أنت هنا

قراءة كتاب الإعلام الصهيوني وأساليبه الدعائية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإعلام الصهيوني وأساليبه الدعائية

الإعلام الصهيوني وأساليبه الدعائية

كتاب "الإعلام الصهيوني وأساليبه الدعائية"؛ للكاتب الدكتور محمد علي حوات، الصادر عام 2006 عن "مكتبة مدبولي"، إن الخطوة الأولى في هذه الدراسة هي أن نضع أيدينا على طبيعة الإعلام الصهيوني وأساليبه الدعا

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 9

وتنتهى المؤلفة فى كتابها هذا وهو أصلاً موجه بالطبيعة إلى العالم الغربى المسيحى إلى النهايات الغريبة والعجيبة التالية :
1 - اليهود هم أصل الحضارة التى ينعم بها العالم الغربى قديما وحديثاً .
2 - إن الكفاءات التى ظهرت فى تاريخ الحضارة بين القديم والحديث تغلب عليها الطبيعة اليهودية .
3 - إن الكفاءات اليهودية، أو على الأصح الصهيونية، هى التى تؤمن وحدها على اقتصاد العالم .
4 - إن اليهود بطبعهم هم أكبر مصادر الإبداع فى الفكر والفن والحكمة .
وفى هذا الصدد يتضح من العنوان لهذا الكتاب ومن النهايات التى انتهى إليها البحث فيه أنه عمل من أعمال تسييس الإعلام الدينى بقصد التعاطف مع الحركة الصهيونية ودعاية لتميز الجنس اليهودى على غيره من الأجناس والأعراق، الأمر الذى يجعل الآخرين الموجهة إليهم هذه الدعايات يوقنون بأهداف الصهيونية على أنها أهداف حقيقية تستحق التأييد من جانب الذين تدعى الصهيونية أنها هى التى أكسبتهم هذه المزايا الحضارية .
وقد كان لهذا الكتاب آثار كبيرة ظهرت واضحة فيما يرد كثيراً من وصف بعض الساسة الأمريكيين للإسرائيليين بأنهم " شعب حضارى " .
إن مظاهر العنصرية والإرهاب وقتل الأبرياء من الشيوخ والنساء والأطفال الفلسطينيين وتكسير عظامهم ترجع إلى عقائد اليهود الدينية التى تروج لها الصهيونية العالمية، وذلك بجعلها لليهود شعب الله المختار الذى اصطفاه الله وفضله على العالمين وقد تضمنت أسفار العهد القديم والتلمود تنظيماً كاملاً لشئون الدنيا والدين معاً، وبما أن التوراة قد حرفت وأدخل عليها الأحبار والربانيين الكثير من الافتراءات فإنها مع التلمود الذى تمت كتابته فى وقت متأخر على كتابة التوراة وجاء تفسيرا لها قد كيفت مع رغبات وطموحات ونزوات هؤلاء الأحبار التى تنظر إلى ما عدا الشعب اليهودى أنها شعوب وضيعة فى سلم الإنسانية، وتضع قوانينها ونظمها على هذا الأساس فتفرق بين هؤلاء وأولئك أمام القانون وفى كثير من شئون الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية .
فمن ذلك على سبيل المثال أن الإسرائيليين محرم عليهم فى هذه الشريعة أن يقتل بعضهم بعضا وأن يخرج بعضهم بعضا من ديارهم، فى حين أنه مباح للإسرائيليين بل واجب عليهم، غزو الشعوب الأخرى، وخاصة شعب كنعان وواجب عليهم بعد انتصارهم على أى بلد أن يقتلوا رجالها البالغين فلا يبقوا على أحد منهم، ويسترقوا جميع نسائها وأطفالها ويستولون على جميع ما فيها من مال ومتاع وعقار أو ينهبوه حسب تعبير أسفارهم(27).
ومن ذلك إن الإسرائيلى إذا باع نفسه بيعا اختياريا لأخيه الإسرائيلى فى حالة عوزه وحاجته إلى المال فإن رقه يكون مؤقتا بأجل يرجع بعده إلى الحرية، على حين أن الرق المضروب على غير الإسرائيلى يظل قائما أبد الآبدين . بل تقر أسفارهم أن شعب كنعان قد كتب عليه أن يكون رقيقا لبنى إسرائيل إلى الأبد، وليس لهذا الشعب وظيفة فى الحياة غير العبودية، فإن تمرد الكنعانيون عليها أو تاقوا إلى الحرية وجب على بنى إسرائيل ردهم إلى العبودية بحد السيف، وأن هذا الوضع حسب أسفارهم جاء نتيجة لدعوة دعاها نوح على كنعان ونسله، وذلك أن نوحا حسب ما يزعمه سفر التكوين، قد شرب مرة نبيذ العنب الذى غرس كرمه بيده بعد الطوفان بدون أن يعلم خاصته المسكرة، ففقد وعيه وانكشفت سؤاته، فرآه ابنه حام على هذه الصورة فسخر منه، وحمل الخبر إلى أخويه سام ويافث، ولكن هذين الأخوين كانا مؤدبين وبارين بأبيهما، فحملا رداءً وسترا ما انكشف من جسمه، فلما أفاق نوح وبلغه ما كان من موقف أولاده حياله لعن كنعان بن حام، ودعا على نسله أن يكونوا عبيداً لعبيد أولاد سام ويافث (28).
وفى هذا المظهر برهان قاطع على أن أسفارهم هذه من صنع أيديهم، وأنهم قد ألفوها وأنشأوها على أهواءهم، وأنها بعيدة كل البعد عن الأسفار المقدسة التى أنزلها الله تعالى على موسى - عليه السلام -، فإن شريعة من عند الله لا يمكن أن تقر التفرقة العنصرية بين أفراد الآدميين : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)(29) . وأن شريعة منزلة من عند الله لا يمكن أن تضع الأنبياء الأوائل أو البطاركة على حد زعم التوراة المكتوبة على المستوى الأخلاقى الذى يصل إلى مستوى الفاحشة والخسة عند الأفراد العاديين فما بالك عند الأنبياء، فالنبى إبراهيم مثلاً يتاجر بشرف زوجته سارة فى مصر وفى جيرار الفلسطينية من أجل الحصول على الأموال، ويتم سرد ذلك دون أى تحرج، وهو الأمر الذى يكرره بعد ذلك ابنه اسحق فى جيرار كما ورد فى سفر التكوين وفى قصة هلاك سدوم وعمورة، ينحو لوط وابنتيه الوحيدتين، ويسكن فى مدينة (صوغ ) لكنه لسبب غير مفهوم يتركها إلى الصحراء وتحكى الرواية إنه صعد إلى الجبل وابنتاه معه وفى المغارة قالت البنت البكر للصغيرة : أبونا قد شاخ وليس فى الأرض رجل ليدخل علينا، وكان أن اتفقتا على أن يسقين لوط خمراً ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها، ثم تكررت العملية مع البنت الصغيرة فحبلت البنتان من أبيهما لوط فولدت البكر ابنا ودعت اسمه مؤاب، وهو أبو المؤابيين إلى اليوم، والصغيرة ابنا ودعت اسمه بنى عمى، وهو أبو بنى عمون إلى اليوم(30). وعليه فلا غرابة أن تجد مثل هذه الأساطير وغيرها كتلك التى تقص علينا حياة العبرانيين فى مصر واستعباد الفرعون للعبرانيين الذين أنقذهم موسى بالخروج من مصر بعد أن بنوا الأهرامات حسب زعم الصهيونية الجديدة، فقد حدث أن زار الرئيس السادات الأهرامات مصاحبا ضيفه رئيس وزراء إسرائيل فى إحدى المرات التى زار فيها مصر وبينما كانوا يتجولون ويشاهدون إحدى عجائب الدنيا السبع قال مناحم بيجن موجها كلامه إلى الرئيس أنور السادات "رحم الله أجدادى الذين بنوا هذه المعجزة الشامخة فى التاريخ "، ولم يكن بيجن وحده صاحب هذه الدعاية، بل إن كثير من الكتاب والعاملين فى مجال الفن والمسرح والسينما مثل " سيبلبرج"(31) الناطق السينمائى باسم الخرافة اليهودية الصهيونية، وهو يهودى ويعد من أهم وأخطر مخرجى السينما الأمريكية، له قدرة على تحويل الأساطير والخرافات إلى واقع، فهو باعث الحياة فى الديناصورات المنقرضة وحولها إلى موضة شعبية حجرية فى عصر الكمبيوتر والفضاء فى فيلم حديقة الديناصورات، وبنفس الموهبة والقدرة على تجسيد الأوهام انتقل " ستيفن سبيلبرج " إلى توظيف السينما فى خدمة الصهيونية، وأصبح دوره أكبر أهمية من دور الحاخامات والجنرالات، فقد وصفته أمه عندما شاهدت الفيلم المتحرك "أمير مصر " بأنه نبى حين قالت إننى أنجبت نبياً يهودياً جاء إلى الناس حاملاً التوراة ومسلحا بالكاميرا .

الصفحات