أنت هنا

قراءة كتاب الإعلام الصهيوني وأساليبه الدعائية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإعلام الصهيوني وأساليبه الدعائية

الإعلام الصهيوني وأساليبه الدعائية

كتاب "الإعلام الصهيوني وأساليبه الدعائية"؛ للكاتب الدكتور محمد علي حوات، الصادر عام 2006 عن "مكتبة مدبولي"، إن الخطوة الأولى في هذه الدراسة هي أن نضع أيدينا على طبيعة الإعلام الصهيوني وأساليبه الدعا

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 2

إن " تيودر هرتزل " لم يكن أول المبشرين بالدولة اليهودية وإن كتابه "الدولة اليهودية" هو الآخر لم يكن الكتاب الإعلامي الدعائي والدعوى لدولة اليهود أو الدولة اليهودية هو الأول في تاريخ الصهيونية ودعوتها إلى الاستيطان في أرض فلسطين واحتلالهـا. إذ أن كتابات كثيرة كانت قد ظهرت منادية بالهجرة اليهودية وبوطن قومي يجمع شتات اليهود في أنحاء العالم، كما ظهرت في الكثير من النشرات والمقالات والأدبيات التي تخص اليهود على ضرورة البحث عن حل لمأزقهم الذي يعيشونه في أوروبا . وفي واقع الأمر فإن الفكر الصهيوني الجديد والدعاية والإعلام التي قامت بتنشيطه المنظمات الصهيونية اليهودية والمسيحية قد وجد صداه في أوروبا الشرقية بعد أن تحطمت دولتهم في القرن الثاني عشر والثالث عشر .
ومنذ البداية اتسم الإعلام الصهيوني بأساليبه المختلفة التي يستخدمها في خدمة أهدافه وأطماعه في فلسطين .
لقد عرفت الدعاية الصهيونية أن تخاطب اليهود في الشتات حسب مستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية وحسب توجهاتهم العقائدية والفكرية بهدف اجتذاب العديد منهم وإقناعهم بالهجرة إلى فلسطين، كما عملت الدعاية الصهيونية بأسلوب بارع وذكي على إقناع الشعوب والدول التي عاشوا فيها بعدالة ادعائهم لتهويد فلسطين وجعلها وطناً قومياً لجميع يهود العالم، رغم أن معظم هذه الدول وشعوبها ولا سيما الدول الأوروبية لم تكن بحاجة إلى إقناع : فهي كانت تحاول التخلص بأي شكل من العبء اليهودي الجاثم على صدرها، الأمر الذي جعل السياسة الاستعمارية الأوروبية منذ حملة نابليون على مصر عام 1797م مرتبطة ارتباطاً كبيراً بالقضية الفلسطينية وبهجرة يهود أوروبا إلى فلسطين . فقد كان نابليون أول من حاول استخدام وسائل الدعاية لإيقاظ الوعي الأساطيري عند اليهود في حق العودة إلى أرض الأجداد حسب زعمه، من خلال ورقته اليهودية التي تحث يهود الشتات على العودة إلى فلسطين عندما وصل بجيوشه إلى أسوار عكا بعد استيلاءه على القاهرة عام 1797 م . فالحركة الصهيونية قد ولدت من رحم الاستعمار الأوروبي وارتبطت بالإمبريالية الغربية وبأطماعها ليس على الصعيد السياسي فحسب بل وعلى صعيد الإعلام والدعاية وتركيز نشاطهما فى التأثير على الرأي العام لتصبح رافداً وداعماً لسياسة الدولة المؤيدة للأهداف الصهيونية والمتفقة مع الأهداف الاستيطانية ومصالح الاستعمار في المنطقة.
إن النشرة الفرنسية التي صدرت عام 1860 م تحت عنوان المسألة الشرقية الجديدة والتي أظهرت المكاسب الاقتصادية التي ستعود على أوروبا إذا استقر اليهود في فلسطين، قد شكلت حافزاً كبيراً للدعاية الصهيونية ودعماً كبيراً لسياسة نشطاء الحركة الإعلامية التي بدأت تتبلور بشكل ملحوظ وتنتشر إلى أوروبا الشرقية وأماكن أخرى يتواجد فيها اليهود. وأصبحت الحركة الصهيونية قادرة على تطوير أساليب إعلامية خاصة بها لمخاطبة الرأي العام والتأثير عليه . ويمكن القول في هذا الصدد بأن الحركة الصهيونية هي أقوى حركة أحسنت استخدام سلاح الإعلام وسخرته لكي يصبح أداة قوية في أيديها . فالأساليب المستعملة في الإعلام الصهيوني كثيرة ومتداخلة ولكنها كلها تفي بالغرض المستهدف، سواءً كان على صعيد الابتزاز أو الاستعطاف أو أسلوب المناورة الذي يتراوح بين الترغيب والترهيب وغيرها من الأساليب الدعائية .
لقد ظلت حركة التطوير في الوسائل والأساليب الإعلامية الصهيونية في حالة استمرارية وبشكل لا تضاهيها أي عملية تطوير في هذا المجال على الإطلاق، فهي لم تقصر نشاطها في التأثير على الرأي العام العربي فحسب، بل تمكنت من تكوين احتكارات إعلامية ومؤسسات دعائية جعلت الكثير من المؤسسات الإعلامية الغربية غير قادرة على المنافسة والاستمرار في أداء دورها النشط مما أضطرها إلى الاندماج مع الاحتكارات الإعلامية الصهيونية أو أجبر أصحابها على بيعها لهذه الاحتكارات التي جعلت من المجتمعات الغربية وخاصة المجتمع الأمريكي ألعوبة بأيدي الصهاينة أو بأيدي الإدارة الأمريكية المؤيدة للأطماع الصهيونية والمتفقة مع الدور الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط .
فالإعلام الأمريكي الذي يسيطر عليه الصهاينة قام وبجدارة بعملية غسل دماغ مدروسة لشعب بأكمله جعل من الولايات المتحدة وهي الدولة الأعظم مجرد دولة تابعة للكيان الصهيوني في إسرائيل وفي الخارج . لأن أجهزة هذا الإعلام تعطي وتبث المعلومات التي تريدها للشعب الأمريكي وتحجب عنه ما تريد، إضافة إلى أنها تواصل إمطار المجتمع الأمريكي بسيل من المعلومات الموجهة يومياً بحيث لا تترك له فرصة البحث عن مصادر معلومات أخرى مغايرة لرؤيتها أو معلومات تتناقض مع ما تراه مناسباً لخدمة أهدافها .
فالإعلام الصهيوني بطبيعة تكوينه لا يعرف القيود ولا توجد له حدود، فأساليبه تتصاعد من أسلوب المناورة إلى المراوغة ثم التهديد والتشنيع بالخصم فى حالة الضرورة وتعظيم الذات بأساليب وطرق يصعب على الآخرين المضي بها سواءً كان العائق علمياً أو أخلاقياً.
وقد حاولنا من خلال هذه الدراسة تطوير بعض الأطر حيث حاولنا وضع بعض الأمثلة والحجج التي تبرز جزءاً يسيراً من الأساليب التي يتبعها الإعلام الصهيوني ليستفيد القارئ العربي وكذلك العاملين في حقل الإعلام العربي بحيث تكون لديهم نظرة أكثر عمقاً في أساليب الإعلام والدعاية التي يستخدمها الصهاينة للتأثير على الرأي العام المحلي والدولي.

الصفحات