أنت هنا

قراءة كتاب فلتغفري

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فلتغفري

فلتغفري

رواية "فلتغفري"؛ سألتكِ يوم ذاك إن كنتِ مسترجلة، أذكر كيف رفعتِ رأسكِ، وكيف سدّدتِ نظرتكِ الحادة تلك كقذيفة من لهب... كانت نظراتكِ شهية رغم حدتها ورغم تحديها.

تقييمك:
4.09525
Average: 4.1 (21 votes)
الصفحة رقم: 6

قلت لي يوماً بأن الأحلام تبتدئ فجأة! تخلق في لمحة عين، تولد في لحظة لا نتوقع أن يولد فيها شيء.
قلت إنك مليئة بالأحلام وبأني أجمل أحلامكِ، لكنني أبحث عني في أركانك في كل مرة أجلس أمامك فيها، فتبهرني هذه الطاقة النابضة المنبعثة منك والتي تمدين بها الحياة.
أنت التي تجعلين للحياة رونقاً يا جمانة، تتفتح من أجلك الأزهار، وتشرق لأجلك الشمس في مدينة شمسها لا تشرق إلا لأجل امرأة حالمة مثلك.
أندهش كثيراً من أحلامك التي تلامس النجوم يا جمان، أحلامك التي تجعلني أقف أمامها بخوف من أن لا يكون لي مكان بينها.
تظنين أنت بأني أحاول قمع أحلامكِ، ولا تفهمين لما أفعل هذا !
تعتقدين أني أحاول تقنينها لمجرد السيطرة، ولا تفهمين أني أفعل هذا لأكون الحلم الواحد، لأصبح المبتغى الأوحد حتى لا يكون لك مراد غيري ومبتغى سواي.
أخاف عليك يا جمان، أخاف أن أفقد جاذبية الأحلام، أن تنصرفي عني إلى حلم جذاب آخر، وما أكثر الأحلام!
النساء لا يفهمن بأن المرأة الباذخة الأنوثة ليست سوى عبء ثقيل على الرجل.
هذه النوعية من النساء تشعر الرجل بالخطر طوال الوقت، تقلقه دوماً، تبقيه في حالة ترقب دائمة وتجعله في حالة توجس مستمرة.
كم تمنيت لو كانت أنوثتك أخف حدة يا جمان، كم تمنيت لو كنت أقل تأثيراً عليّ وفيّ.
لا تلوميني على مقاومتي إياكِ، لا تعتبي على ثوراتي، صدقيني ما مقاومتي لك إلا محاولة يائسة للنجاة منكِ، كنت أحاول أن أوقف توغلك فيّ، أن أحدّ من سبرك لأغواري.
أثور عليك لأنني أكره إذعاني لهذا الحب، أنتفض على حبك لأني أخشى التورط بك أكثر مما أنا متورط به.
لكن النضال والمقاومة والثورة لم تتمكن جميعها من أن تحدّ من تورطي فيكِ، ولم تمنعني من أن أغرق بك أكثر، أنا الذي ازداد سقوطاً فيك يوماً بعد يوم، لحظة تلو أخرى.
مذ عرفتك وأنا أفكر كثيراً، يعمل عقلي بكدّ منذ أن أحببتك!
تتزاحم الأفكار في رأسي وتتداخل إلى درجة تنهكني، تجعلني ألهث، لتطرحني بعيداً من دون إجابة أو نتيجة.
أذكر بأنك قد قلت لي يوماً بأني رجل تحليلي، أحلل المواقف والمشاعر والرغبات لدرجة تجعل من الصعب عليّ أن أستمتع بشيء.
قلت بأن تحليلي المبالغ فيه يفقد الأشياء قيمتها، ولا أدري لمَ ظننت هذا! أنت التي وقعت في غرامي من أجل كتاب تاريخي كنت أحمله في يدي يوم التقينا مصادفة في مقهى صغير!
أنت التي لولا البحث، والكتابة والتحليل والقراءة لما أغرمت بي يوماً.
قد لا تدركين يا جمانة كم بت أعول على هذه الأمور منذ أن عرفتك، كم أصبحت أكثر تعطشاً لها، كم ازددت نهماً لكل ما قد يثيركِ.
أتعرفين! سألتني مرة: لمَ أكتب؟
أظن بأني كذبت عليك تلك الليلة، قلت لك بأني أكتب لأتوازن، لأفرغ بعضاً مما أشعر به، ولم أخبرك وقتذاك بأني أكتب لأبقى جذاباً ساحراً في نظرك أنتِ، لم أقل لك بأنني أفعل هذا حتى الآن لأبهركِ، أنت الفتاة التي لا يبهرها رجل لا يكتب!
لست أفهم، لمَ أنت متطلبة بهذا الشكل!، لمَ لا تحلمين كما تحلم الفتيات بشاب وسيم، غني، متعلم وينحدر من عائلة عريقة ونسب يعتد به، لمَ تطلبين ما يستصعب على أحد توفيره لك؟!
أنت لا تفهمين، صدقيني لا تفهمين! لا تفهمين كم من الصعب أن يحافظ عليك رجل، لا تفهمين كم من المتعب أن يحاول أحد إبهارك طوال الوقت.
تعبت كثيراً يا جمانة، أنهكتني المحاولات المستمرة لأكثر من أربعة أعوام، لا قدرة لي على أن أبقيك مشدوهة، فأنا في آخر الأمر لست سوى رجل عادي ذي قدراتٍ طبيعية.
رجل يحاول جاهداً لأن يكون أسطورياً من أجل أن يرضيك أنتِ، لكنه لن يقدر على هذا لأنه لم يولد خارقاً بكل أسف.
لو تدرين لكم تحزنني محاولات إثبات تفردي أمامك!، لكم يحزنني خوفي من خسارتك وتعبي من محاولات السعي إليكِ.

الصفحات