أنت هنا

قراءة كتاب ايديولوجية العولمة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ايديولوجية العولمة

ايديولوجية العولمة

كتاب " ايديولوجية العولمة " ، تأليف مازن منصور كريشان ، والذي صدر عن دار آمنة للنشر والتوزيع عام 2014 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1

المقدمة

تتناول هذه الدراسة المسيرة التاريخية لموضوع " أيديولوجية العولمة "منذ العصور الوسطى على اعتبار أن " أيديولوجية العولمة" في جوهرها الفكري والديني وفي أهدافها ومخططاتها، هي إمتداد مرحلي لتلك الأيديولوجيات منذ تهويد المسيحية بحركة الإصلاح الديني البروتستانتي، والأيديولوجيات التي نظرت لها، " الماسونية المتهودة " منذ عصري النهضة والاستنارة.

إن الأيديولوجية (الصهيونية – المسيحية) هي التي تولت قيادة العولمة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية نحو تحقيق الهيمنة (الأوروبية – الأمريكية – اليهودية) منذ نشأتها وحتى وقتنا الراهن، واعتنق أيديولوجيتها وروج لها معظم الزعماء والقادة وقادة الفكر ورجال الدين في القارتين الأوروبية والأمريكية.

تم الترويج " لمصطلح العولمة " بصورة مكثفة بعد حرب الخليج الثانية عام 1991 عقب التداعيات الخطيرة التي أعقبت الحرب والمتمثلة بانهيار الاتحاد السوفيتي وانفراد الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة العالم والهيمنة عليه، وتولى المحافظون الجدد أتباع " الحركة الصهيونية المسيحية " الإدارة الأمريكية سواء على مستوى الرئيس أو المستشارين أو الوزراء أو قادة الجيش يساندهم في ذلك أباطرة المال اليهود.

وليس من باب الصدفة أن يكون أول المروجين للعولمة الأبواق الصهيونية من أمثال " توماس فريدمان " و " صموئيل هنتغتون " اللذان حفلت كتاباتهما ومحاضراتهما بالتحريض على إشعال فتيل المعارك السياسية والاقتصادية والحضارية على الأمة العربية والإسلامية بشكل خاص والترويج لمشروع " الشرق أوسطية " الذي تعود أصوله الى أفكار مؤسس الحركة الصهيونية " ثيودور هرتزل " والدفاع عن هذا المشروع باعتباره " عولمة مصغرة " وبمزايا الانفتاح على الآخر والتفاعل معه، والخصخصة وخطأ التمسك بالولاء التقليدي للأمة والوطن ومزايا السلام وأضرار الحرب ... الخ.

في الوقت الذي يفعل الكيان الصهيوني عكس ذلك تماماً فهو يتمسك بأيديولوجيته ويرفض الانفتاح على الآخر ويضحي بالاعتبارات الاقتصادية إذا تعارضت مع الأهداف السياسية، ويتدخل في كل كبيرة وصغيرة في الاقتصاد والمجتمع، ولا يتلقى العقوبات من صندوق النقد والبنك الدوليين متمسكاً بتعزيز قدراته العسكرية، بينما تخضع قدرات الجيوش العربية للمراقبة، ويؤكد هذا الكيان على قضية الولاء له والتمسك بالديانة اليهودية ويمارس الحرب بابشع صورها باستمرار، وذلك كله بدعم أمريكي لوجستي لم يسبق له مثيل في التاريخ.

وعلى الرغم من ظهور النزعة الصهيونية في تجليات العولمة المؤمركة بكل ما تحمله من معاني الحقد والكراهية والعنصرية التي مورست وتمارس ضد العرب والمسلمين، إضافة الى نهب أموالهم واغتصاب أرضهم ومنابع خيراتهم ومواردهم وحريتهم واستقلالهم السياسي والاقتصادي ومحاولة القضاء على خصوصياتهم وهويتهم الثقافية والحضارية من خلال دمجهم في نظام شرق أوسطي متناقض الأعراق والثقافات، يكون " للكيان الصهيوني" حق السيطرة عليه بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية قائدة العالم.

الصفحات