أنت هنا

قراءة كتاب إشتقت إلى الخطيئة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
إشتقت إلى الخطيئة

إشتقت إلى الخطيئة

كتاب " إشتقت إلى الخطيئة " ، تأليف رلى الحلو ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2010 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
رحلة مضنية من الاشتياق والاحتراقإلى التصفي والتسامي

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 2

الأولى إغلاء مهرها، وإعلاء سورها المنيع، باعتبار أن في الإغلاء والإعلاء إغواءً للرجال الرجال الذين يتجاوزون النسوة السهلات المستسلمات بيُسر، وتستوقفهن المنيعات الممتنعات. تقول:

ثمينة لوحتي، أخبئها في نور نجومي (ص 51)

وهكذا على اليد التي تمتد نحوها أن تكون عملاقة، استثنائية، لا قزمة مادية عادية عابرة، فتخومها النجوم حيث تختبىء بكل سرها وسحرها كالأميرة.

والثانية مواجهة قدرها الظالم بشجاعة نادرة، وتحويل عربتها الدولابية من مادة ثقيلة وعبء معيق إلى أداة جديدة من أدوات التشفّي والتصفِّي.

تباشر الشاعرة عملية التحوُّل بالتخلص تباعاً من أثقال الذات وما اعتاد زمناً تسخيره من أدوات، كلها تعطلت بما يشبه الانكفاء والانطواء والاستسلام. تقول مشتاقةً محترقةً:

رأيتك وكلي حنين

قبلتك وكلي أنين (ص 85)

وقلبي سدوم وعمورة (ص 68)

ولم يعد لقلمي الرصاص قوة ( ص 112)

في هذه المرحلة الارتدادية على الذات، باتت تخشى قدوم الحبيب. تقول:

أخاف قدومه

لا أريد رؤيته

لا أريد أن يقتحم نوافذي

أنا اليوم أضعف منه

لن أقوى على مقاومته

سأُخبىء مفاتيحي

وأقفل أفكاري

وأُسكت أشواقي

... لكني أراه يقترب

كيف أُخفيه

وأنا لا أجيد فنّ السحر

سأخضع لرؤيته

محتمية بمخدتي البيضاء

وغطاء جدتي العتيق

وهرّتي السوداء

علني أنسى ليلة من لياليه

فابتعد عني أيها الشتاء

كيف أقوى على استقبالك دون حبيبي (ص 130، 131).

في غمرة هذا الارتداد الدرامي الفاجع نحو الذات، نسمعها تتفجع، فكأنها ما كفى القدر اقعادها، جرّاء حادث صادم، على عربة دولابية، فها هو يسحق فيها الروح بعدما أثقل الجسد بالأغلال. تقول:

فينوس اليوم تعطلت عربتها الدولابية

فينوس مقعدة وحبك آية إلهية (ص 43)

لنحتفل ونرقص رقصة موتي (ص 45)

كياني أصم، زرعي بلا جنى (ص 48)

ويصل بها منفاها الاغترابي القسري إلى حدود الاعتراف بالهزيمة، تصيح:

يكفيني حبّاً

فتلك هي حدودي

لن أتخطى شريط خوفك الشائك

ولا سواد ثوبك الحالك

فترهّب في سكينتي

وصلِّ

الصفحات