أنت هنا

قراءة كتاب مبادئ الاقتصاد

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مبادئ الاقتصاد

مبادئ الاقتصاد

هذا الكتاب هو نسخة مزيدة ومنقحة لكتابنا " مبادئ الاقتصاد " الذي صدرت طبعته الأولى عام 1988.

تقييمك:
4.25
Average: 4.3 (4 votes)
دار النشر: علي أبو شرار
الصفحة رقم: 1

الفصل الأول

مدخل عام للإقتصاد

علم الإقتصاد

إن علم الإقتصاد هو أحد العلوم الإنسانية، وأن تعريف أي علم يتعلق بالانسان وسلوكياته يتسم بالتعقيد والصعوبة، ولهذا فإن علماء الاقتصاد وفلاسفته لم يجمعوا على تعريف واحد، كما أن كل واحد منهم وضع تعريفاً ينسجم مع الأوضاع الاقتصادية السائدة في عصره، ولذا نستطيع القول أن سبب عدم الإجماع على تعريف واحد لعلم الإقتصاد يعود إلى عدة عوامل:
علاقة علم الاقتصاد بالسلوك الإنساني غير المستقر.
تطور الأوضاع المعيشية والظروف الاجتماعية وما رافقها من تطور في مفاهيم الإنسان من عصر إلى آخر.
علاقة علم الإقتصاد بالعلوم الأخرى وخاصة العلوم الإجتماعية.
فالحياة في عصر الاقطاع تختلف عنها في عصر الرأسمالية الصناعية وهيمنة رجال الأعمال. ولذا نجد أن هناك عدة تعريفات لعلم الإقتصاد من فلاسفة مختلفين نختار بعضاً منها:
عرف آدم سميث علم الإقتصاد بأنه " العلم الذي يبحث في الكيفية التي تمكن الأمة من أن تغتني" جاء هذا في كتابه " ثروة الأمم" 1776.
عرف جون ستيوارت مل الإقتصاد بأنه (دراسة السلوك الانساني في إطار الجماعة، وهو مثل الأخلاق والسياسة وعلم النفس).
ألفرد مارشال في كتابه (مبادئ الإقتصاد) 1890 عرّف علم الإقتصاد بأنه " العلم الذي يدرس سلوك بني الإنسان في أعمال حياتهم العادية".
روبنز في كتاب (طبيعة علم الإقتصاد ومعناه) 1932 عرف علم الإقتصاد بأنه "العلم الذي يدرس السلوك الإنساني كعلاقة بين أهداف وحاجات متعددة وبين وسائل نادرة ذات استعمالات مختلفة".
عرفه كيرنكروس بأنه " العلم الذي يقوم بدراسة سلوك الأفراد من حيث توزيع الموارد النادرة ذات الاستعمالات المختلفة بين الأهداف المتعددة وكيفية القيام بهذه المحاولة عن طريق إجراء المبادلة في السوق".
وإن التعريف الأخير هو التعريف الذي يكاد يصف علم الإقتصاد وموضوعه المتمثل في المشكلة الإقتصادية، تلك المشكلة التي صاحبت البشرية منذ ظهور التجمعات البشرية.
من الواضح أن جميع التعريفات السابقة وغيرها، أما أن تكون تعريفات عامّة أو محدودة جداً، وهكذا هي حالة جميع العلوم الإجتماعية، لكن لا بد من الإشارة إلى أن جميع التعريفات المذكورة قد ركزت على الجانب الإجتماعي السلوكي في تعريف علم الإقتصاد وهذا بدوره لا يعطي علم الإقتصاد حقه الطبيعي في التعرّف عليه. والمسألة الأخرى وهي الأهم أن تلك التعريفات انطلقت من خارج نطاق الانتاج، أي من جانب سلوك الإنسان في مواقع التوزيع والتبادل والاستهلاك، علماً بأن هذه المراحل لا تتم بدون وجود منتجات، أي أن انطلاق أي سلعة يبدأ بالانتاج، لذلك نرى بأن التعريف السليم والواقعي هو الذي يركز على الأساس، وهو الانتاج، وبناء عليه فقد اهتم ك. ماركس و صامويلسون بهذا الجانب بالتحديد وأعادوا الاعتبار لعلم الإقتصاد كعلم يدرس الانتاج ومرفقاته حيث يقول ماركس أن الإقتصاد هو العلم الذي يدرس العلاقات الإجتماعية في داخل العملية الانتاجية وخارجها، طبعاً والمقصود هنا علاقات الملكية التي على أساسها بنى ماركس فلسفته الخاصة بالصراع الطبقي في القرن التاسع عشر. أما صامويلسون فقد عرف الإقتصاد بأنه " العلم الذي يدرس كيف يختار الأفراد والمجتمع طريقة استخدام مواردهم الانتاجية النادرة لإنتاج مختلف السلع وكيفية توزيعها على الأفراد والجماعات في المجتمع من أجل الاستهلاك في الحاضر والمستقبل ". لذلك فالمشكلة عند ماركس هي علاقات الانتاج بينما عند صامويلسون هي في استخدام الموارد النادرة في الانتاج، ومن ثم يتفق الاثنان على أن مشاكل التوزيع والتبادل والاستهلاك هي مشاكل لاحقة وتابعة.

الصفحات