أنت هنا

قراءة كتاب مجمع الأمثال الجزء الأول

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مجمع الأمثال الجزء الأول

مجمع الأمثال الجزء الأول

كتاب مجمع الأمثال الجزء الأول للإمام أبو الفضل الميداني، وهو من أفضل الكتب التي جمعت الأمثال العربية القديمة حيث وصل عددها إلى ما يقارب 5000 مثل عربي قديم، ويعتبر هذا الكتاب مرجع في الأمثال العربية القديمة، عدد صفحاته لا تقل أن ألفي صفحة مقسمة على ثلاثون با

تقييمك:
4.16665
Average: 4.2 (24 votes)
دار النشر: ektab
الصفحة رقم: 8
21- إنَّ الدَّوَاهِيَ في الآفاتِ تَهْتَرِس
 
ويروى ‏"‏ترتهس‏"‏ وهو قلبُ تهترس من الهَرْسِ، وهو الدقّ، يعني أن الآفات يموج بعضها في بعض ويدق بعضها بعضاً كثرة‏.‏
 
يضرب عند اشتداد الزمان واضطراب الفتن‏.‏
 
وأصله أن رجلا مر بآخر وهو يقول‏:‏ يا ربِّ إما مهرةً أو مهراً، فأنكر عليه ذلك، وقال‏:‏ لا يكون الجنين إلا مهرةً أو مهراً، فلما ظهر الجنين كان مُشَيَّأَ الْخَلْقِ مختلفه، فقال الرجل عند ذلك‏:‏
 
قَدْ طَرَّقَتْ بجنينٍ نصفُهُ فَرَسٌ * إن الدواهِيَ في الآفاتِ تهترس
 
22- إنَّ عَلَيْكَ جُرَشْاً فَتَعَشَّه
 
يقال‏:‏ مضى جُرْشٌ من الليل، وجَوْش‏:‏ أي هزيع‏.‏
 
قلت‏:‏ وقوله ‏"‏فتعشه‏"‏ يجوز أن تكون الهاء للسكت، مثل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏لم يَتَسَنّهْ‏}‏ في أحد القولين، ويجوز أن تكون عائدة إلى الْجَرْش على تقدير‏:‏ فتعشَّ فيه، ثم حذف ‏"‏في‏"‏ وأَوْصَلَ الفعلَ إليه، كقول الشاعر‏:‏
 
وَيَوْمٍ شَهدْنَاهُ سُلَيْماً وَعَامِراً * قَلِيلٌ سِوَى الْطعنِ الدِّرَاكِ نَوَافِلُهْ
 
أي شهدنا فيه‏.‏
 
يضرب لمن يؤمر بالاتّئاد والرفق في أمرٍ يبادره، فيقال له‏:‏ إنه لم يَفُتْكَ، وعليك ليل بعدُ، فلا تعجل‏.‏
 
قال أبو الدقيش‏:‏ إن الناس كانوا يأكلون النسناس، وهو خَلْقٌ لكل منهم يدٌ ورجل، فرعى اثنان منهم ليلا، فقال أحدهما لصاحبه‏:‏ فَضَحك الصبحُ، فقال الآخر‏:‏ إن عليك جَرْشاً فتعشَّهْ‏.‏ قال‏:‏ وبلغني أن قوما تبعوا أحد النسناس فأخذوه فقال للذين أخذاه‏:‏
 
يارُبَّ يَوْمٍ لَوْ تَبِعْتُمَانِي * لمتُّمَا أَوْ لَتَركْتُمَانِي
 
فأدرِكَ فذُبح في أصل شجرة فإذا في بطنه شَحْم، فقال آخر من الشجرة‏:‏ إنه آكِلُ ضَرْوٍ، فقال الثالث‏:‏ فأنا إذن صُمَيْمِيت، فاستنزل فذبح‏.‏
 
23- إنَّ وَرَاءَ الأكَمةِ مَا وَرَاءَهَا
 
أصله أن أَمَةً واعدت صديقها أن تأتيه وراء الأكمة إذا فرغَت من مهنة أهلها ليلا، فشغلوها عن الإنجاز بما يأمرونها من العمل، فقالت حين غلبها الشوقُ‏:‏ حبستموني وإن وراء الأكَمَة ما وراءها‏.‏
 
يضرب لمن يُفْشِي على نفسه أَمْرَاً مستوراً‏.‏
 
24- إنَّ خَصْلَتَينِ خَيْرُهُما الكَذِبُ لَخَصْلَتَا سُوءٍ
 
يضرب للرجل يعتذر من شيء فَعَله بالكذب‏.‏
 
يحكى هذا المثل عن عمر بن عبد العزيز رحمه اللّه تعالى، وهذا كقولهم‏:‏ عذرُهُ أَشَدُّ من جُرْمِه‏.‏
 
25- إنَّ مَنْ لا يَعْرِفُ الوَحْيَ أحْمَقُ
 
ويروى الْوَحَى مكان الوَحْيِ‏.‏
 
يضرب لمن لا يَعْرف الإيماء والتعريضَ حتى يجاهر بما يراد إليه‏.‏
 
26- إنَّ فِي الْمَعَارِيضِ لَمَنْدُوحَةً عَنِ الْكَذِبِ
 
هذا من كلام عِمْرَان بن حصين‏.‏
 
والمعاريض‏:‏ جمع الْمِعْرَاض، يقال‏:‏ عرفتُ ذلك في معراض كلامه، أي فَحْوَاه‏.‏ قلت‏:‏ أجود من هذا أن يقال‏:‏ التعريض ضدُّ التصريح، وهو أن يُلْغِزَ كلامه عن الظاهر، فكلامه مَعْرض، والمعاريض جمعه‏.‏ ثم لك أن تثبت الياء وتحذفها، والْمَندُحة‏:‏ السَّعَة، وكذلك النُّدْحَة، يقال‏:‏ إن في كذا نُدْحَةً‏:‏ أي سَعَة وفُسْحة‏.‏
 
يضرب لمن يحسب أنه مضطر إلى الكذب

الصفحات