أنت هنا

قراءة كتاب دليل الحركات الإسلامية المصرية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
دليل الحركات الإسلامية المصرية

دليل الحركات الإسلامية المصرية

كتاب " دليل الحركات الإسلامية المصرية " ، تأليف عبد المنعم منيب ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي عام 2010 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 1

المقــدمة

مما يثير العجب أن أغلب من يكتبون عن الحركة الإسلامية لا يكلفون أنفسهم عناء جمع معلومات كافية وموثوقة عن الجماعات الإسلامية المختلفة، بل إن بعضهم لا يعتمد على معلومات أصلا اللهم إلا القليل مما استقاه من مصادر أمنية (وهي لها أغراضها التي لا شك تتنافى مع الصدق والموضوعية) ثم يكملها بحكايات من نسج خياله، كلا الفريقين كثيرا ما يكتبان ما يبعث على الضحك من فرط خياليته وبعده عن الحقائق، لدرجة أن طال التخيل والروايات الأمنية حتى أسماء الجماعات وأفكارها الأساسية.
ولقد كنت وما زلت أؤمن أن كتابة تاريخ الحركة الإسلامية يستلزم جمع وتوثيق الروايات والشهادات الشفهية من صدور صانعى الأحداث من قادة وأبناء الحركات الإسلامية، وإذا كان هذا حتمى بالنسبة لحركات كتب عنها الكثيرون سواء أعداء أو أصدقاء كحركة الإخوان المسلمين، فإن هذا يصير أكثر حتمية بشأن جماعات لا يزال تاريخها وكثير من أسرارها طى الصدور ولم يُكتب عنه شىء ذا بال في كتاب مسطور مثل الجهاد المصرى أو غيره كالقاعدة ومن نحى نحوها.
وانطلاقا من هذا المبدأ كانت لقاءاتى العديدة طوال العشرين عاما الماضية مع العديد من قادة الحركات الإسلامية وأبنائها ذوي الاطلاع على الأحداث وخلفياتها، وقد زاد من فرصي في هذا المجال اعتقالي فترة طويلة مع قادة العديد من الحركات الإسلامية وهذه الفترة امتدت من فبراير 1993م وحتى أغسطس 2007م، هذا فضلا عن اعتقالي السابق عدة مرات لفترات متفاوتة منذ عام 1981م وحتى التسعينيات.
وربما لم يحن الوقت بعد لكتابة كل ما جمعته عن الجماعات الإسلامية المختلفة، ولكن قررت الاسراع بإخراج هذا الكتاب المختصر بسبب أن المعرفة بواقع الحركات الإسلامية في مصر مازال يكتنفها الكثير من الغموض والتخبط، وفي هذا الكتاب القصير نحاول أن نزيل هذا الغموض والتخبط بشرح خريطة مبسطة تمثل واقع الحركة الإسلامية المصرية في القسم الأول، ولقد أطلت قليلا بشأن بعض الجماعات نظرا لقلة المكتوب عنها في المصادر المختلفة أو لكثرة الأوهام الشائعة عنها، كما أنني جعلت الفقرة الخاصة بجماعة الإخوان المسلمين قصيرة لأنني أعد حاليا كتابا عن الإخوان المسلمين وسيكون هذا الكتاب فاتحة لسلسلة كتب عن الإخوان المسلمين (إن شاء الله تعالى) لأنها حركة كبرى نحتاج لإجراء عدة دراسات عنها حتى نوفيها حقها من الدراسة.
وبعد القسم الأول حاولنا أن نلقي الضوء على آفاق مستقبل الحركة الإسلامية المصرية في القسم الثاني، وفي هذا القسم المستقبلي نحاول توجيه هذا المستقبل عبر الإشارة إلى ما يُحَبَذ أن يكون عليه المستقبل وسبل صناعة مثل هذا المستقبل، لكن ذلك كله عبر صيغ مختصرة بلا إسهاب ولا تفصيل ولا إغراق في الأماني.
ولما كانت هناك مؤسسة ذات ارتباط تاريخي وواقعي بالحركة الإسلامية وهي مؤسسة الأزهر فقد خصصنا الفصل الأول من القسم الأول لشرح واقعها الحالي وكيف سارت هذه المؤسسة العريقة إلى هذا الواقع المرير، كما أشرنا في هذا الفصل إلى الطرق الصوفية بسبب علاقاتها بكل من الأزهر والحركة الإسلامية بشكل أو بآخر واستخدام الحكومة لها أحيانا للهجوم على الحركة الإسلامية.
ونرجو أن ينفع اللهُ بهذا الكتاب الحركةَ الإسلامية في هذا المجال الذي رغم كثرة الكتابات فيه إلا أن أكثرها لم يسد حاجة الحركة الإسلامية للأسباب التي ذكرناها، وأيضا لصدور العديد من هذه الكتابات عن كُتاب معادين للحركة الإسلامية تارة أو قاصرين عن إدراك واقعها وعوامل التأثير في حاضرها ومستقبلها تارة أخرى.
وغني عن البيان أنه رغم تركيز هذا الكتاب على الحركة الإسلامية المصرية، إلا أنه سيُفيد من تأمله أبناء الحركات الإسلامية غير المصرية لتشابه الواقع والأهداف والتحديات والخيارات، فضلا عن وحدة المنهج السياسي الإسلامي.
عبدالمنعم منيب
[email protected]

الصفحات