أنت هنا

قراءة كتاب منهج الإرتقاء بالقيم من المعرفة إلى العمل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
منهج الإرتقاء بالقيم من المعرفة إلى العمل

منهج الإرتقاء بالقيم من المعرفة إلى العمل

كتاب " منهج الإرتقاء بالقيم من المعرفة إلى العمل " ، تأليف زينب قهوجي ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 1

المقدمة

«إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه»

اخترتها البداية وإن شاء الله ستكون بها النهاية، فمن أراد أن تأتي نتيجة عمله على قدر ما يتمناه، لن تكفيه الأمنيات وحدها، ولسوف يرد تفسير ذلك لاحقاً (بأسلوب فلسفي عملي) وإن تقديمي له هنا فقط لأبين للقارئ العزيز... أن دربه للنجاح يبدأ بالإرادة... مارّاً بمحطات التصميم والتخطيط وصولاً إلى تحقيق الأهداف مهما طال الدرب.

هي جزء من فلسفة حياة الإنسان... فما رأيك لو طبقنا هذه الفلسفة ونحن نعتزم تنشئة أبنائنا، مرّة هم أولادنا، وأخرى هم تلامذتنا، وثالثة هم جزء من نسيج اجتماعي نتفاعل معه.

الإنسان... وما أدراك من هو الإنسان... الكائن الأسمى والأحسن في صنيعة الله، كم ظلّ عالمه سؤالاً محيّراً! وكم كانت مسألة تربيته التربية الصالحة شاغلة أذهان الفلاسفة وعلماء النفس والمجتمع وإن كنت لا أراه أمراً غريباً، فهو محور غاية الوجود.

النمو والتنشئة والتربية... مصطلحات تترافق مع مراحل عمر الإنسان من جيل إلى جيل... أي إنسان نريد؟ بأي فكر؟ بأي ثقافة؟.... تُلحّ التساؤلات في أذهان المربين... باختصار... أي وزن سوف نزن المرء بميزانه ليعطيه قيمته ومكانته في مسيرة الإنسانية القيمية الدائمة؟.

أن تمتهن مهنة التنشئة والتربية، يعني أنك أخذت على عاتقك أمرين مهمين:

أن تشارك أنبياء الله في مهمة بناء الإنسان وتوجيهه إلى حيث أراد الله سبحانه وتعالى، الأثر الذي سوف تجنيه من ذلك ليس مادياً، فأنت تؤسس للغد القريب والبعيد على قاعدة:

بسم الله الرحمن الرحيم

(وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ)

صدق الله العلي العظيم

أما الأمر الآخر فأنت بامتهانك هذه المهنة تقول للبشرية بأكملها إن طريق الإبداع يستحق أن يخاض غماره وصعوباته وتجاربه ما دامت ثمرته ستكون شجرة عطاء تُفيّئ على البشرية بخيرها وتطرح من ثمرها مجدداً ما أبدعته فيها... فأنت بصوت العمل تقول: «أنا لن أموت» سأبقى صورة من القيم تتكرر.

فكل المعلمين خلدوا، من منا يستطيع نكران ذلك، فالمجتمع صور تتكرر ونسيج يتوالد من الأرحام ذاتها، إبدأ بـﮋ(ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ)(1) واصلاً إلى(وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ)(2)(رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ)فجهادهم كان أساساً لبقاء الأمم، فهم قبلوا أن يشاركوا أنبياءه وأئمته في صناعة الأخلاق والقيم في الأمم حتى تستمر وتصل إلى يوم لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم»(3).

صدق الله العلي العظيم

فطوبى لمن أتى ربه وقد دوّنت الملائكة في صحيفة أعماله:

«ربي هذا عبدك موقن أنك الحق، رسلك، ملائكتك، كتبك، الساعة والآخرة أمور لا ريب فيها».

ربي عبدك آمن بأن مهنة التربية هي أشرف المهن، ارتضى أن يكون مزارعاً في أرض القيم، عبدك يارب، بذر بذار الخير في مساحة لا تحصى من الأراضي، عبدك يا رب قفه إنه مسؤول!!، مسؤول عن بساتين وأشجار الخير التي طرحت قيم المحبة والعطاء والأمانة والصدق......، يارب عبدك هذا مسؤول عن صناعة القيم الخيّرة وعمارة الأرض بوجهها الحسن، يا رب عبدك الفقير... يحتاج منك اليوم إلى شهادة تقدير لم يسأل يوما أحداً أن يعطيه إياها راجياً منك فقط أن تتقبل منه:

بسم الله الرحمن الرحيم

(رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ)(4).

صدق الله العلي العظيم

وهو يأمل منك خير جزاء:

بسم الله الرحمن الرحيم

(لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ)(5)

صدق الله العلي العظيم والحمد لله رب العالمين

زينب قهوجي

الجمعة 4/3/2011م

الصفحات