهم. فإن يصبح الفرد كما يستطيع أن يصبح عليه يعتبر مخيفاً للعديد من الناس. ولذلك، يرفض الناس فرصة النمو خوفاً من النجاح المتكامل والتحدي المستمر.
اعتقد ماسلو أننا حتى نفهم إمكانيات السلوك البشري علينا أن ندرس تحقيق الأفراد والاستثنائية وليس الأفراد المتوسطين. وأن الشخص الذي حقق ذاته فقط، هو الذي يستطيع أن يرى المدى الكامل من الدافعية البشرية.
انتقاد نظرية تحقيق الذات:
لقد خلت نظرية ماسلو من الانتقاد (جيلر 1982، شولتنز 1977). ويمكن أن يكون أكثر نقد شائع ومدمر يتعلق بالأفراد الذين بدأ ماسلو بدراستهم والذين حققوا ذاتهم. وبدأ ماسلو دراسته لتحقيق الذات في محاولته لفهم صديقين كان شديد الإعجاب بهما. وعند التحدث معهما اكتشف أنهما يشتركان بالعديد من المزايا المشتركة. ولقد قاده هذا إلى دراسة تحقيق الذات بشكل أكبر عن طريق فحص الأصدقاء والمعارف. والشخصيات التاريخية والعامة. ولقد فضل العديد من الأفراد الذين كانوا على قيد الحياة أن يبقوا مجهولين حتى لا يستطيع علماء نفس آخرين أن يتحققوا من دقة إدراك ماسلو لهؤلاء الناس. كذلك، كانت الشخصيات التاريخية متوفاة، مما يتطلب الاعتماد على مصادر مكتوبة تكون أكثر دقة. وكانت المشكلة الرئيسية أننا كان علينا أن نصدق ما قاله ماسلو من أن الناس الذين درسهم كانت لديهم الخصائص التي وصفها.
ثانياً، أما الانتقاد الثاني التي تعرضت لها نظرية ماسلو هو اعتبارها نظرية انتخابية. فالأشخاص الذين يتلقون تعليماً رديئاً ووظائف ليس لها مستقبل أو توقعات اجتماعية متدنية ليس من المحتمل أن يحققوا ذاتهم. ويبدو أن النخبة يمتلكون تميز في الحصول على تحقيق الذات ونتيجة لذلك، قد لا تصف النظرية الناس بشكل عام.
وحقيقة أن العديد من الناس يفشلون في أن يصبحوا محققين لذاتهم هذا مما أوحى لبعض الباحثين أن الدافع نحو النمو قد لا يكون متفقاً مع ما اقترحه ماسلو. ومن المحتمل أن الحاجة التي تدفع الفرد لأن يصبح إنساناً متميزاً واستثنائياً قد تكون لدى بعض الأشخاص، وقد لا تكون هذه الحاجة لدى بعض الأشخاص الآخرين (Geller, 1982)..
وفي النهاية، انتقدت نظرية ماسلو بسبب غموضها في اللغة والمفاهيم ونقصها للأدلة العامة.
وقد عملت العديد من الأبحاث التي اهتمت بموضوع تحقيق الذات فكان منها الأبحاث التي طورها إيفيرت شوستورم (1964، 1966) وصمم اختباراً للتمييز بين الأفراد الذين حققوا ذاتهم والأفراد الذين لم يحققوا ذاتهم. وتألف الاختبار من 150 حكم على القيم والسلوك حسب اختيار من متعدد. وتم وضع علامات للأسئلة حسب مقياسين رئيسيين بالإضافة إلى عشرة مقاييس فرعية. ولقد أظهر شوستورم (1964) أن اختباره يميز بين الناس الذين يحكم عليهم بأنهم حققوا ذاتهم وأنهم طبيعيين أو أنهم لم يحققوا ذاتهم. وتشير نتائجه أن الأفراد الذين حققوا ذاتهم ظهروا أقل التزاماً بالضغوط الاجتماعية أو الامتثال. ويظهر الشخص الذي حقق ذاته على أنه يعيش في الحاضر ولكنه يستطيع أن يربط أحداث الماضي والمستقبل بالحاضر بشكل ذي معنى. وأحد جوانب هذه «الكفاءة الزمنية» كما أطلق عليها شوستورم ويبدو كون طموحات الفرد الذي حقق ذاته مرتبطة بالأهداف التي يكافح من أجل الوصول إليها في الحاضر (Govern, 2000).
ولقد فحصت عدة دراسات خصائص تجربة الذروة (ماثزن، زيفون، روتر وجورجر 1982، بريفيت 1983). ولقد قارن بريفت على سبيل المثال تراكيب تجربة الذروة مع تراكيب الأداء البالغ الذروة والتدفق. ولقد تم تعريف الأداء البالغ الذروة على أنه أداء متفوق بينما تم تعريف التدفق على أنه خبرة داخلية ممتعة والخبرات البالغة الذروة تكون سلبية بشكل واسع أي أن الفرد لا يخلق خبرة بالغة الذروة ولكنه يشعر بها عندما تحدث. ونتيجة لذلك قد تظهر هذه الخبرة على أنها إدراكية بشكل واسع ولا تتطلب سلوكاً من الفرد وتقود عادة إلى إعادة ترتيب أفكارنا. ومع ذلك، فالأداء البالغ الذروة يكون فعالاً ويتضمن التفاعل مع الشخص الآخر أو البيئة. والتدفق مثل الأداء البالغ الذروة فعالاً ولكنه مثل الخبرة البالغة الذروة ممتعاً داخلياً ويقود إلى اتحاد مع الخبرة مما ينتج عنه فقدان للذات.
وعند مسح الدراسات حول هذه المفاهيم الثلاثة، وجد بريفت (1983) العديد من أوجه التشابه والاختلاف بينها. وهناك صفة عامة في المفاهيم الثلاثة وهي «الاستغراق» ففي الخبرة بالغة الذروة والأداء بالغ الذروة والتدفق يركز الفرد انتباهه بشكل شديد على استثناء الأحداث الإدراكية الأخرى. والأكثر من ذلك، ففي الأوضاع الثلاثة يواجه الفرد الأحداث بشكل عفوي وبدون جهد عندما تحدث دون محاولة التأثير عليها بأي وسيلة.
وعلى أي حال، لاحظ بريفت أن كل مفهوم منها يصف أواضعاً لها خصائص فريدة. فعلى سبيل المثال، تمتلك التجربة بالغة الذروة مفهوماً صوفياً أو فوق شخصي لا يحدث عادة في الأداء بالغ الذروة أو في التدفق. وبالفعل في الأداء بالغ الذروة هناك وعي قوي بالذات وليس شعوراً بالخسارة. «التدفق هو المتعة» (بريفت 1983)، ويرتبط الناس بأنشطة تخلق شعوراً بالتدفق لأنها ممتعة. بالإضافة لذلك، يقوم الناس ببعض المحاولات للارتباط بأنشطة تخلق التدفق، بينما يكون الأداء بالغ الذروة والتجربة بالغة الذروة غير المخطط لهما. وهذا يساعدنا في تصنيف كلاً من أوجه الشبه والاختلاف بين هذه التراكيب الثلاثة.
ولقد قام كلاً من ديفز ولوكوود ورايت (1991) بفحص السبب الذي يجعل الناس غير راغبين في التبليغ عن التجارب البالغة الذروة، ووجد هؤلاء الباحثون أن 70% من الـ 246 شخص الذين أجروا الدراسة عليهم قد بلّغوا بأنهم كانت لديه تجارب بالغة الذروة. ومع ذلك، كان هناك عدم رغبة لإخبار الآخرين عن هذه التجارب. فلقد قال أكثر من 50% من العينة أنهم لم يخبروا أكثر من شخصين اثنين عن هذه التجربة، وحوالي 20% منهم قالوا بأنهم لم يخبروا أحداً عن هذه التجربة. وقالوا أنهم غير راغبين بالتحدث عن تلك التجربة لأن التجارب كانت خاصة وحميمة وشخصية. كما ذكروا أيضاً أنهم قلقون من أن إخبار الآخرين قد يؤدي إلى تقليل قيمة التجربة. وفي النهاية لاحظوا أن التجارب لم يكن من السهل وصفها لشخص آخر بكلمات. لذا اقترح ديفز وزملاؤه أن معظم الناس لديهم هذه الخبرات ولكنهم لا يحبون أن يشاركهم الناس فيها للأسباب التي ذكرت سابقاً. وسوف تكون الدراسات الإضافية حول هذا الموضوع مفيدة في تطوير أكبر للأفكار التي اقترحها ماسلو مبدئياً.
وعلى مستوى أساسي أكثر حاول الباحثون أن يقرروا فيما إذا كان تحقق الذات هو الحاجة الأساسية لدى الإنسان كما يقول ماسلو. فعلى سبيل المثال طلب شيلدون وإيليوت وكيم وكاسر (2001) من المشتركين أن يتذكروا «الحدث الوحيد الأكثر إرضاءً للشخص». وبعد ذلك، رتب المشاركون مستوى موافقتهم مع سلسلة من العبارات المصممة لقياس تحقيق الذات والتدبير الذاتي وتراكيب أخرى متعددة. ومن الممتع أن تحقيق الذات لم يكن من بين المفاهيم التي ارتبطت بالأحداث الأكثر إرضاءً لدى الفرد. وكانت هذه النتيجة ثابتة عبر فترات زمنية مختلفة (مثل أكثر حدث مرضي خلال الشهر الماضين خلال الفصل ككل): ما أنه وجد بين المشاركين في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. والغريب نوعاً ما، أن التقدير الذاتي كان مرتبطاً بشكل هام مع الأحداث "المرضية أكثر مثل الاستقلال والاتصال والكفاءة.
وهناك العديد من الأبحاث والانتقادات الموجهة نحو نظرية ماسلو. وعلى الرغم من أن الأدلة التي قدمها ماسلو للتراكيب مختلطة، إلا أن أفكاره أثبتت بقاءها واستمرارها (Govern, 2000).

الصفحات