فن التصميم من الفنون التشكيلية التي تؤدي إلى ابتكار ورسم وتخطيط للأشياء المرئية والوظيفية والجمالية التي نحتاجها في حياتنا اليومية وبها تعطي للإنسان والفنان كل ما هو جديد والذي يعطي الإحساس والشعور المرهف في تذوقنا الفني والثقافي، وكلمة تصميم تعني ابتكار ال
أنت هنا
قراءة كتاب التصميم الجرافيكي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 4
1
التصميم
لماذا التصميم؟
الحمد لله الذي أنعم علينا البصر والحواس، الذي من خلاله نستطيع أن نميز كل ما هو جميل أو رديء، وما منظم أو غير منظم سبحانه جلّ قدرته على خلق الطبيعة، وجعلها مصدر مهم للرؤية البصرية التي تعطينا إحساس بالاستجابة الجمالية في إبداع الخالق بتنظيم أشكالها وأحجامها وألوانها المختلفة، فقد تأملنا في أوراق الأشجار أو أزهارها نجدها ممزوجة بمختلف الألوان، سبحان الخالق عز وجل على عطائه وإبداعه. وهكذا تكون للمصمم القدرة على الرؤية البصرية المنظمة لتشكيل عناصرها الفنية، فحاسة البصر التي تسجل لنا عملية الاستجابة في آفاق الفن التشكيلي بأكمله، وهي التي تجعل من المصمم فنان ذو خيال واسع في أي عملية إبداعية، وإدراكه للأشياء المرئية، واستجابته الجمالية عن طريق الحواس التي يمتلكها.
فمن المعروف أن لكل فن من الفنون المتعددة في وقتنا الحاضر لغته الخاصة به في التعبير، وهذه اللغات تتغير أحياناً وتتبدل أحياناً أخرى، كما يعتريها التحوير والتطوير في كثير من الأحيان، كما أنها تختلف من لغة إلى أخرى ومن فن لآخر، والفنون المؤثرة لا يمكن أن تستعمل لغة مباشرة أو سطحية أو خفيفة الوزن أو الثقل، إنها تدور حول اللغة العميقة لتكون وسيلة جيدة للتوصيل، تقدم من خلالها التعبيرات الجديدة والحيوية، وأن طريق اللغة طويل ومجهد نفسه ومتضارب في الوقت نفسه، لأنه يستهدف في النهاية غلق طريق دام طويلاً وفتح طريق جديد أمام لغة فنية، يحاول الفنان جهده طرحها للاستيعاب.
فاللغة تحمل في مضمونها على نحو ظاهر أو باطن عدد كبير من الذكريات والمشاعر والأحاسيس الفياضة والانعكاسات السلبية أو الإيجابية على تلك المشاعر والأحاسيس لتتشكل بالتالي طرق ووسائل وأساليب استيعاب الفرد لبيئته الخارجية المحيطة، وهي تحمل وراثياً، النظم والنماذج المشكلة لثقافة المجتمعات الحاضرة على أنقاض الماضي بحيث تؤثر في طرائق تفكير الفرد المرتبطة بتلك الثقافات التي تتخذ منها اللغة وسيطاً.
ونعيش اليوم في عصر السرعة، عصر الفضائيات عصر العولمة عصر يعيش العالم فيه كالقرية الواحدة لا يفصلهم شيء ولا تحدهم حدود سواء حدود الدم والعِرق والدين، عصر باتت الهوية تتخذ من الزمان إطارها المرجعي ومعرفة الهوية باتت عشوائية، تتغير وتتبدل بإطراء بتغير إطار الزمن وتبدل الأحداث باتجاه العولمة على حساب المحلي وتحريفه عن معناه المتعارف عليه.
كما ليس على المصمم أن يفترض أي هوية غير عنصر نص يقابل تجرد الجسد إلى حالات أساسية أو أفكار مجردة، تجعل احتمالات الأشياء أمراً بصرياً، إن درجة تنوع الأعمال المصورة ما هي إلا انعكاس التعددية للثقافات البصرية الحاضرة.