أنت هنا

قراءة كتاب بياض الليل سواد النهار

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بياض الليل سواد النهار

بياض الليل سواد النهار

كتاب " بياض الليل سواد النهار " ، تأليف غادة صديق رسول ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2013 ، من أجواء الرواية نقرأ:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1

عام 1742م - 1155هـ

آسكي موصل/ بلد: بلد وربما قيل لها: بلط بالطاء وهي مدينة قديمة على دجلة فوق الموصل بينهما سبعة فراسخ وبينها وبين نصيبين ثلاثة وعشرون فرسخاً، قالوا إنما سميت بلط لأن الحوت ابتلعت يونس النبي عليه السلام في نينوى مقابل الموصل وبلطته هناك.

معجم البلدان

شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت الحموي

[1]

لم يكن أحد ليتوقع قدومها، في ذلك اليوم الثلجي العاصف، فليس هناك عاقل يغامر بالسفر في هذا الجو القارس، لكنها كانت في البلدة التي بنيت كل منازلها من الجص والحجر، قبل الضحى بقليل.

حين أوقف الحوذي عربته قرب باب السوق القديم، تبين بنظرة واحدة ألقاها على الأزقة الخالية الحزينة، أن كل الدكاكين مغلقة، فاضطر حينئذ للتوجه إلى دار المختار. في الطريق إلى هناك، كان الثلج يضرب وجهه بضراوة، فأحكم لف عنقه والجزء الأسفل من وجهه بوشاحه الصوفي.

كان الماء متجمداً في حوض البركة الدائرية التي تقع وسط ساحة البلدة، ولم يرَ في الطريق إنساناً، أو طيراً يحلق في هذه السماء المكفهرة. أبواب الجامع القديم كانت موصدة. ومياه السواقي أينما سار كانت عبارة عن جليد شفاف، وهكذا بدت مياه النهر حين مرت العربة قريباً من الضفة.

ترجل من مركبته وجاهد ليسير باستقامة والريح تطوح بجسده يمنة ويسرة، فسار لصق حائط الزقاق الذي يضم دار المختار في نهايته، وهو يشد معطفه السميك إلى جسده. طرق الباب لعدة مرات، ومر بعض الوقت أحس به الحوذي طويلاً وهو قصير، ليفتح الباب أخيراً ابن المختار الأوسط. تفاجأ الشاب برؤية الرجل الذي ينقل بعربته البريد والمسافرين وبعض البضائع، من مدينة الموصل إلى البلدة. أفسح الطريق للرجل ليدخل إلى داخل المنزل واقتاده إلى غرفة الجلوس.

كانت الغرفة دافئة، وشبه مظلمة، فلم يتبين الحوذي وجه المختار، لكنه ألقى السلام وتلقى إجابة ودودة، ودعوة للجلوس والتماس الدفء. كان العرض مغرياً، فالجمر يتوهج في منقلة برونزية ضخمة، وضعت وسط الغرفة. جلس الرجل الذي كان يشعر أنه متجمد، في طرف المجلس. والتفت إلى الجهة التي انبعث منها صوت المختار، وهو يشرح كيف أنه لا يستطيع أن يمكث طويلاً لأنه ينقل مسافرة في عربته المتوقفة في بداية الزقاق، وسأل المختار:

– أين يقع دار زبيدة خاتون؟

– هل المسافرة التي خرجت في خضم عاصفة الثلج هذه، متوجهة إلى هناك؟

الصفحات