أنت هنا

قراءة كتاب الفلسفة والتسامح والبيئة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الفلسفة والتسامح والبيئة

الفلسفة والتسامح والبيئة

كتاب " الفلسفة والتسامح والبيئة "، تأليف فريال حسن خليفة ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي عام 2006 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 10

خامسًا : أهمية الفلسفة - أو أهمية التنوير - في التعليم

أهمية التنوير في التعليم من أهمية التنوير للإنسان ، وأهميته للمجتمع ، والإنسانية جمعاء ، وتتلخص أهمية التنوير للإنسان في تحقيق سلطان العقل الإنساني على ذاته ، أي أنه يصبح عقلا مستقلا ، يمارس جدل المعرفة والنقد .

والنقد كما عرفناه من قبل فعل عقلي إرادي بمعنى القدرة على كشف التناقضات ( في الفكر وفي الواقع ، أو في الثقافة والمجتمع ) وتجاوزها ، والقدرة على تجاوز التناقضات تدفع بالثقافة والفكر والمجتمع إلى التطور ؛ لأن العقل القادر على تجاوز الواقع هو العقل القادر على إعادة ترتيبه في شكل عقلاني جديد ، وهذا هو ما يمكن أن نسميه إبداعا ، كما رأينا إبداعات الفلاسفة من قبل .

فالإنسان المبدع صاحب عقل راشد (بالمعنى الكانطى) ، ومتى كان العقل حرا مستقلا ، فهو ليس عقلا منغلقا في حدود ثقافة بعينها ، وهنا تكون أهمية التنوير ليس للفرد والمجتمع فحسب ، بل للإنسانية جمعاء .

وإذا كان التنوير يؤدى إلى الإبداع فإنه يمكن ترجمة التنوير كهدف عام وأساسي للتعليم ، ليكون هدف التعليم إحداث تغيير في ذهنية المتعلم ليجعل منه إنسانا حرا مستقلا مبدعا لنفسه ولمجتمعه وللإنسانية جمعاء .

ومتى أقمنا التلاقي بين التعليم والتنوير علي مستوى الغايات والأهداف ، علينا أن نترجم التنوير إلى واقع تعلمي معيش . وأولى خطوات هذه الترجمة هي الفحص النقدي للنسق التعليمي القائم ، ليكشف عن التناقضات المعوقة لتحقيق هدف التعليم باعتباره تنويرا ، وأن يتسع ذلك الفحص النقدي ليشمل التلميذ والمعلم والكتاب والمكتبة والمدرسة والأسرة والوزارة والمجتمع ككل .

وثمة عدد من التساؤلات يمكن أن تشكل محاور للنقد تكشف عن التناقض بين هدف التعليم بصفته تنويرا ، والنسق التعليمي القائم :

1 - هل النسق التعليمي القائم يحقق سلطان العقل أم يحقق سلطة الأستاذ والكتاب وسلطة الدوجما ؟

2 - هل النسق التعليمي القائم يربى العقل المنفتح والمحاور ويرسخ حق النقد والاختلاف والتعددية في الرأي ، أم هو تعليم يقوم على التقبل السلبي والرأي الواحد والنموذج الثابت ؟

3 - هل النسق التعليمي القائم يقوم على تربية الفهم وإعمال العقل ، أم يقوم على تقوية الذاكرة ؟

4 - هل النسق التعليمي القائم هو تعليم من أجل الإبداع في عصر الكوكبية ، أم هو تعليم يساعد على تحجر الهوية ؟

وتأسيسا على ذلك إذا أردنا للتعليم أن يكون تنويرا ، علينا إعادة النظر في النسق التعليمي القائم برمته وفقا لمعني الفلسفة باعتبارها تنويرا .

الصفحات