المجموعة الشعرية "التفافة العابر في ظله"، نقرأ من أجوائها:
الوقت في المنزلعجوزاً كان البحر،
متَّكئاً على عصا
يتمشى،
بغرَّةٍ بيضاءَ،
يقترب مني...
موجةً موجةً
يقطع المسافة والوقت،
أقربَ أقربَ حتى يهمس:
قراءة كتاب التفافة العابر في ظله
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

التفافة العابر في ظله
الصفحة رقم: 2
I
السِّيَرُ لا تكتمل
يطولُ الشَّعرُ أشيبَ أشيبَ
وتصفو العينان كمرجٍ
وتعبرُ رائحةُ مطبخٍ لذيذٍ إذ تعبرُ
جدّتي بقامتها القصيرة تمسكُ اليومَ من أوَّله
وتوزِّعه بالتساوي على الجميع.
وجدّي، المرايا تعكس وجهَهُ في الصباح
كسيدٍ في حكايةٍ: دافئٌ صلبٌ
بمعطفه الطويل وقبَّعة الفرو
وشمسيةٍ برأسٍ من عاج..
يُخبِّئ في جيوبه شهادة ميلادٍ بثلاث لغاتٍ
عربيةً وعبريةً وإنكليزية
ولوزاً وفستقاً
وشهوةً ناقصة.
وبعد خمسين سنةٍ، وعشرةِ أولادٍ، وثلاثة عشر حفيداً،
وكثيرٍ مما عصف بحياتهما وبالحياة حولهما من رحيل...
كلَّ صباح تَلمسُ جدّتي عضو جدّي وخصيتيه لتُلبسه حزام الفَـتـْقِ،
غيرَ مكترثةٍ إلا لطرف الحزام المثقوب،
ولدفءٍ بسيطٍ دخل يديها.
أما هو فيتنهَّدُ من همِّ الحياة ولا ينتبه لخيط البرودة الـمُنسَلِّ بين رجليه.
والموتُ حَمَامٌ على الشُّباكِ وقف
يَنقُرُ لجدّي كي يصحو...
سماءً مكدَّرةً مضى!