أنت هنا

قراءة كتاب حكايا الروح والإسمنت

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حكايا الروح والإسمنت

حكايا الروح والإسمنت

كتاب " حكايا الروح والإسمنت " ، تأليف مجموعة مؤلفين ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2010 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
2
Average: 2 (1 vote)
الصفحة رقم: 1

مقدمة

في رواية (ألف وعام من الحنين) يلتحم الخيال بالواقع التحاماً قوياً إلى درجة أنك لا تستطيع الفصل بينهما، بل تظهر كل محاولة للفصل بينهما مجرد عبث سيؤدي إلى إفراغ الرواية من محتواها. في هذه الرواية، يتصارع الممكن والمستحيل على حد سواء. الواقع في الرواية خيال والخيال واقع.

إن بوجدرة يحلل التاريخ رابطاً الماضي بالحاضر من خلال ما جرى في التاريخ الإسلامي عبر (مملوكيته) وما يجري فيه حالياً غبر المملوكية (المتطورة في أشكال جديدة)، من هنا، كانت أهمية الرواية التنبئية الداعية إلى تأمل التاريخ، مرآة أية حضارة تطمح إلى تجديد مجدها.

جيلالي خلاص

(جريدة الشعب)

مقدمة بقلم الكاتب المسرحي الإسكتلندي دي؟يد غريغ

ترجمة: ديما أباظة

ما هي المدينة؟ مجموعة من الأبنية يتخللها عدد من الطرقات، رقعة بين نهرين، مكان تتوافر فيه المقومات الجغرافية الضرورية لضمان استقرار السكان. هي المكان الذي يهاجر الناس إليه مخلّفين وراءهم الريف سعياً وراء فرص لحياة أفضل. إنها مكان العبادة والعلم. إنها عالم تحرر من همجية الطبيعة لتستعبده همجية الطبيعة البشرية. المدينة مكان الجنس. إنها المكان الذي تطلق الرغبةُ فيه العِنان لنفسها لتتجول في الطرقات أثناء الليل. هي مكان الفن: في المدينة يستطيع الفقير أن يكسب عيشه مقابل قص الحكايات. في المدينة تستطيع امرأة ثرية أن تمرر قصائدها خفية إلى أصدقائها. إلا أن المسرح يعيش في المدينة، وهذا ما يميزه عن الفنون كافة.

عندما استقر البشر لأول مرة، قرب الأنهار في السهول الخصبة، انكبوا بداية على تحصين أنفسهم فأقاموا الأسوار وحفروا الخنادق، ثم انكبوا على عبادة آلهتهم فبنَوا المعابد وقدموا القرابين فيها، وأخيراً وجدوا مكاناً خالياً ومستوياً - ربما كان أرضاً مرت عليها الدرّاسة أو ساحة بين الأبنية - فنصبوا حوله أماكن للجلوس وأنشأوا لأنفسهم هناك مسرحاً: مكان يستطيعون فيه أن يقصّوا الحكايات بعضهم لبعض.

المدن تطالب بالحكايات. يُشحن كل يوم في المدينة بالكثير من التفاعلات البشرية المختلفة، ومن دون الحكايات، يصبح المرء عاجزاً عن فهم بيئته المتغيرة باستمرار. من دون الحكايات، يتوه المرء كما لو كان في الأدغال بلا خريطة. المدن تطالب بالحكايات والحكايات تتطلب مسرحاً، وفي المدن وحدها تتوافر العناصر الضرورية التي تسمح بإنشاء فضاء للدراما. في المدن هناك الملوك والبلاطات لتمويل العروض. في المدن يعيش أناس بإمكانهم أن يشكلوا جمهوراً، في المدن تنجذب الأرواح الشابة المضطربة التي تتوق لاحتراف التمثيل.

الصفحات