أنت هنا

قراءة كتاب من المنظومة الغربية إلى المنظومة الإسلامية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
من المنظومة الغربية إلى المنظومة الإسلامية

من المنظومة الغربية إلى المنظومة الإسلامية

مصطلح النظام العالمي، على الرغم من الذكاء العالمي الواضح في عرضه والتزيين له، ليس جديداً، لا في أصوله ولا في أهدافه، فهو ينطلق من الحضارة الغربية، ويستند عليها، ويستمد منها عناصره الأساس، وغاياته السياسية، في حكم هذا العالم والسيطرة على قواه المتنوعة، من أج

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 2
إذن لا أمل قط في العالم المعاصر بين الشعوب والأمم أن يظهر نظام عالمي جديد يستطيع الوقوف الحاسم أمام النظام الحضاري الغربي وقيادته العالمية، إلا النظام الحضاري الإسلامي، لأنه يختلف في أصوله وتطوره التاريخي وواقعه عن النظام الحضاري الغربي، ولأنه أقوى في الصراع، وأرسخ في المواجهة، وأكثر واقعية في الموازنة بشرط واحد، وهو أن لا يجزأ، بل تؤخذ منظومته متكاملة. وحينئذ لا يستطيع أصحاب المنظومة المقابلة التداخل معها، لأن كل منظومة خندقها المواجه للخندق الآخر، إذ هما نمطان حضاريان متعاكسان لا يلتقيان في أصولهما وقواعدهما ومقاصدهما، فنمط الحضارة الإسلامية قائم على التوحيد بمقابلة الإلحاد في المنظومة الغربية، ونظامه التشريعي يعتمد في أصوله ومنطلقاته على الخطاب الإلهي، في حين أن النظام التشريعي في المنظومة الأخرى يعتمد على الخطاب الإنساني، ولذلك فإن قواعد التربية والسلوك في النمط الأول تنطبق على الفطرة الكونية بينما في النمط الثاني تبتعد عنها بل تتمرد عليها.
مع فرق أساس آخر في غاية الخطورة بين النمطين، هو انفتاح النمط الإسلامي على النمط الغربي في كل ما ينسجم مع أصوله وقواعده ونظامه العام والخاص، وهو يشكل مساحة واسعة في الحياة، وانغلاق النمط الغربي انغلاقاً كلياً أمام النمط الإسلامي، إذ هو يرفض النظام الإسلامي في أصوله وفروعه جملة وتفصيلاً.
ومن هنا فإن النمط الإسلامي يمتاز بالقوة والثبات والمرونة والتوازن والشخصية المستقلة مع عدم الانغلاق. والدليل على ذلك، أنه على الرغم من أن المواجهة المعاصرة بين النمطين لم تكن متكافئة إذ إن النمط الغربي أثبت الحضور بقيادته وقوته وتنظيمه العقلاني الإنسي، في مواجهة عدم الحضور في النمط الإسلامي بين أتباعه من المسلمين، حيث قد واجهوا النمط الغازي بضعف في العقيدة، وفرقة في التوجه، وعدم وضوح في الهدف، وغيبية خرافية في التفكير، وتواكلية كسولة في السلوك، وتأخر مدمر في التنظيم، وبعد واضح عن المنطق العقلي.
ومع أسباب القوة والغلبة كلها في النمط الأول، وغيابها تماماً بين المسلمين، فإن النمط الغازي لم يستطع أن يكتسح النمط الإسلامي نهائياً، بل سرعان ما تحرك النمط الإسلامي تدريجاً عبر قرن كامل من الصراع الحاد الشامل على الرغم من صعوبة المواجهة، ومعاناتها الشديدة، فاتسعت موجاته شيئاً فشيئاً إلى أن استطاع وضع المسلمين على بداية خط الانسلاخ والتحرر النهائي من العبودية لنمط المنظومة الغربية.
ومشكلتنا اليوم كيفية التخطيط للإسلامي لإسراع بالخلاص، والانسلاخ المنظم من منظومة الحضارة الغربية إلى منظومة الحضارة الإسلامية، مع محاولة أسلمة المنظومة الغربية وتذويبها داخل المنظومة الإسلامية.

الصفحات