أنت هنا

قراءة كتاب في الخريف من الربيع

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
في الخريف من الربيع

في الخريف من الربيع

في الخريف من الربيع .. شبابيك حياة هو سلة جمعت فيها أغلب ما كتبت في رحلتي مع الحياة ، فيه القمم وفيه القيعان ، فيه النجاح ونيل المنى وفيه الفشل والخذلان والتشظي ، فيه الفرح وفيه الحزن ، لكنه في كل الأحوال، دفتر ذكرياتي وتجاربي وانفعالاتي وخيباتي.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 3
وبأنهم سرقوا البراق)
 
إنّه يكتب للحب.. ولمن أحب.. الحبيبة التي سلبها الزمان.. والوطن السليب من الغرباء.. والولد الذي سلبوا ملعقته الذهبية.. والأب والأم اللذين سلبهما هادم اللذات.. وكذلك الصحاب والأحباب أمثال موسى عيوش وأسامة المشيني وعلي السمير ومحمود مساعد وعمر العلي ووليد بركات وماجد مسيب.. وآخرين ينعى فقدهم .. يلوم الزمان – تارة- وأحداثه التي أبعدت كلاً منهما عن الآخر.. ويلوم نفسه – تارة أخرى – وذاته، إلى حد التقريع على ترك الحبيب .. وكأن عدم الرجوع إليه أو إليها ذنب يصل حد الخيانة ... ذنب لا دخل لصاحبنا فيه .. أي ذنب وأي خيانة لمن قهرته الليالي والأيام وظروف الدهر والإنسان ظلما وتعسفا؟ وأطاحت بقلبه ذات اليمين وذات الشمال .. ومع كل هذا أثقلته الأحمال .. ولكنها جراح جميلة وأحمال لذيذة .. تعجز الكلمات والحروف عن إيصال معناها .. لذا نجده .. لا تعنيه الحروف والكلمات أكثر من وسيلة ينفذ منها للمعنى والحس والشعور الذي هو بعض مما بداخله.. إنه يستند عليها فقط .. فهي ليست أكثر من وسيلة توصل بعض لواعجه وخلجات قلبه دون أن يكون لها كبير اهتمام في الزخرفة والتنضيد.. حتى لتحس أحياناً أنك أمام خاطرة منثورة ، لولا رابطة التفعيلة الشعرية فيها..
 
(هو ذا حسي دون زخارف أو توريب .. دون معان كثر .. شتى .. ولا رمزية ولا تغريب)
 
رغم هذه الغربة .. وهذا التشظي .. وعصفات الزمان والمكان والإنسان .. يبقى القلب خافقاً .. قلب المحب .. نابضاً بالمحبة والأمل والبهاء والانتصار..
 
( انتظري .. انتظري .. انتظري ..
 
اليوم أعود إليك بهيّاً منتصراً
 
أحمل كل هدايا الأرض .. لعينيك)
 
تحية يا أبا توفيق .. بورك فيك وفي قلمك النازف محبة وأملاً .. فرغم الداء والأعداء .. ما دامت الروح تلاقي الروح .. والقلب يخفق للقلب ويهتف .. جيلاً عبر جيل .. لا بدَّ يوماً تُردّ فيه الودائع .. ولا بد يوماً يكون به النصر والتلاقي، تلاقي الأحبة .. وعساه يكون قريباً ..
 
مع كل المحبة والتقدير
 
عبد الكريم القواسمي

الصفحات