أنت هنا

قراءة كتاب كائن حي آخر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
كائن حي آخر

كائن حي آخر

تلونت النصوص بين شعر ونثر ، فقاربت الشعر كثيرا دون أن تبرح البناء النثري والمشهدية السردية ، حيث أخذت مزايا الكتاب بالتداخل في استقامة موسيقية ظلت تراوح بين النصوص جميعها. كما حوى الكتاب نصوصا شابهت القصة إلى حد كبير، من حيث السرد والغاية والحبكة والأحداث.<

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
هـذيان
 
تركتك عند منتصف اللقاء، أردت أن أكمل الحديث معك، لكن هذا الليل بات يشكل لي قيداً آخر يبعدني عنك. قبل أن أغلق الباب خلفي متجهة إلى البيت، نظرت إلى عمقك مرة أخرى لعدة لحظات، كانت صورة عابرة، شاهقة ومتمردة على الحياة. تجعلني أستمرُّ في ابتسامتي حتى موعدي مع النوم، وكل من مر بجانبي كان يبتسم لي كردة فعل إيجابية. كان هذا الإحساس المشبع بك يتمرد على وقتي، إذ إنّني لم أستطعْ النوم رغم التعب الرابض فوق جسدي الضعيف.
 
أُمي كعادتها تضعني على السرير، تحدثني عن مخططاتها للغد، وإن كانت تتضارب مع مواعيدي في المكتب، لذا يجب علي أحيانا أن أنظّمها حسبما تريد، وأحيانا أستطيع أن لا أرضخ لمقرّراتها السريعة. حديثها الطويل جعلني أنعس وأتذكر وجهك الملطخ بالبياض، كنت ابتسم لأمي، وكانت تعتقد أنني أبتسمُ لها، وأطأطئ برأسي استجابة لها، لكنها لا تعلم أنّك كنت الحاضر أمامي، وليس أُمي، لذا أعتذر لها عن تلك الحالة الجنونية، وأُقبل قلبها الشاسع بمحبتها.
 
كعادتي، الحديث لله كان أول لقائي مع النوم، وعند الانتهاء، حاولت أن أغمض قلبي على الشيء الأخير من حديثنا، كنت تقلب الصفحات فوق قلبي، تجعلني طفلة صغيرة تسير ببطء على كفة يدك وتميل برأسها على كتفك الأيمن، وتطلب منك أغنية صغيرة كي تنام.
 
في اللحظات الأخيرة من دخولي إلى عالم الأحلام، رأيتك أمامي مستلقيا، تبتسم لي كعادتك، ذقنك الطويلة تكاد تلمس أنفاسي، رائحة وجودك ترتطم بأحلامي فتنبت أصابعي بالنرجس، ويمتلئ أنفي برائحة المطر المنزلق من عينيك.
 
تصيبني الدهشة الأولى، كيف قفزت عبر تلك المسافات الكثيفة التي بيننا، ووصلت إلى سريري الوحيد؟.. لم أبحث عن الإجابة.. كنت أنتَ إجابتي الوحيدة.

الصفحات