أنت هنا

قراءة كتاب الإعلام الصهيوني وأساليبه الدعائية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإعلام الصهيوني وأساليبه الدعائية

الإعلام الصهيوني وأساليبه الدعائية

كتاب "الإعلام الصهيوني وأساليبه الدعائية"؛ للكاتب الدكتور محمد علي حوات، الصادر عام 2006 عن "مكتبة مدبولي"، إن الخطوة الأولى في هذه الدراسة هي أن نضع أيدينا على طبيعة الإعلام الصهيوني وأساليبه الدعا

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 7

والقصة على هذا الوضع محض افتراء، ولا يتصور صدور وقائعها من إنسان عادى ذى خلق، فضلاً عن نبى كريم .
ومن ثم أخطأ بعض المفسرين خطأ كبيراً إذ فسروا ما جاء فى القرآن الكريم فى صورة ص(15) عن داود والخصمين اللذين اختصما إليه على النحو الذى ورد فى سفر صموئيل، مع أن العبارات التى ذكرت بها القصـة فى القرآن الكريم لا تدل صراحة على شىء من ذلك، ولذلك كان على بن أبى طالب رضى الله عنه يقول : " من حدث بحديث داود على ما يرويه القصاص جلدته مائة وستين جلدة ". يقصد بذلك أن من يحدث هذا الحديث فإنه يرتكب جريمة القذف بدون حق، وحد هذا القذف فى الإسلام ثمانون جلدة، ولكن إذا تناول القذف نبياً كريماً كان مرتكبه خليقا بأن يضاعف له هذا الحد ضعفين .
وأشنع من هذا كله ما أورده سفر الخروج، وهو أحد أسفار توراتهم المزعومة، عن قصة عبادة بنى إسرائيل للعجل الذهبى، إذ قص هذه القصة فى صورة غريبة تدل على أن محررى هذه الأسفار لا يرعون لأنبيائهم حرمة، ولا يرجون لهم وقاراً، ولا يتورعون عن أن ينسبوا إليهم أية نقيصة، حتى خيانة الرسالة نفسها التى بعثوا من أجلها، ودفع قومهم إلى الشرك بالله، فقد نسب هذا السفر إلى هارون عليه السلام نفسه أنه قد يسر لبنى إسرائيل سبيل الشرك، ودفعهم إلى الوثنية وعبادة الحيوان والأصنام، فصنع لهم بيده فى سيناء عجلاً من ذهب ليعبدوه من دون الله . فذكر فى إصحاحه الثانى والثلاثين أن موسى لما غادر قومه لتلقى الألواح من ربه، وطال أمد غيابه عنهم، طلبوا إلى هارون أن يصنع لهم إلاها تدركه أبصارهم، لأنهم لا يعلمون ما انتهى إليه أمر موسى، ولا يدركون الإله الذى يحدثهم عنه . فطلب إليهم هارون أن يحضروا له جميع أقراط الذهب المدلاة من آذان نسائهم وبناتهم وبنيهم، فجمعوا هذه الحلى، فصهرها بنفسه، وصنع منها عجلاً ذهبياً ليتخذوه إلاها، فخر بنو إسرائيل سجداً له، وقدموا له القرابين، وقالوا هذا إله إسرائيل الذى أخرجهم من مصر وأنقذهم من شقائها(16).
وقد أشار القرآن الكريم إلى قصة هذا العجل إشارة مجملة فى عدة آيات، منها قوله تعالى : ( وَلَقَدْ جَاءَكُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ العِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ * وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ العِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )(17) .
وذكر القرآن تفاصيل هذه القصة فى سورتى الأعراف وطه مبينا كذب ما نسبه محررو سفر الخروج إلى هارون، فقرر أن الذى قام بصنع هذا العجل وأغراهم بعبادته وفتنهم عن دينهم فى أثناء غياب موسى لتلقى الألواح من ربه رجل سامرى، أى منسوب إلى طائفة يقال لها السامرة، (وهى جماعة من غير بنى إسرائيل اعتنقت اليهودية وامتزجت بالإسرائيليين، وكان الإسرائيليون ينظرون إلى أفرادها على أنهم أحط منهم كثيراً قدراً ومنزلة، أو يرجع أصله إلى إقليم السامرة، وهو أحد أقاليم فلسطين )، وأن هارون لم يأل جهداً فى نهيهم عن ضلالهم والعمل على رجعهم إلى دينهم الحق، ولكنهم لم يستمعوا إليه، وأن كل ما أخذه موسى على هارون أنه لم يتركهم ويلحق به ليبلغه ما انتهى إليه أمرهم، أو لم يقاتلهم بمن عسى أن يكون معه، وأن هارون قد برر موقفه بأنه خشى إذا فعل ذلك أن يفرق بين بنى إسرائيل ويضرب بعضهم ببعض، وذلك إذ يقول فى سورة طه :
( ... فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ * فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ : (أى من الحلى التى أشار إليها فى الآية السابقة، وهى الحلى التى أهداها إليهم المصريون قبل خروجهم والتى اختلسوها منهم، وقد صهرها السامرى على صورة عجل بداخـل فمه تجاويف إذا مر فيها الهواء أحدث صوتا كصوت الخوار) * فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ * أَفَلاَ يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلاَ يَمْلِكُ لَهُمْ ضَراًّ وَلاَ نَفْعاً * وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي * قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى * قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا * أَلاَّ تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي * قَالَ يَا بْنَؤُمَّ لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلاَ بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي)(18) .
وإذ يقول فى سورة الأعراف : ( وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداًّ لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ * وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ * وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ القَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأَعْدَاءَ وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ * قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا العِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي المُفْتَرِينَ)(19) .
وأما قصة طلبهم من نبيهم أن يجعل لهم إلاها يحسونه، والتى ذكرها سفر الخروج فى حادث العجل زاعما أنهم قد طلبوا ذلك إلى هارون وأن هارون قد أذعن لرغبتهم الآثمة؛ فقد ذكرها القرآن الكريم على وجهها الصحيح، فقرر أن الطلب كان موجها إلى موسى نفسه لا إلى هارون، وأن موسى قد نهرهم وبين لهم ضلالهـم وسخافة تفكيرهـم وسـوء فهمهـم لذات الإله، وذلـك إذ يقول : ( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ البَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ * إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ * قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى العَالَمِينَ ((20).
ومن الشناعات التى ترويها كتبهم المقدسة المزعومة ما تذكره عن سليمان وأنه فى أواخر ملكه ترك عبادة الله وانحرف إلى عبادة الأوثان، وبنى لها معبداً وسقط فى نظر الله ( إصحاح 11 من سفر الملوك الأول ) . وفى الرد على هذا يقول الله تعالى : ( وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا )(21) .

الصفحات