أنت هنا

قراءة كتاب إشتقت إلى الخطيئة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
إشتقت إلى الخطيئة

إشتقت إلى الخطيئة

كتاب " إشتقت إلى الخطيئة " ، تأليف رلى الحلو ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2010 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
رحلة مضنية من الاشتياق والاحتراقإلى التصفي والتسامي

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 4

في هذه الأعماق النائية الساكنة، خمدت جبال البراكين، والتأمت أرض الزلازل، وتحولت عجلات العاشقة المُقعَدة إلى عجلات نورانية طائرة في أعالي الفضاء، وكأنها درّاجات الأطفال الطائرة المسحورة حول القمر البدر، بإشارة من إصبع " أي تي" المخلوق السينمائي الخرافي التائه في منفاه الأرضي، وهو المتأجج لوعةً وحناناً إلى وطنه الفضائي.

عجلات الأشخاص المقعدين، في نار إبداعها، تجاوزت قدرة الآخرين على المشي، تخلَّصت من شرنقة الدود الظلامية والقيود الطينيّة، لتحلِّق بأجنحة القيامة الفراشية حول شمس الحب الثابتة التي تشرق ولا تغيب.

ما هو قيود حديدية مكبلة، وأغلال ترسفُ فيها القدمان، تَتَحوَّل إلى سياط لامعةٍ كالبروق تحت جَنْحِ الظلام.

لقد خسرَتْ معاركَ عدة في صراعها مع الدهر، لكنها ربحت الحرب الضارية بالحب الكبير، حيث تحوَّل الحبيب إلى فرع روحي من شجرة روحانية مقدسة، أنأى ما تكون عن شهوات الجسد ومقاييس التراب.

تقول في هذا المقام التصوفي المتسامي على معارج الحب الذي تتجاوز الجزئيات إلى الكليات، والمحدود إلى المطلق:

وجهك قربانتي

إيمانك وسادتي

حبيبي أنت صلاتي (ص 35)

منسية أنا في كنيسة الحنان ( ص 36)

في هذا المقام السامي تتكلم لغة التناقضات وتبادليَّة الحواس على نسَق المدرسة الرمزية تقول:

يتكلم سكونك، في حب يوشوش عينيك (ص 49)

وبنظرة روحية طائرية ترفع إليها عيني الحبيب إلى مستوى القضية. تقول:

مقلتاك رفعت أجراس القدس

ودقَّت ترانيم تغني الكرامة

جبهتك مئذنة تشمخ الرأس (ص 64)

أما هي، الشاعرة المتألقة المتأنقة، وإنْ على كرسيٍّ ذي عجلات، فتختم سياحتها بالتماهي بالمسيح، فلكم ردّدت عبارته الشهيرة متحدة بآلامه:" مملكتي ليست من هذا العالم". هو على صليب طائر، جناحاه من خشب، وهي على صليب، جناحاه دولابان حديديان، و"هل أعظم من حب أعظم من هذا وهو أن يبذل الانسان نفسه في سبيل أحبائه".

أيا شاعرتي الحبيبة رُلى، يا تلميذتي العزيزة

قرأتُ جرحك العميق بعين مجروحة تُخَضِّبها الدموع، لا دموع الأسى والعاطفة والعطف عليك، بل دموع الفرح والإعجاب، عجبت لكِ كيف تخطيت ذاتك، وحوَّلت السِلك السلبي إلى عنصر مضيء، وقيْدَكِ إلى سَوطٍ بارقٍ، وسكونَكِ إلى صوت مدوٍّ.

ثقي أن خاتمة ديوانك ليست ختام الجرح. بل البداية المتألقة للجُرْم الوليد النائي الوحيد. ها هو يتكون ويتكوَّر ويدور كما تدورين حيرى، ثائرة، وجودية، صوفية، متسامية، على عجلاتك.

وعما قريب سيكتمل ويسطع، ووحدهم الشعراء خلفاء الأنبياء، ذوو العين الثالثة الرائية الراجية يشاهدون ولادته والتفافه بالأقماط، وبالأذن الثالثة الداخلية يلتقطون صوته وعزفه الأصيل الفريد في السمفونية الكونية.

أيتها الحبيبة لكم أسعدني اختيارك إياي عرّاباً محباً صادقاً لوليدك البكر، الذي حلا لي عنوانه " اشتقت إلى الخطيئة" فلكم تشتاق صحراؤنا أمطاركِ، بكل ما فيها من حياة وسلام وحب عفيف عنيف، وقيم ومثل، فإلى العلى دائماً يا رُلى، قواك اللّه، واسلمي لأستاذك المحب.

والسلامُ عليك!

الصفحات