أنت هنا

قراءة كتاب التكتيكات الجديدة في مجال حقوق الإنسان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التكتيكات الجديدة في مجال حقوق الإنسان

التكتيكات الجديدة في مجال حقوق الإنسان

يعمد الناس إلى ابتكار واستخدام تكتيكات خلاّقة لجعل عملهم أكثر فعالية وذلك في جميع أنحاء العالم وعلى كافة المستويات أكان في القرى الصغيرة أو داخل الحكومات الوطنية وكذلك على أعلى مستويات العدالة الدولية.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 9

التكتيكات الجديدة في مجال حقوق الإنسان

مورد للممارسين:التكتيكات والتفكير التكتيكي
أصبح التخطيط الاستراتيجي على مدى ربع القرن الماضي
المعيار لدى المنظمات غير الحكومية. ومن الغريب أن فكرة التكتيكات لم تصاحب تطور التخطيط الاستراتيجي، وهي ما زالت بالنسبة للكثير من الناس مجرد تعبير يقلل من شأنها. ونحن نقوم عادة بوصف شيء أو شخص بأنه «تكتيكي» وليس «استراتيجي»، بمعنى أنه خاضع لتفكير محدود وقصير المدى بدلاً من التفكير المتعقل طويل المدى. وتنطوي كلمة «تكتيكات» على المناورة لتحقيق مكسب أو الحصول على منصب على المدى القصير، ربما بأسلوب غير أخلاقي. ولقد أثارت كلمة تكتيكات عدداً من الأسئلة بسبب عدم استخدامها كثيراً في مجال حقوق الإنسان، ومن تلك الأسئلة: أليس هذا اصطلاحاً عسكرياً؟ أو «هذه الكلمة تسبب لنا الإرباك». أو «ماذا تعني بالتكتيكات؟» أو «إن الناس في منطقتي لا يستخدمون هذه الكلمة». ولهذا فإن بإمكانك أن تسأل: لماذا نستخدم كلمة «تكتيك» بدلاً من كلمة أخرى مثل مدخل أو منهاج البحث أو التقنية.
إننا نستخدم في التكتيكات الجديدة لمشروع حقوق الإنسان كلمة «تكتيك» بسبب علاقتها المتكاملة بمفهوم «الاستراتيجية». فالاستراتيجية تحدد ما هو المهم الذي يتعين علينا عمله، في حين تجسّد التكتيكات كيفية عمل هذا الشيء. فالعلاقة ما بين الـ «ماذا» والـ «كيف» هي علاقة مهمة لفهم وإزالة اللبس عن مفهومي الاستراتيجية والتكتيك. فالتكتيكات - قد تكون عبارة عن نشاطات أو أنظمة أو تقنيات أو حتى مؤسسات - هي واحدة من لبنات بناء الاستراتيجية.
وهنالك مصدر آخر للارتباك وهو أن ما يمكن تعريفه بأنه استراتيجية لمجموعة ما قد يكون تكتيكاً بالنسبة لمجموعة أخرى. فحكومة ما على سبيل المثال قد تعمد إلى تطوير استراتيجية لإيجاد مؤسسات جديدة لحماية حقوق الإنسان حيث قد تكون أحد تكتيكات هذه الاستراتيجية إيجاد لجنة وطنية لحقوق الإنسان، إلا أنه يتعين على هذه اللجنة باعتبارها كياناً أن تحدد استراتيجيتها الخاصة بها والتكتيكات التي ستستخدمها لتطبيقها بدقة أكثر.
ويعتمد بناء الاستراتيجيات الناجحة أيضاً على المرونة التكتيكية وتوفر سلسلة واسعة من التكتيكات. وكما شرحت في «الحاجة إلى تكتيكات جديدة» (ص 13)، فإن الناس والمنظمات والحركات التي تعتمد كثيراً على سلسلة ضيقة من التكتيكات قد يجدون أنفسهم يستخدمون تلك التكتيكات في ظروف خاطئة، أو أنهم قد يضيعوا على أنفسهم فرص استخدام تكتيكات أخرى أكثر ملائمة. وبذلك قد يفشلون في اجتذاب قطاع واسع من المؤيدين قد يكون بالإمكان اجتذابهم فيما لو لجأوا إلى تكتيكات أكثر تنوعاً. كما وأن الاستخدام المتكرر للتكتيكات نفسها يسمح للخصوم المستهدفين أو الأنظمة المستهدفة بالتكيف والتغيير بحيث تصبح التكتيكات نفسها أقل فعالية.
إن هذا الكتاب وإن لم يكن بأي حال من الأحوال وافياً يصور اتساع التكتيكات المستخدمة من قِبَل المجتمع الدولي لحقوق الإنسان، وهو عهد يعكس إبداع ممارسي حقوق الإنسان الذي ينجم غالباً عن الحاجة ويعكس قوة التفكير التكتيكي والاستراتيجي.

الصفحات