أنت هنا

قراءة كتاب نساء مؤمنات

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نساء مؤمنات

نساء مؤمنات

كتاب "نساء مؤمنات"، للإمام يوسف القرضاوي، يقول في مقدمته: كتبت عن الإيمان والحياة ، وعن قضايا الإيمان الكبرى ، مثل قضية وجود الله جل جلاله ، وقضية التوحيد أساس الإيمان ولبه في الإسلام ، وقضية الإيمان بالقدر وغيرها .

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 1

بسم الله الرحمن الرحيم

تمهيد

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اتبع هداه .
أما بعد . .
فإن قضية الإيمان هي أعظم قضايا الوجود ، لأنها قضية المبدأ والمصير ، والغاية والرسالة ، ولا سبيل إلى تماسك المجتمع ، أو سعادة الفرد في الأولى والآخرة بغير الإيمان . فالإيمان ضرورة دينية ، وضرورة دنيوية . . ضرورة فردية ، وضرورة اجتماعية . وهو في الواقع جوهر الحياة وروحها وجمالها .
ولهذا كان على كل ذي فكر ، وذي قلم أو لسان ، وكل من له قدرة على التأثير والتوجيه ، أن يعمل على تثبيت معاني الإيمان ، وحقائق الإيمان ، وأخلاق الإيمان ، في أنفس الناس وحياتهم . حتى يسعدوا بالحياة ، وتسعد بهم الحياة ، ويتزودوا بخير الزاد لما بعد هذه الحياة .
وقد شغلتني قضية الإيمان باعتبارها قضية الإنسان المصيرية الأولى . فكتبت فيها وحولها ، ولا زلت أكتب ولن أزال .
كتبت عن الإيمان والحياة ، وعن قضايا الإيمان الكبرى ، مثل قضية وجود الله جل جلاله ، وقضية التوحيد أساس الإيمان ولبه في الإسلام ، وقضية الإيمان بالقدر وغيرها .
كما رأيت أن من وسائل تثبيت الإيمان عرض نماذج مؤمنة يرى الناس فيها معاني الإيمان وقيمه وفضائله مجسمة في بشر يمشون على الأرض ، يمكن أن تتخذ من حياتهم أسوة حسنة .
وهذا سر عناية سَلَفنا بكتب الطبقات والتراجم للعلماء والزهَّاد والصالحين . ليكون من سيرهم منارات إرشاد ، ومصابيح هداية .
وقد بدأت بعرض هذه النماذج الرائعة لعدد قليل من النساء المؤمنات وعسى أن يمدنا الله بالعون والتوفيق لنضيف إليها غيرها ، من نساء الأمة الصالحات القانتات الفاضلات . ومن رجال الأمة كذلك .
ولعل من الخير الذي قدَّره الله أن بدأنا بنماذج النساء المؤمنات قبل الرجال المؤمنين .
ذلك لأن الميدان النسائي قد غزاه شياطين الإنس فأفسدوا على المرأة المسلمة تفكيرها ووجدانها وسلوكها . فأصبحت في حاجة ماسة إلى أن ترد رشدها ، وتعود إلى أصالتها . . وتعتز بشخصيتها الإسلامية ، وترفض التقليد الأعمى ، والتبعية الذليلة للغرب أو للشرق ، راضية بالله وحده رباًّ ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد * نبياًّ ورسولاً .
هذا مع أنى لاحظت من خلال تجاربي في الدعوة والتدريس والإفتاء أن المرأة أشد اهتماماً بالدين وتأثراً به من الرجل . لأن قلبها في الغالب أشد حساسية وشفافية من قلب الرجل .
لهذا كان على الدعاة والمصلحين أن يوجهوا اهتمامهم إلى هذا الميدان الخطير ـ ميدان المرأة ـ مستعينين بكل الوسائل والأساليب الكفيلة بمواجهة وسائل الهدَّامين وأساليبهم .
فإلى كل امرأة مسلمة ، فتاة أو زوجة أو أماًّ أو عضواً في المجتمع ، أقدِّم هذه النماذج المؤمنة ، لعلها بها تقتدي فتهتدي .
وبالله التوفيق ، ومنه العون ، وعليه التوكل والاعتماد .
5 ربيع الأول سنة 1399 هـ
2 فبراير سنة 1979 م
دكتور
يوسف القرضاوي

الصفحات