أنت هنا

قراءة كتاب وردة هي الحياة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
وردة هي الحياة

وردة هي الحياة

كتاب : وردة هي الحياة " ، تأليف هنا فرح حلاحل ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 10

بعد هذه الحادثة، التي كانت تذكر كلّ يوم، حيث كانوا يقولون: "فيضان أبو علي"، قرّر والدي نقل أختي إلى مدرسة داخلية، قريبة من قريتنا، فكانت تعود إلى البيت، كلّما تهيأت لها فرصة؛ من مناسبة عيد، أو عطلة مدرسة!..

كنتُ في التاسعة من عمري، عندما قالت لي أختي الكبرى، لآخذ سلّة مأكولات لجدّتي!.. وهي تسكن في الجهة المقابلة، من قريتنا التي تُفصَلُ، بواسطة طريق رئيسي، إلى حارتين!..

أوصلت السلّة، وفي طريق عودتي، استوقفني شابّ كان قد لمحني ذاهبة إلى منزل جدّتي، فانتظر رجوعي وأعطاني رسالة لأوصلها إلى أختي!..

عدتُ إلى البيت، وبطريقة سريّة، سلّمت الرسالة إلى أختي، فأخفتها أمام ناظريّ، ولم تخف منّي، ولم تنبّهني إلى وجوب حفظ سرِّها!..

مضت عدة سنوات، وكانت أختي تتسلّم الرسائل، من صديقها بالطريقة نفسها، أي عندما تكون عندنا في القرية، بسبب العطل المدرسية، أو أثناء فرصة الصيف.

أمّا أنا فلم أعش عمر المراهقة بهفواته!.. لم أكتب رسائل، ولم أطلع على رسائل!.. وكأن بي أنفاً، من عمر ارتكاب الأخطاء، بحجّة طيش المراهقة!.. فأنا لا أعرف شيئاً عن فتيات، هنَّ في مثل عمري، كيف يتصرّفن!..

أنا أرافق أختي الكبرى، وصديقاتها الكبار!.. كنت أذهب معها إلى دار الخيّّاطة، وأساعدها على انتقاء الموديلات!.. أحببت ما كان يُقال عنّي بأنّي خلاقة، وأستطيع استنباط أفكار جديدة، أو أخترع موضة، تليق بأختي، وغيرها ممّا يتناسب مع تكوين جسمي، وبطريقة فريدة!..

ليس في الثياب، فقط، كنت المدبّرة، بل في تمشيط الشعر، ورفعه إلى الأعلى، بطريقة تتناسب مع شكل الوجه، وصيحات الموضة! كنت كالمزيّنة، تتوافد إلى بيتنا قريباتنا، وصديقات أختي، وكلهنّ يقصدنني، لطلب إظهار الجمال، فكنت عند حسن ظنّ الجميع، لأنّي أحببت الإطراء منهنّ، بعد كلّ عمل ناجح أقوم به!.. أحببت المسؤولية في تنفيذ المهمة!.. أردت أن أكون مميّزة!.. ولا أشبه أحداً، ولا أحد يشبهني!.. كان والدي يوزّع علينا المصروف بالتساوي!.. ويقول: "هذه الخرجية" يجب أن تكفيكم طوال هذا الأسبوع!.. من أراد أن يعمل، ليكسب أكثر، فليكسِّر ما أراد من اللوز، وأنا أبيعه له، في الدكّان، وأعطيه الفلوس!.. طلبت من والدي أن يعطيني مفتاحاً خاصاً، ليكون لي مخبأ، أضع فيه فلوسي، وحاجياتي الخاصة! فكان لي ما أردت، وأعطاني والدي مفتاح جارور ليس له بديل!.. فرحتي كانت لا تُوصف! أولاً لثقة والدي بي، وإعجاب أمي بعقلي الراجح!، فأنا ابنة العشر سنوات، أرسم الأشياء، وأفكر في الاقتصاد، وتوفير القرش الأبيض لليوم الأسود، وأخطط لعمل، فيه منفعة، وذلك على الوجه الأكيد!..

الصفحات