أنت هنا

قراءة كتاب عبق الريحان في علوم القرآن

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
عبق الريحان في علوم القرآن

عبق الريحان في علوم القرآن

كتاب " عبق الريحان في علوم القرآن " ، تأليف د. نوح الفقير ، والذي صدر عن دار المأمون ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
3
Average: 3 (2 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 1

القرآن الكريم تعريفه: ومصدره وهدايته

القرآن الكريم كتاب الله الخالد، عظيم الفوائد، جليل المقاصد، معجز، تحدى الله سبحانه وتعالى به الانس والجن، فعجزوا عن الاتيان بمثل أقصر سورة منه، فضلاً عن الاتيان بمثله كاملاً، فانتفى بعجزهم أن يكون القرآن بشرياً، وثبت كونه ربانياً، قال سبحانه: {قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس الا كفوراً} (1)

لقد صّرف الله سبحانه وتعالى في القرآن من الأمثلة ما يفوق قدرات البشر، من بلاغة، واخبار بالمغيبات، وعلوم كونية، وأرقام دقيقة، وتوجيهات كريمة، وأوامر ونواهٍ، وأخبار، وقصص، ومواعظ وعبر، وغير ذلك مما لا يحويه حصر، ولا يبلغه عدّ، {لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد}(2)، وهو الذي لا تنقضي عجائبه، وهو فوق هذا محفوظ الى يوم الدين، لا تصل اليه أيدي المحرّفين ولا تناله مكائد المبطلين، قال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}(3).

فما هو القرآن الكريم؟ وما هي اسماؤه؟ وما مصدره؟ وكيف نفرق بينه وبين كلام النبي صلى الله تعالى عليه وسلم؟ هذا ما سيتبين – بإذن الله تعالى – تالياً:

تعريف القرآن لغة واصطلاحاً

إختلفت آراء اللغويين في مسألة اشتقاق لفظ القرآن وعدم اشتقاقه على النحو الآتي:

1 – ذهب الامام الشافعي الى أن لفظ القرآن المعرّف بأل غير مهموز، وغير مشتق، بل مرتجل، وضع علماً على الكلام المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم، اذ كانيقول رحمه الله: (القرآن اسم، وليس بمهموز، ولم يؤخذ من "قراءة"، ولو أخذ من "قراءة" لكان كل ما قرىء قرآناً، ولكنه اسم لكتاب الله مثل التوارة والانجيل)(4).

2 – ذهب آخرون الى أنه مشتق، وهؤلاء جرياً على عادتهم بحثوا في الاصل الاشتقاقي لهذا اللفظ، فاختلفت ارآؤهم، وفيما يلي أشهر أقوالهم(5).

أ – قال الاشعري(6): هو مشتق من قرنت الشيء بالشي، اذا ضممت أحدهما الى الآخر، وسمي به القرآن.

ب – وقال الفراء(7): القرآن مشتق من القرائن، لأن الآيات منه يصدق بعضها بعضاً، ويشابه بعضها بعضاً، وهي قرائن.

ت – وقال اللحياني(8): القرآن مهموز، وهو مصدر لقرأت، كالرجحان والغفران، سمي به الكتاب المقروء من باب تسمية المفعول بالمصدر.

ث – وقال الزجاج(9): هو وصف على فعلان، مشتق من القَرء، بمعنى الجمع، ومنه: قرأت الماء في الحوض، أي: جمعته، قال ابو عبيدة(10): سمي بذلك لانه جمع السور بعضها الى بعض، وقال الراغب(11): لا يقال لكل جمع قرآن، ولا لجمع كل كلام قرآن، وإنما سمي قرآناً لكونه جمع ثمرات الكتب السالفة المنزلة(12).

الصفحات