أنت هنا

قراءة كتاب توني موريسون - كاتبة أمريكية رائعة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
توني موريسون - كاتبة أمريكية رائعة

توني موريسون - كاتبة أمريكية رائعة

كتاب "توني موريسون - كاتبة أمريكية رائعة"، نزلت توني موريسون على درج قاعة الحفلات الموسيقية في ستوكهولم، في السويد، بتروٍ مثل ملكة. وقد داعبت جدائلها الرمادية مؤخرة عنقها في خصل لولبية طويلة.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 1

الفصل الأول

أمريكية - إفريقية، وأنثى، والأولى

نزلت توني موريسون على درج قاعة الحفلات الموسيقية في ستوكهولم، في السويد، بتروٍ مثل ملكة. وقد داعبت جدائلها الرمادية مؤخرة عنقها في خصل لولبية طويلة. وقد لامست عباءتها السوداء الطويلة، من تصميم بيل بلاس، الأرض تقريباً، وقد احتضن شالها الأسود والزهري الفاتح كتفيها بلونهما البني الذهبي. وكان مرافقها، ملك السويد كارل السادس عشر غوستاف، يمسك ذراعها بلطف وهما ينزلان الدرج. لقد أصبحت موريسون الآن عضواً في طبقة نخبة العالم الأدبية. وقد حضرت إلى ستوكهولم في كانون الأول/ديسمبر من عام 1993 لاستلام جائزة نوبل للآداب. لقد كانت أول امرأة أمريكية- إفريقية تحصل على هذه الجائزة.
وصرحت موريسون لمراسل صحيفة نيويورك تايمز في تشرين الأول/أكتوبر من عام 1993 عند إعلان فوزها بالجائزة: «هذه هزة سعادة حقيقية بالنسبة لي. لقد كان الأمر غير متوقع كلياً، ومرضٍ جداً. بالرغم من ذلك، وعلى الرغم من ما نقوله ونؤمن به حقاً بشأن عدم ارتباط الجوائز وعلاقتها بالعمل الحقيقي، ومع ذلك، فإن هذا شرف عظيم بالنسبة لي».
وقد حصلت موريسون، التي كانت في الثانية والستين من عمرها في ذلك الحين، على جائزة نوبل لحياتها المهنية الاستثنائية ككاتبة، فقد كتبت ست روايات جميعها تحدثت عن انتصارات ومآسي الأمريكيين - الأفارقة في القرنين التاسع عشر والعشرين. وقد استحوذت كتبها - العين الأشد زرقة (1970)، وسولا (1973)، ونشيد سليمان (1977)، ولعبة القطران (1981)، ومحبوبة (1987)، وجاز (1992) - على انتباه النقاد والقراء في جميع أنحاء الولايات المتحدة والعالم. وقد ترجِمَت أعمالها إلى أكثر من عشرين لغة مختلفة. وفي بيانها، أشادت لجنة نوبل التابعة للأكاديمية السويدية، التي تمنح الجائزة، بموريسون لجهودها الأدبية. وقد أطلقت الأكاديمية على موريسون لقب «فنانة أدبية تتميز أعمالها بأرفع المستويات»، التي «تمنح حياة لجانب أساسي من جوانب الواقع الأمريكي». وقالت الأكاديمية: «إنها تسبر أغوار اللغة ذاتها، لغة تريد أن تحررها من أغلال العِرق. وهي تخاطبنا برونق الشعر».
ولمدة تناهز العشرين عاماً، ابتكرت موريسون شخصيات تكافح لتعيش حياتها كأفراد وأعضاء في المجتمع الأمريكي الإفريقي يتمتعون بكامل حقوقهم. وعلى الأغلب كان لا بد أن تقهر شخصياتها وحشية الرق والتمييز العنصري والقهر الاقتصادي والتمييز على أساس نوع الجنس، إلا أنها كانت تعتمد على مواطن قوتها الداخلية، والروابط في المجتمع الأمريكي الإفريقي، والروحانية، وحبها للثقافة الأمريكية الإفريقية، لتشكل حياتها. وقد قالت موريسون، ذات مرة، لصحفي كان يجري معها مقابلة: «صحيح أن [شخصياتي] تمر بظروف صعبة»، ولكن في نهاية رواياتها، «يدرك الناس دائماً شيئاً عميقاً ورائعاً».
لقد ساعدت كتبها على تغيير وجه الأدب الأمريكي - أدب كان يوماً ما يتحدث فقط عن بطولات الرجال البيض مع النساء البيض كشخصيات ثانوية. وقد أدخلت أعمال موريسون إلى المؤسسة الأدبية الأمريكية نثراً غنائياً، وسرداً قصصياً، وفولكلوراً أمريكياً إفريقياً، وتاريخاً أمريكياً إفريقياً. وقد تغير الأدب الأمريكي الإفريقي، الذي كانت الشخصيات الذكورية تهيمن عليه أيضاً، بطريقة مماثلة عندما قدَّمت موريسون وجهة نظر المرأة وحساسيات المرأة - وجعلتها معقولة. وقد كتب الناقد ميتشيكو كاكوتاني في صحيفة نيويورك تايمز: «لقد أخذت التاريخ المحدد، والمرعب غالباً، للشعب الأمريكي الإفريقي في أمريكا، ودفعته إلى عالم الأساطير الذي لا يعرف الكلل».
وموريسون التي فازت بجائزة بوليتزر للأدب الروائي قبل بضع سنوات، لم تتوقع أن تفوز بجائزة نوبل. لقد استيقظت موريسون لتكتب في حوالي الساعة 4:30 صباحاً، في أحد أيام تشرين الأول/أكتوبر الباردة من عام 1993. ورن جرس الهاتف بعد بضع ساعات. وأخبرت موريسون صحيفة نيويورك تايمز: «حسبت أنه كان خبراً رهيباً. وعلى العكس من ذلك، كان الخبر مفرحاً - لقد اتصلت صديقة لتخبر موريسون بأنها فازت بجائزة نوبل. واعترفت موريسون: «لقد استغرقني الأمر وقتاً طويلاً لأصدقه». وبعد عدة ساعات اتصلت سكرتيرة الأكاديمية السويدية بموريسون لتزف إليها الخبر السعيد، ولتعلمها بأن رسالة التأكيد في طريقها إلى منزلها. وقالت موريسون مازحة: «قلت ’لماذا لا ترسلوا إلي رسالة بالفاكس.‘» وأخبرت صحيفة نيويورك تايمز: «لقد شعرت بطريقة ما بأنني لو رأيت رسالة الفاكس، فقد كنت سأعرف أن ذلك لم يكن حلماً أو هلوسة من أحدهم. سأقول لكم شيئاً واحداً، سوف نقيم حفلة كبيرة هنا الليلة!»
وجائزة نوبل، التي أسسها ألفرد برناند نوبل، وهو عالم سويدي، يتم منحها كل سنة منذ 1901. وتُمنَح الجوائز في ستة فروع معرفة مختلفة لشخص قدَّم مساهمة قيّمة من أجل «خير البشرية». وتُمنَح الجوائز في الفيزياء والكيمياء والطب والسلام الدولي والاقتصاد والآداب.
ويتم منح جائزة نوبل في الآداب لشخص أنتج «أكثر عمل مميز ذي طبيعة مثالية». وتُمنَح الجائزة عادة لجهود أدبية على مدى الحياة، بدلاً من منحها لكتاب واحد. ويستلم الفائزون الجائزة في 10 كانون الأول/ ديسمبر، يوم ذكرى وفاة ألفرد نوبل.
وأجابت موريسون على العديد من المكالمات الهاتفية في الصباح الذي سمعت فيه الخبر. وعند الساعة العاشرة صباحاً، أغلقت الهاتف لتأخذ حماماً ساخناً. كما رفضت كذلك دعوة ناشرها لعقد مؤتمر صحفي بشأن الإعلان. وقررت موريسون الذهاب إلى العمل بدلاً من ذلك. وكونها أستاذة في الكتابة الإبداعية والعلوم الإنسانية في جامعة برنستون في ولاية نيو جيرسي، فقد قابلت موريسون حشداً من مراسلي الصحف في الجامعة، والذين أرادوا أن يعرفوا ردها على التكريم. وواصلت موريسون تدريس صفوفها لذلك اليوم، غير مكترثة باهتمام وسائل الإعلام.

الصفحات