أنت هنا

قراءة كتاب العولمة وتاريـخ الصراع مع الغرب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العولمة وتاريـخ الصراع مع الغرب

العولمة وتاريـخ الصراع مع الغرب

كتاب "العولمة وتاريـخ الصراع مع الغرب"، عندما فاجأت العولمة العالم الإسلامي بظهورها واقتحامها، اصيب المسلمون بالذهول، والكثير اختلطت عليه الأمور ولم يعد يملك القدرة على استيعاب المتغيرات، والاحداث التي سيطرت على الكرة الأرضية اليوم، وبناء على هذا التحدي الخ

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 4

صراع اليهود ضد الإسلام

لقد تحدث القرآن الكريم بتفاصيل دقيقة حول تاريخ بني اسرائيل وفي سورة البقرة اطول سورة في القرآن الكريم وسور اخرى متابعة لمواقف بني اسرائيل مع انبيائهم ويستطيع الباحثون بتحليل معطيات هذه السور القرآنية الخروج بنتائج دقيقة لتحديد سمات الشخصية اليهودية ومع الكم الهائل من المعلومات التي اوردها القرآن الكريم حول بني اسرائيل وتاريخهم بالامكان تأسيس مدرسة اجتماعية انثروبولوجيا متخصصة في انثروبولوجيا الشخصية اليهودية . ان وقفات القران الكريم مع بني اسرائيل جاءت لتعبر عن تحذيرات ربانية للامة الاسلامية من بني اسرائيل لكي لا تكرر الامة الاسلامية مسار بني اسرائيل المادي ولا تقع في مستنقع الرذيلة اليهودي.
وكذلك يمكن الافادة منها في تحديد الخارطة السياسية والاقتصادية وخلفية الصراع الايدلوجي الذي يستند الى الرؤية المعاصرة لمنظري الصراع العولمي حيث تكون القضية الصهيوينة فيه هي مركز الصراع وهي المحرك الحقيقي لعناصر اللعبة العولمية. وعندما تعرض الانثروبولجيا اليهودية على انها تمثل اختيار الله لدم شعب بني اسرائيل النقي وتعرض ثقافة العولمة هذه القضية باسلوب المدافع عن احتمالية تعرض هذا الشعب الى ابادة من قبل انثروبولوجيا اسلامية متوحشة وكما وصف رئيس هيئة الهجرة الفرنسية (جان كلود باريو) الاسلام بانه (اكثر الاديان جورا وانغلاقا في الوجود واتهم المسلمين بانهم ايقظوا شياطين الكراهية والغباء).
كما وصف رئيس اسرائيل السابق هيرتورغ في كلمة له امام البرلمان البولندي الاصولية بقوله: (ان داء الاصولية الاسلامية ينتشر بسرعة ويمثل خطرا ليس فقط على اليهودي بل على العالم اجمع) ان عرض القضية على وفق هذا المنظور يؤدي الى تصور ان العالم على شفا حرب قبلية او حرب تنتمي الى جذور تكوينية تاريخية متأسسة على التعصب للجنس والعرق، وهذا التزييف يؤكد الارتباط المصلحي بين القوة الامريكية المهيمنة ودوائر اللوبي اليهودي في العالم وهذا التحالف المصلحي يعكس ايضا الارتباك والتشويش والضعف في الانتماء التاريخي والجذور التاريخية للمجتمع الامريكي بحيث يتمسك صانعو السياسة الامريكية بمصلحة خالية من القيم وغير معبرة عن امة عريقة ومتماسكة (وهي مصلحة شخصية ضيقة ، بل هي ليست مصلحة امة بل مصلحة نخبة معينة في امة مشكوك في سمة انتمائها الى خصائص انثروبولوجية محددة كما هو حال الامة الامريكية).
وعندما نعود الى الشخصية اليهودية نجدها رصيدا لتراكم حقد تاريخي واستضعاف متكرر يؤدي الى كبت مشاعر الكراهية والى التشبث بالمال والحياة تحت اي موقع وفي اي صورة (وان هذه الاقلية العدوة لمقدسات وتاريخ الشعوب لامر ما. قد انزلت عليها ضربات ثقيلة في التاريخ.. وان هذه الفئة الشريرة قد شدت ازر خبثها شدا محكما بمنظماتها التي احدثتها في القرون الاخيرة، فكانت البشرية تتمرغ في عجز تجاه المصائب والفتن التي يقومون بها دون اكتراث او خوف من احد).
وعندما نتابع تاريخيا العداء اليهودي للاسلام والمسلمين نريد ان نؤكد اوضاعنا المعاصرة ما هي الا امتداد لصراع وعداء تاريخي بدأ عند بعثة الرسول (صلى الله عليه وسلم) عندما حاول اليهود القضاء على دعوة الاسلام منذ بداياتها الاولى عندما قاموا بتحريض سادة مكة وكبرائها ضد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفي المدينة تحالف اليهود مع المنافقين وبدؤوا يكيدون للاسلام، وفي بني النظير قرب قرية قباء في المدينة حاول اليهود اغتيال الرسول(صلى الله عليه وسلم) عندما كان في زيارة لهم وبعد ان اعلمه الله بمؤامراتهم الخبيثة خرج رسول الله  وامر باجلائهم عن المدينة، وسجلالقرآن الكريم التحالف المصلحي بين اليهود والمنافقين في قوله تعالى:(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) .
واستمرت محاولاتهم ومكائدهم ضد الاسلام وتكررت محاولات اغتيال الرسول (صلى الله عليه وسلم) وايذائه ومن هذه المحاولات قيام امرأة يهودية بتقديم الطعام المسموم للنبي(صلى الله عليه وسلم) وعندما اكل لقمة من الطعام قال (صلى الله عليه وسلم) : (ان هذا الطعام يخبرني انه مسموم)، فاخرج اللقمة من فمه والقاها، ومن المحاولات الاخرى ما قام به لبيد بن الاعصم بعمل سحر للنبي (صلى الله عليه وسلم) حتى انزل الله تعالى يخبره بهذا العمل وانزل المعوذتيـن (الفلق والناس) لتحصين النبي (صلى الله عليه وسلم) والامة من السحر والخبث اليهودي. ولم تتوقف مؤامرات اليهود ضد الاسلام حتى بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) .
وفي كل مرحلة كانوا يتعاونون ويتحالفون مع اكثر القوى الطاغوتية حقدا على الاسلام والمسلمين ففي مكة تعاونوا مع كبراء قريش وفي المدينة تعاونوا مع المنافقين وفي الخلافة الراشدة تعاونوا مع المجوسية الحاقدة عندما التقت احقاد المجوس الذين تحطمت امبراطوريتهم بأيدي الجيل القرآني الذي تربى في عهد النبوة على توجيهات الرسول (صلى الله عليه وسلم) مع احقاد اليهود واثمر هذا التعاون اول عملية اغتيال لامام المسلمين عمر بن الخطاب  على يد المجوسي ابي لؤلؤة الفيروز فكانت الخطوة الاولى لزعزعة الدولة الاسلامية ثم استمر الكيد والتآمر خلف الكواليس حتى ظهر يهودي ماكر استطاع بدهاء وخبث ان يستغل الضعفاء والعناصر الفوضوية التي لم يستقر الايمان في قلوبها فاثار العوام من خلال تبني بعض الشعارات الاصلاحية لاصلاح اخطاء الخلافة ورفع المخالفات الشرعية بزعمه وزعم من تأثر بافكاره، هذا اليهودي هو عبد الله بن سبأ الملقب بابن السوداء وقد أدخل هذا اليهودي بعض العقائد الباطنية الى الاسلام عن طريق ادعائه حب اهل البيت والاسلام، ويقول الشهرستاني عنه (زعم ان عليا لم يمت ففيه الجزء الالهي ولا يجوز ان يستولي عليه وهو الذي يجيء في السحاب والرعد صوته والبرق بسمته وانه سينزل الى الارض بعد ذلك فيملأ الارض عدلا كما ملئت جورا).
وقال عنه ابن عساكر (كان يهوديا فاظهر الاسلام وطاف بلاد المسلمين ليلفتهم عن طاعة الائمة - اي ولاة الامر- ويدخل بينهم ودخل دمشق لذلك).
ومن هنا بدأت الحركة الباطنية مسيرتها التآمرية على الاسلام وذلك عندما وجد اعداء الاسلام بانه لا يمكن مقاومة المد الاسلامي فاختاروا طريق تدميره من الداخل فاخذوا يعلنون الاسلام ويعملون على تقويضه من الداخل (والافكار الباطنية تبلورت ايام المأمون على ايدي فلول المجوسية المنهزمة) وتشعبت الى فرق تعددت بها السبل تربطها غاية واحدة هي القضاء على الاسلام وشريعته الخالدة.
وكان ابن سبأ ذكيا واستطاع بذكائه ان يضم مجموعات من الحاقدين الباطنيين ومن اصحاب الشهوات من الفاسقين والطامعين فأسس بهم منظمات سرية في المدن الاسلامية واستقر في مصر لتأمين النصر في الضربة التي كان يريد انزالها على الاسلام وقام بالوعظ بين العوام تحت غطاء عالم اسلامي وبهذه الصورة لقح افكاره الخبيثة الى الناس ومنها عقيدتي (الرجعة) و (الوصاية) وعندما تم له ما اراد من تهيئة الاجواء للثورة على الخلافة حرك اتباعه في المدن الاسلامية باتجاه المدينة المنورة وانتهت المؤامرة بقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان (رضى الله عنه) .
(وان مسؤولية قتل عثمان (رضى الله عنه) تقع على عاتق اليهودي المرتد ابن سبأ واعوانه قبل كل انسان اشترك في هذه الوقعة الدموية)، ومع ادراكنا لطبيعة الظروف المعقدة التي افرزت الحدث وان عوامل عديدة ساهمت في صياغة الفتنة وكل الاحداث المأساوية التي مرت على امة الاسلام، ولكن هذا لا يعني اننا نتقبل الحدث بصورته الظاهرية التي لا ترى العمق والقوى الخفية التي تحرك الاحداث ولابد من المحاولة لتحليل الاحداث وربط نقاط الحدث بموجب العوامل المؤثرة فيها فعندما نقرأ الفتنة ندرك ان هناك اخطاء قد حدثت وان الناس والمجتمع كان مهيأ للانفعال والاستجابة للفتنة بسبب ضعف الوازع الديني والنزوع نحو الدنيا والاستمتاع بملذاتها والحرص على المناصب وغيرها من العوامل وكل هذا لا يمنع من رصد الحركة الخفية للقوى اليهودية او المجوسية او الصليبية التي تحاول ان توظف الاحداث وتدفع باتجاه نسف الاستقرار السياسي والحضاري لدولة الاسلام، وهكذا يمكن ان نقرأ نقاط الاختناق والتدهور في تاريخ المسلمين مع العوامل الموضوعية هناك عناصر مقحمة على الحدث تملك القدرة على توجيه الحدث باتجاه الاضطراب والفوضى لتكون المحصلة في مصلحة قوى الكفر والردة، ومن الامثلة التي تؤيد هذه الرؤية ما ورد من اشارات تاريخية تؤكد وجود مستشار نصراني اسمه سرجون لمعاوية بن ابي سفيانـ وهذا دليل على سماحة الاسلام وانفتاحه ـ وبقي مستشارا بعد وفاة معاوية  وتشير بعض المصادر التاريخية بانه كان من مؤيدي فكرة تولية يزيد بعد معاوية  ، وهو الذي اشار على يزيد بتولية عبيد الله بن زياد بدل النعمان بن بشير الذي كان واليا على الكوفة وكان يزيد عاتبا على عبيد الله فقال له سرجون: أرايت لو حشر لك معاوية كنت تاخذ برايه؟ قالنعم، فقال هذا رأي معاوية ومات عليه، وقد امر بهذا الكتاب فأخذ برأيه وجمع الكوفة والبصرة لعبيد الله وعلى يد عبيد الله بن زياد حدثت مأساة الاسلام والمسلمين بأستشهاد الامام الحسين ، وكذلك ما ورد من اشارات تاريخية حول وجود مستشارين لخلفاء بني العباس (ابي جعفر المنصور وهارون الرشيد) وهؤلاء المستشارون قاموا بنهب ثروة الدولة وكونوا قوة رأسمالية قوية في داخل دولة الاسلام ومارسوا الظلم وصادروا حقوق الناس وما عائلة البرامكة ودورهم في سـياسة الدولة في عهد الرشيد الا نموذجٌ لما ذكرنا، ومن الاشارات التاريخية كذلك اتخاذ الخليفة عبد الرحمن الثالث في الاندلس مستشارا يهوديا يدعى (ابا يوسف حاسداي) وهذا اليهودي كان يدير امور الدولة، وكان لتدخل اليهود في الدولة العثمانية اثر واضح حتى انهم كانوا وراء اغتيال السلطان العظيم صاحب البشارة النبوية فاتح القسطنطينية السلطان محمد فاتح، وعندما كان علم الخلافة الاسلامية يرفرف على مشارف ايطالية قريبا من روما خاف الايطاليون من الفجيعة الكبرى ان تحل بهم فقاموا (باقناع طبيب السلطان اليهودي المرتد " قياسترو جاكوب " الذي كان يخفي يهوديته تحت اسم (يعقوب باشا لتسميم السلطان مقابل مائة الف دوقا ذهبا فقام اليهودي المذكور بخيانته المنكرة باعطاء السلطان سما بلون الماء شديد المفعول) هكذا تم اغتيال اعظم سلاطين الدولة العثمانية وهو في الخمسين من عمره، ودخل اليهود وتغلغلوا في داخل الدولة العثمانية بصفة مستشارين واصحاب اموال واطباء ووضعوا يدهم على كافة مرافق اقتصاديات الدولة، واستخدموا النساء ايضا في عملية اختراق مؤسسات الدولة وقصة استير كيرا ودورها مشهورة وكانت هذه المرأة يهودية فاتنة جميلة تمكنت من النفوذ الى دائرة حرم السراي في الاستانة في اواسط القرن السادس عشر، ولعبت دورا هاما في سياسة الدولة العثمانية الداخلية والخارجية واصبحت ملتزمة لكافة كمارك الاستانة بارادة ملكية من السلطان سليمان القانوني.
وحصلت من خلال موقعها على الاموال الهائلة التي استخدمتها للرشوة والافساد، وقامت هذه اليهودية بادخال النقود المزيفة الى المالية بالرشوة مما ادى الى كشفها فادى ذلك الى هروبها وبعدها تم القاء القبض عليها وقتلها من المتضررين بعملها إذ قاموا بتمزيقها وقتلها شر قتلة.
واستمر تأثير اليهود وتدخلهم في شؤون الدولة العثمانية حتى وصل الامر الى محاولتهم استغلال اوضاع الدولة العثمانية في مراحلها الاخيرة من ديون ورغبة في ادخال الاصلاحات حتى عرضوا على السلطان عبد الحميد عروضا من اطفاء الديون ومنح الدولة المساعدات المالية من اجل الاصلاح مقابل السماح لهم بالاستيطان في فلسطين وشراء الاراضي هناك، فرفض السلطان عبد الحميد عروضهم رفضا شديدا وكانت نتيجته معروفة إذ تم عزله من قبل جماعة الاتحاد والترقي وهي الجماعة المريبة في ارتباطاتها مع اليهود والحركة الماسونية، وعندما نتابع الحركة اليهودية في التاريخ تتوضح لنا قدرة هؤلاء على الافساد والهيمنة والتحكم في سياسات الدولة وصناعة المشكلات وادخال الامم والشعوب في صراعات وفتن تؤدي بالنتيجة الى خدمة اهداف اليهود ومصالحهم في السيطرة على العالم، وعند البحث في مصدر اي مشكلة في العالم نجد ان لليهود دورا فيها مباشرا او غير مباشر ومن تصفح التاريخ خصوصا العصر الحديث وعصر النهضة الاوربية سوف يلاحظ بدون عناء صورة اليهودي المرابي المستغل خلف معظم الاحداث وتتلخص بروتوكلاتهم التي هي بمثابة الدستور العالمي للخطة اليهودية للسيطرة على العالم في التركيز على اهم الوسائل التي تمكنهم من بسط هيمنتهم واهمها ما يأتي:-
1. افساد الشبان معنويا عن طريق افساد الاخلاق.
2. هدم الاسرة.
3. تخريب حرمة المقدسات واسقاط الشخصيات المحترمة لدى الناس.
4. دفع الناس باتجاه الاسراف الجنوني وحياة البذخ والترف.
5. الهاء الناس بالالعاب والرياضة.
6. زراعة الخلافات في الطبقات الاجتماعية.
7. القضاء على الزراعة عن طريق تشجيع الصناعات الطفيلية.
8. العمل على نسف الاستقرار المالي عن طريق الازمات الاقتصادية.

الصفحات