أنت هنا

قراءة كتاب ذاكرة الفينيق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ذاكرة الفينيق

ذاكرة الفينيق

كتاب " ذاكرة الفينيق " ، تأليف فرح محمد دياب ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 7

ولكن، ماذا لو أنكرت؟
ومن هو ليقوّمني؟
هو مجرّد دائرة كبيرة فارغة في حياتي المليئة بدوائر صغيرة فكل شاب يدفع لي رقم هاتفه... أجعله في حياتي رقماً مستديراً.
يقول روين سارما:
«إذا لم يشك شخص واحد أسبوعيّاً بأنك مجنون، فأنت لا تحدث تأثيراً حقيقياً في العالم». وزوج أمي يشك يومياً بأنني مجنونة. كم هذا رائع!!
ها هو الصباحُ أخيراً، مشيتُ وخطواتي تهمسُ خوفاً على الأرض فكلُّ من في البيتِ نيام.
وصلتُ إلى الجامعة بابتسامةِ تفاؤل كعادتي، هذهِ سنتي الأخيرة وأتخلّصُ من هؤلاء الذينَ ينظرونَ إليَّ بازدراء.
كعادتهِ.... شابٌ وسيمٌ ينتظرُ فتاتهُ عندَ بوابةِ المدخل، لا أعلمُ من هي... ولكن لا بُدَّ من أن تكونَ تلميذةً حسناء توازي بحسنها جماله.
أمرُّ من أمامهِ فينتابني شعورٌ غريب، هل هي هالةُ الحبِّ التي تشعُّ من عينيه؟
أتابعُ سيري بارتباكٍ أخفيهِ ناظرةً إلى الأرض...من دونَ أن أرفعَ رأسي أو ألتفتَ إليه.
أسندتُ ظهري إلى الحائطِ لأستعيدَ أنفاسي، لا يهمُّني أمره... وأعودُ إلى فلسفاتي:
«ما دام يهوى فتاة ما، إذن هو يتقاسمُ قلبهُ مع آخر... وأنا لا أعترفُ بالآخر.
أمنَ العقلاء من يستغني عن قلبه؟
هو لا يعرفُ كيفَ يديرُ مملكةَ حياته وحده، يحسبُ تلكَ الفتاة نصفهُ الآخر.
عجبتُ لمن يقولُ إنّهُ وجدَ نصفهُ الآخر، وهو قد أضاعَ نصفَ عقلهِ الأوّل.
لا أنا لستُ مثلَ هؤلاء فأنا منذُ طفولتي أعرفُ كيفَ أديرُ مملكتي وحدي، كيفَ أحبُّ نفسي التي وجدتها وحدها تستحقُّ أن أحبّها. ثمّ أنّني أكرهُ الرّجال، ألم أقل إنني أكره كل ما يتعلّق بشأنهم؟ أكره قلوبهم وعقولهم وعطورهم؟ إذاً عليّ أن أكره هذا أيضاً.»
الحبُّ هاجسٌ يلاحقني أهربُ منهُ كمن يهربُ من الموت؟
ولكنّني... بخيرٍ وحدي. استيقظتُ من شرودي ومشيتُ – وحدي.
هكذا بدأتُ نهاري الدراسي وهكذا اختتمته... برؤيته.

الصفحات