أنت هنا

قراءة كتاب في بلاد الدخان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
في بلاد الدخان

في بلاد الدخان

كتاب " في بلاد الدخان " ، تأليف هدى عيد ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2010 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 10

(8)

صوت المقرىء يهزّ أنحاء القرية الوادعة يتعالى عبر مذياع المسجد، وجوه مصفّرة ونساء يتشحن بالسواد، وعلامات الأسى تبدو واضحة على سحن بعض الرجال، والكل يسير في اتجاه واحد، منزل الحاج أسعد، يمسك صبياً يهرول خائفاً:

ــــــ ما بك؟ ما الذي يجري في القرية؟

ــــــ سليم ابن الحاج أسعد.

ــــــ ما به. تكلم.

ــــــ مات.

ــــــ مات، سليم مات!؟

وأفلت ذراع الصغير الذي انطلق باكياً مضطرباً، ما بالها القرية تبكي، وقد تركها صباحاً زاهية مشرقة.

منزل والديه لم يختلف جواً عن القرية، فالكلّ يظهر مضطرباً حزيناً، والده يلف الشملة على خصره ويثبت طربوشه على الرأس.

ــــــ العوض بسلامتك يا ابني، لا بد أنّك تعب. ارتح قليلاً ثم الحق بي. اللَّه يحمي شبابك وشباب أخوتك.

ــــــ لا يا أبي انتظرني قليلاً.

دخل غرفة زوجته، رآها تجلس بحزن والدموع في عينيها.

ــــــ مسكين ذلك الشاب، أريد العودة إلى بلادي، شيء مخيف كم هي الحياة رخيصة في هذي البلاد، أريد العودة إلى بلادي يا إبراهيم، إنسانكم لا قيمة له ههنا.

ــــــ أرمال اهدئي ما بك، الموت يطالنا أينما كنا.

ــــــ أجل أعلم، أعلم لكن، لكن المسكين دهسته السيارة والمستشفى رفضت استقباله، المتوحشون. وأجهشت باكية.

ــــــ اهدئي يا عزيزتي، لا بأس استريحي، حاولي الاسترخاء.

قبّلها خارجاً من الغرفة مغلقاً الباب، لكنه عاد وفتحه:

ــــــ انتبهي لفرنسواز، أين هي؟

اكتفت بأنْ هزت رأسها موافقة دون أن تفتح فمها. والده لا زال في باحة الدار ينتظر ويتأمّل.

الصفحات