كتاب " الفلسفة والتسامح والبيئة "، تأليف فريال حسن خليفة ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي عام 2006 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب الفلسفة والتسامح والبيئة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

الفلسفة والتسامح والبيئة
مـقدمـــــة
الفلسفة والتسامح والبيئة ثلاثة أبحاث تشكل معًا موضوع هذا الكتاب ، وفي سياق هذه الأبحاث يبدو الترابط واضحًا بين الفلسفة والتسامح والبيئة ، إنها قضايا متداخلة لا انفصال بينها . يؤكد البحث الأول أن " معني الفلسفة " في تاريخ الفلسفة هو" مركب جدلي من المعرفة والنقد " ، هو "التنوير". ويعتبر جدل المعرفة والنقد هو الأساس لتراكم التراث الفلسفي ، وظهور المذاهب الفلسفية أو المدارس الفلسفية المختلفة وتياراتها، وبقدر ما يعبر النقد عن فعل التفلسف يشير أيضا إلى العقل الحر المستقل ، والذي بدونه يمتنع التفلسف ، وتستحيل غاية النقد الأساسية ، وهي إعادة الترتيب العقلي للواقع .
وعلى العقل يؤسس جون لوك التسامح الديني ليعيد ترتيب الواقع الأوروبي بغية تحقيق السلام والأمن ، والمحافظة على الحقوق والحريات والمصلحة العامة . ويرى لوك أن العقل هو صوت الله في الإنسان ، و قد وهبه الله قدرات معرفية من حس وحدس وبرهان . وعلى أساس هذا التصور للعقل يرى لوك أن كل ما يدركه العقل ويصل إليه بقدراته المعرفية في الدين أو في الواقع أو في الفكر إنما هو حقائق إنسانية . فإدراك المطلق على العقل محال، والاعتراف بإنسانية الحقيقة يلزم الناس التزام التسامح ، وعلى أساس التسامح المتبادل يتأكد وجود التعددية ، الأمر الذي يجعل العلمانية مطلبا ضروريا لسلام المجتمع وأمنه.
وجميع تلك الفضائل أو القيم الإنسانية هي مطالب ضرورية للعمل الكوكبي في حماية البيئة ، وهو في طبيعته عمل إبداعي ، يتطلب أيضًا - إلى جانب القيم الإنسانية - التقدم في المعرفة والعلم والتكنولوجيا ؛ ذلك أن مهمة العمل الكوكبي هي القضاء على الكوارث والأزمات البيئية ، وتنمية مختلف جوانب البيئة الكوكبية ، فى الثقافة والتعليم والصحة وكل جوانب الحياة الإنسانية والطبيعية على كوكب الأرض ، وهو أمر يصعب تحقيقه بعيدًا عن تمسك كل شعوب الكوكب بقيم التنوير ، والتقدم العلمي والتكنولوجيي، ونقد كل معوقات العمل الكوكبي في البناء الثقافي والتنظيم الاجتماعي.