أنت هنا

قراءة كتاب إسلامية فلسطين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
إسلامية فلسطين

إسلامية فلسطين

كتاب "إسلامية فلسطين"، يقول د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 6

الباب الأول

مكانة فلسطين فـي الكتاب والسنة

فلسطين بقعة مباركة ، بل هي من أقدس البلاد وأشرفها ، ولها في قلوب المسلمين جميعا مكانة سامية ، ولفلسطين ، وغرة جبينها القدس ، ولؤلؤتها المسجد الأقصى المبارك ، مكانة في الإسلام ، جاء التنويه بها في القرآن الكريم ، وفي السنة النبوية الشريفة ، وتجلت كذلك في مشاعر المسلمين ، وعواطفهم الدينية ، وفي تعلقهم القلبي والروحي بهذا الأثر الديني العظيم ، وظهرت هذه المكانة أيضاً عبر التاريخ من خلال حرص المسلمين على فتح فلسطين عامة ، والقدس خاصة ، وذلك في خلافة عمر بن الخطاب ، ثم في أيام صلاح الدين الأيوبي ، كما عملوا على صيانة معالمها ، والمحافظة عليها .
وقد توج ذلك الفضل والشرف : بمعجزة الإسراء والمعراج من المسجد الحرام ، إلى المسجد الأقصى ، وبما أنزل الله تعالى في شأن تلك المعجزة من آيات بيِّنات في القرآن الكريم : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَالسَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) (الإسراء:1).
ويتضح من الآية السابقة بأن ما حولَ المسجد الأقصى من البلاد ، قد بارك الله فيه ، وسر هذه البركة : أن تلك الأرض هي مهبط الرسالات السماوية ، ومهد الكثير من الأنبياء والمرسلين ، وأفضلها =القدس حيث المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين ، وثاني المسجدين ، وثالث الحرمين الشريفين ، ومسرى نبينا محمد * ومعراجه ، فليس في العالم قاطبة مدينة تثير الخواطر ، وتشحذ خيال المؤمنين ، مثل القدس الشريف ، التي وصفها ابنها العلامة الجغرافي شمس الدين أبو عبد الله المقدسي في كتابه =أحسن التقاسيم ، بأنها =أجل المدن قاطبة ، لأنها مهبط الوحي ومدينة الأنبياء ، ومجتمع الدنيا والآخرة ، هذه العبارات على إيجازها ، تختصر تاريخاً ممتداً طوله أكثر من أربعة آلاف سنة ، شهدت المدينة خلالها ، أمماً وحضارات ، وتعاقب عليها أفواج من الغزاة والطامعين .
وعند تتبع الآيات الكريمة التي وردت في القرآن الكريم وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن مكانة فلسطين ، والقدس ، والمسجد الأقصى المبارك ، نجد أنها جاءت مؤكدة على إسلامية هذه البلاد ، وعلى أهميتها في العقيدة الإسلامية ، كما أظهرت مكانتها المرموقة ، فارتباط المسلمين بهذه البلاد هو ارتباط عقدي ، وليس ارتباطاً انفعالياًّ عابراً أو موسمياًّ مؤقتاً ، لأن حادثة الإسراء من المعجزات ، ولأن المعجزات جزء من العقيدة الإسلامية ، ففلسطين ستبقى على الرغم من المحن التي عصفت وتعصف بالمسلمين ، حصن الإسلام ومعقل الإيمان إلى قيام الساعة إن شاء الله .

الصفحات