أنت هنا

قراءة كتاب العولمة وتاريـخ الصراع مع الغرب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العولمة وتاريـخ الصراع مع الغرب

العولمة وتاريـخ الصراع مع الغرب

كتاب "العولمة وتاريـخ الصراع مع الغرب"، عندما فاجأت العولمة العالم الإسلامي بظهورها واقتحامها، اصيب المسلمون بالذهول، والكثير اختلطت عليه الأمور ولم يعد يملك القدرة على استيعاب المتغيرات، والاحداث التي سيطرت على الكرة الأرضية اليوم، وبناء على هذا التحدي الخ

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 6

حدث غيَّرَ مجرى التاريخ في علاقة المسلمين بالغرب

تداعيات احداث (11) ايلول:
صحا العالم في صباح 11 ايلول عام 2001 على حدث رهيب هز العالم حيث نقلت شاشات التلفزيون عبر الفضائيات تصويراً دقيقا لعملية اصطدام طائرتين ببرجي بناية مركز التجارة العالمي ادى الى انهيارها وتعرض مبنى وزارة الخارجية الامريكية لحادث مماثل ووزارة الدفاع الامريكية كذلك وكانت الصور التي تبثها الـ CNN والوكالات الاخرى تعيد الى الذاكرة ما كانت تبثه هذه الوكالات لصور القصف الامريكي ودول التحالف ابان حرب الخليج الثانية التي كانت تبث للمشاهدين كاحدى العاب الحرب ولكن في هذه المرة كانت الصور من واشنطن ونيويورك وليست من بغداد وبصورة اكثر دراماتيكية واكثر قوة واشد عنفاً، وكان القدر اراد ان يقول للغرب بأن عاقبة الظلم لم يتغير مسارها مع الاختلاف الواسع والمتعدد لمفردات الاحداث واشكالها ومكانها وزمانها فإن الحقيقة التي لا تقبل التغيير هي ان القانون الالهي في معاقبته الظالمين يكون بالاساليب نفسها التي يتبعها الظالمون في ممارسة ظلمهم وبطريقة اسرع واكثر تدميرا.
بعد هذا الحدث دخل العالم في حالة اشبه ما تكون بالهستريا والجنون والخوف والرعب نظرا لتحطم اكبر كيان اقتصادي في العالم وفي الاعتبار الاساسي فإن قيادة العالم في النظام العالمي الجديد قد تم تدميرها ، بحيث تعد منظمة التجارة العالمية (WTO) اخطر واهم مؤسسة من مؤسسات العولمة الاقتصادية التي كانت تقوم بالاشراف على ادارة النظام التجاري العالمي الذي يرتكز في آلية عمله على تحرير (التجارة الدولية وازالة العوائق الجمركية وتأمين حرية السوق ونقل البضائع في مدى زمني لا يتجاوز وبحسب تحديد المنظمة عام 2005).
وقد كانت اصداء الحدث وانعكاساته على العالم عميقة جدا وحدث تحول سايكولوجي جماعي ادخل العالم في مرحلة جديدة في مجال الرؤية والافاق والجذور التاريخية وكشفت الصدمة عن الخلفية الثقافية والعقائدية للشخصية الانسانية بصورة عـامة وللغربي بصورة خاصة وللامريكي بشكل اكثر خصوصية، وبعد الحدث ظهرت دراسات وتحليلات وكتب محللون سياسيون وصحفيون وباحثون استراتيجيون حول الاسباب والنتائج ولكن صدمة الحدث لم يتم استيعابها وستبقى مصدرا لالهام صانعي السيناريوهات السياسية التي توظف لصالح الصراعات الايديولوجية التي تخدم اهداف القوة الخفية.
وكانت التحليلات والمؤشرات وما تم تسريبه عبر الاعلام يربط الحدث بجهات كانت مرشحة للقيام باعمال تستهدف العولمة او النظام العالمي الجديد او الولايات المتحدة على الخصوص ، ويمكن تحديد اهم هذه الجهات وهي:-
1. مناهضوا العولمة: وتضم هذه الجهة خليطا من المتضررين من العولمة من العاطلين عن العمل ومن الذين يدركون ابعاد خطورة العولمة على العالم ويحملون رؤية اصلاحية وتضم كذلك تجار المخدرات وعصابات المافيا حيث قامت الولايات المتحدة بحملة واسعة ضد تجار المخدرات في العالم وتعرض تجار المخدرات الى خسارات كبيرة تصل الى مليارات الدولارات خصوصا في امريكا اللاتينية وكانت هذه الحملة دافعا قويا للانتقام وكشفت الحملة مؤشرا على خطورة الاوضاع التي يعاني منها الاقتصاد الامريكي والنظام الاجتماعي في امريكا الذي كان مهددا بالانهيار نتيجة لانتشار المخدرات والجريمة المنظمة.
2. المتطرفون المسيحيون: وهؤلاء يؤمنون بقراءة اصولية للكتاب المقدس حيث تؤكد قراءتهم بأن عام (2000) سيشهد احداثا كارثية قد تصل الى حرب نووية تدمر الكرة الارضية، وترجع الجذور التاريخية لهذا الاتجاه الى القرن السادس عشر إذ بدأت حركة الاصلاح وتأسست البروتستانتية (وغير هذا الانقلاب معالم الديانة النصرانية حيث اطاحت الحركة البروتستانتية بحق الكنيسة في احتكار تفسير الكتاب المقدس فكان ذلك مفتاحا للولوج الى التفسيرات الحرفية للنصوص التوراتية فيما يتعلق باليهود، بل بدأت النصرانية تخترق بالمفاهيم اليهودية وتختلط بها بعد ان ضم البروتستانت التوراة الى جانب الانجيل مصدرا اوليا وحرفيا للتلقي ، خلافا لما كان عليه الامر خلال خمسة عشر قرنا خلت من عمر الديانة). وتنقل غريس هالسل في كتابهـا النبوءة والسياسة تصريحا لـ (بات روبتسون) القس الامريكي البروتستاني (الانجيلي او احد قادة حركة الانجيليين الصهاينة) وكان هذا القس مرشحا للرئاسة الامريكية عام 1986 تنقل عنه قوله (ان اعادة ميلاد اسرائيل هو الاشارة الوحيدة الى ان العد التنازلي لنهاية العالم قد بدأ كما انه مع مولدها فإن بقيةالنبوؤاتستتحقق بسرعة).
3. الحركة الصهيونية او جماعات يهودية صهيونية متطرفة: وترتبط هذه المجموعة بخلفية العقل اليهودي المتشكل عبر تاريخ الذل والخوف والبحث عن وطن والتطلع لاحكام السيطرة على العالم وفي نظر هؤلاء لا يمكن السيطرة على العالم بصورة مباشرة ولكن عن طريق السيطرة على السياسة العالمية ورأس المال العالمي بالامكان احكام السيطرة على العالم ويتم ذلك بدفع العالم نحو الصراع والحروب وقد ادرك كثير من المفكرين الغربيين هذه الحقيقة الصهيوينة ويذكر صاحب كتاب (درع الصحراء والنظام العالمي الجديد): (تقول الموسوعة البريطانيا : ان كل الخلفاء لم يكونوا حازمين في تطبيق معاهدة فرساي - التي كانت سببا مهما ادى الى الحرب العالمية الثانية - فيما يتعلق باعادة تسليح المانيا .. والحقائق تقول ان رجال المصارف الصهاينة في بريطانيا وامريكا كانوا يسـاعدون المانيا على اعادة التسليح حتى بمساعدة (ستالين) فأنت لا يمكن ان تصدق ان الالمان الذين افلسوا منذ الحرب العالمية الاولى وقد تعرضوا لكساد عظيم في العشرينات كان بامكانهم بناء هذه الالة الحربية العظيمة من الدبابات والطائرات بانفسهم، اليس كذلك ؟ وكما قلت في نظرية التاريخ فقد كان الصهاينة يرغبون في تفجير حرب اخرى، وكان لديهم المال الكافي لتمويلها، وكان معظم الالمان في تلك الايام كما هو حال الامريكان في كل زمان لا يدركون ولو بشكل مبهم ما الذي كان يجري، ان كل ما كانوا يعرفونه ان المانيا كانت قادرة على كسب الحرب لو لم تخدع اولا ومن ثم تقع ضحية لمعاهدة فرساي..وقد عرف الصهاينة كيف يلعبون على وتر هذا الحس الوطني العظيم والمدهش وكان الشعب الالماني وهو يرى الخطر اليهودي على وطنه مستعدا للتعاون مع اي طرف يمكنه الخروج من مأزقه الاقتصادي، ولم يكن هذا الشعب يعرف ان المأزق الذي يتخبط فيه ما هو الا من صنع الصهاينة). وقس على هذه الحالة دخول العراق الكويت بعد حرب ثمان سنوات مع ايران!!
وكل الخطط اليهودية تهدف الى تعزيز وجودهم في فلسطين وفي برنامجهم ان ضمان نجاحهم في فلسطين يقوم على احكام السيطرة على العالم، حيث تذكر بروتوكالاتهم (اننا نقرأ في شريعة الانبياء اننا مختارون من الله لحكم الارض وقد منحنا الله العبقرية كي نكون قادرين على القيام بهذا العمل..حكمنا سيبدأ في اللحظة ذاتها حين يصرخ الناس الذين فرقتهم الخلافات وتعذبوا تحت افلاس احكامهم ويصرخون هاتفين: اخلعوهم واعطونا حاكما عالميـا واحدا يستطيع ان يوحدنـا، حاكما يستطيع ان يمنحنا السلام والرحمة).
ان قراءة العقلية اليهودية على وفق الشواهد التاريخية تشجع المتابع لأن يتقبل فكرة الاثر اليهودي في احداث ايلول.
4. المتشددون الاسلاميون: افرز الصراع الطويل بين الغرب والاسلام ظهور تيار يؤمن بان امريكا هي رأس الافعى اليهودية وان ضرب أهداف استراتيجية في امريكا من شأنه ان يحدث تداعيات تنعكس على الغرب الذي يواجه العالم الاسلامي وعلى اسرائيل بصورة خاصة حيث دولة اليهود التي تستمد مقومات وجودها من الدعم الامريكي.

الصفحات