أنت هنا

قراءة كتاب توني موريسون - كاتبة أمريكية رائعة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
توني موريسون - كاتبة أمريكية رائعة

توني موريسون - كاتبة أمريكية رائعة

كتاب "توني موريسون - كاتبة أمريكية رائعة"، نزلت توني موريسون على درج قاعة الحفلات الموسيقية في ستوكهولم، في السويد، بتروٍ مثل ملكة. وقد داعبت جدائلها الرمادية مؤخرة عنقها في خصل لولبية طويلة.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 9

الفصل الرابع

قلم كاتبة

بيكولا بريدلوف تكره نفسها. عندما تنظر في المرآة لا تجد جمالاً في بشرتها السمراء وعينيها السوداوين وشعرها المجعد بإحكام. لقد صلت لله لمدة عامين ليجعلها جميلة ويمنحها عينين زرقاوين مثل النجمة السينمائية الطفلة شيرلي تيمبل. وتعتقد بيكولا أنها قبيحة بالتأكيد. ربما كان هذا هو السبب الذي عرضها للاغتصاب على يد والدها، كولي، وهو في حالة ثمالة وأصبحت حاملاً فيما بعد. وربما لهذا السبب ولد الطفل ولكن لم يكتب له البقاء حياً. إن بيكولا تحتاج إلى معجزة، فالعيون الزرقاء سوف تغير عالمها بالتأكيد - ستجعله رقيقاً وحنوناً ومحباً - عالماً بعيداً عن الفقر الذي تعيشه، والرفض الذي تواجهه من جانب والدتها بولين. لقد أدت بيكولا صلواتها بجد ومثابرة، وطلبت من سوبهيد تشيرتش، وهو كاهن يطلق عليه هذا الاسم، أن يساعدها. ولكن هل ستستجاب صلواتها؟
لقد ابتكرت توني شخصية بيكولا لروايتها الأولى، العين الأشد زرقة، خلال جلسة كتابة في وقت متأخر من الليل في منزلها الجديد في سيراكوس. وكانت خلال النهار تعمل في وظيفتها في النشر وتحرير الكتب المدرسية. ولكن في وقت متأخر من المساء، وبعد أن تكون قد أطعمت ولديها ووضعتهما في السرير بأمان، كانت موريسون تبدأ في صقل القصة القصيرة التي كتبتها منذ أعوام عندما كانت تعيش في واشنطن العاصمة. القصة القصيرة التي قدمتها إلى مجموعة الكتَّاب وأصبحت الحبكة لرواية العين الأشد زرقة.
لقد أطلقت موريسون على راوية الكتب الأمريكية الإفريقية اسم كلوديا التي كانت وشقيقتها فريدا صديقتين لبيكولا. وشأنهما شأن بيكولا، كانت كلوديا وفريدا فقيرتين، ولكن حياتهما العائلية كانت أكثر استقراراً. فقد كانت والدة كلوديا وفريدا صارمة، ولكنها حنونة، فهي تطلب أن تسلك ابنتاها سلوكاً جيداً، ولكن السيدة ماكتير تعتني جيداً بابنتيها، فعندما تمرض كلوديا بنزلة برد قوية، تصر والدتها على أن تبقيها في الفراش، وتقوم بتدليك رقبتها وصدرها بمرهم طبي مسكِّن لكي تتحسن.
من ناحية أخرى، فإن بولين، والدة بيكولا، لا تدرك أن ابنتها تحتاج إلى حبها ودعمها. فبعد تعرض بيكولا للاغتصاب، لم تدرك بولين أن بيكولا تعاني، فتضرب بيكولا في وقت كانت فيه بيكولا بحاجة ماسة إلى المواساة. وللهروب من آلامها، تأمل بيكولا أن تصبح غير نفسها - وتفقد عقلها عندما تصل إلى الاعتقاد بأن عينيها قد تغيرتا فعلاً، في حين أنهما في الواقع لم تتغيرا.
ومن أجل كتابة العين الأشد زرقة، استندت موريسون إلى ذكريات حياتها في طفولتها في لورين، في ولاية أوهايو. فشخصياتها الصغيرة في السن تكبر في حي من الناس والأماكن تشبه تلك التي عرفتها موريسون في طفولتها. ولكن التشابه ينتهي هناك. فقد نشأت موريسون مع شعور قوي بالفخر والحب لتراثها الأمريكي الإفريقي، في حين أن بيكولا ترفَض من عائلتها ومن غيرها من البالغين والأطفال في حيّها. وليس لديها نماذج أدوار إيجابية للجمال والبشرة السوداء. وتدور أحداث القصة في أوائل أربعينيات القرن العشرين، وحتى والدة بولين كانت منجذبة إلى نجوم السينما البيض، مثل جين هارلو، كمقياسها الخاص للجمال. وتسرد راوية موريسون، كلوديا، قصة بيكولا الحزينة بعد سنوات كفتاة بالغة عندما بدأت تفهم تدني احترام صديقتها لذاتها، ونضالها ضد الحزن والألم.
بدأت موريسون كتابة العين الأشد زرقة في عام 1967، واستمرت في الكتابة خلال الأشهر الثمانية عشر التي عملت فيها في سيراكوس. وأرسلت موريسون نسختها المكتوبة بخط اليد والكاملة تقريباً إلى عدة ناشرين، ولكن لم يتم قبولها بسرعة من قِبل صناعة النشر. وقررت موريسون عدم تقديم المخطوطة إلى راندوم هاوس، حيث أنها شعرت أن ذلك من شأنه أن يكون تضارب مصالح محرجاً. من ناحية أخرى، فقد أعجب أحد المحررين في شركة نشر أخرى بعملها، وعرض عليها توقيع عقد، وشجعها على صقل الرواية.
وفي أواخر عام 1969، حصلت على ترقية في العمل في راندوم هاوس، وانتقلت مع عائلتها إلى مدينة نيويورك. وكان قد تم نقل موريسون من قسم الكتب المدرسية إلى القسم التجاري حيث عملت في كتب لسوق القراء العام. ووجدت موريسون منزلاً في حي كوينز، وألحقت ولديها في مدرسة جديدة. لقد كان منصب كبير المحررين يعني المزيد من التعرض لمجال النشر، والمزيد من العمل، ولكن موريسون بذلت قصارى جهدها للتكيّف. فقد واصلت الكتابة في المساء لمواجهة الوحدة والمسؤولية الكبيرة التي كانت تشعر بها كونها والدة منفردة. واكتشفت موريسون أن الكتابة منحتها إحساساً بالسعادة لم تعرفه من قبل، وقالت موريسون بعد سنوات: «سواء كانت [العين الأشد زرقة] ناجحة أم لا - أو حتى سواء تم نشرها أم لا - فقد كنت قد التزمت فعلاً». وفي مقابلة مع صحيفة شيكاغو تريبيون، قالت موريسون لمراسل صحفي إن الخبرة في كتابة روايتها الأولى كانت محفزة وجلبت إحساساً متجدداً بالحياة. وكان العالم خارج نطاق كتابتها يبدو أقل إثارة بكثير.

الصفحات