أنت هنا

قراءة كتاب الدعاية والإتصال الجماهيري عبر التاريخ

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الدعاية والإتصال الجماهيري عبر التاريخ

الدعاية والإتصال الجماهيري عبر التاريخ

كتاب " الدعاية والإتصال الجماهيري عبر التاريخ " ، تأليف د. برهان شاوي ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 3

الملاحظ أن هذا المصطلح غير ثابتٍ فهو في تحول وتوسع مستمر. كما أن هناك تغييرات مستمرة في مجالات الاتصال. فالمعرفة النظرية التي كانت ترصد عمليات الاتصال في المنظومة العصبية لدى مجموعة معينة من الأسماك، أو رصد وتفسير عملية الاتصال لمجموعة من النحل، أو عملية التلغراف، أو العلاقات في عائلة ما، أو كل ما يجري أثناء أي عملية انتخابية، لم تعد كافية للتفسير من خلال نظرية واحدة، بالرغم من أن هذه المعرفة النظرية ساعدتنا كثيراً وكانت بمثابة ثورة حقيقية، فمن خلالها تطورت نظم المعلومات، تقنيات الخبر وآليات الاتصال الجماهيري، الإعلان والدعاية السياسية، وكذلك أثرت في الكثير من القرارات العلمية، ولاسيما في مجال البيولوجيا والعلوم التقنية، وعلم النفس، والبيئة، وعلم اللغات وعلم الاجتماع، كما ساعدت على التمهيد لنشوء علوم جديدة كعلم الاتصال وتكنولوجيا المعلومات.

لقد حاول العلماء أن يجدوا مصطلحاً عاماً وشاملاً لعملية الاتصال، يؤطر نظرياً مع رسم نماذجه ويفيد لكل الحالات ولمختلف العلوم. لكن لمثل هذه المحاولة عيوبها أيضاً، من حيث إنها تقدم الضروري بتجريد وبشكل تقليدي وعام. مثال على ذلك في مجال الاتصال الاجتماعي الذي يمكن أن يقسمه المرء إلى اتصال عبر الأشخاص وجهاً لوجه، واتصال عبر وسائل تقنية. وحتى الاتصال الجماهيري والاتصال التلغرافي أيضاً هما نوعان من أنواع الاتصال يتمان عبر وسائل تقنية، وكذلك الكثير من الأخبار وكل خدمات الاتصال على الشبكة العنكبوتية تتم بواسطة وسائل تقنية. بالرغم من أن الاتصال الجماهيري دائماً يكون بشكل علني، ويتوجه إلى جماهير غفيرة مجهولة الإسم، على عكس الاتصال التلغرافي الذي يتم عادة بين نقطتين أو اكثر وبشكل غير علني، وبطبيعته يكون اتصالاً خاصاً. أما فيما يخص الأخبار واتصالات الانترنيت فعادة تحمل طبيعة مزدوجة، فهي تكون علنية أحياناً، وأحياناً سرية أو توجه إلى جهات موثوقة.

أما د. جيهان احمد رشتي في كتابها: الأسس العلمية لنظريات الإعلام فتكتب: "إنه مما يبعث على الدهشة عدم وجود تعريف مقبول بشكل عام لاصطلاح الاتصال، فمعنى الاتصال واضح وغامض في الوقت نفسه، فالمعنى يصبح واضحاً حينما نستخدمه بشكل تقليدي ضيق ولكنه يمتلىء بالغموض حينما نسعى إلى تحديد المجالات الواسعة التي يستخدم فيها".

وبهذا الصدد كتب البروفيسور الألماني كلاوس مارتن في كتابه المنهجي الشهير في أوساط كليات الإعلام بألمانيا: المدخل إلى علم الاتصال -بالألمانية: بأن هناك حوالى 160 تعريفاً للاتصال، حوالى 6،50% منها تتشارك في أن عملية الاتصال يجب أن تتضمن: المرسل، والوسيلة والمستقبل.

المرسل الوسيلة المستقبل

والحقيقة أن هذا نموذج كلاسيكي لعملية الاتصال يضع عملية الاتصال بين نقطتين هما: المرسل والمستقبل عبر وسيلة.

المرسل

الوسيلة

المستقبل

متحدث مرسل منبعمن صاحب عنوان معلوممذيعمشفرمصدركاتبناشر

حديث واسطةتيارعنوان معلومحديثمعلوماتطريقنصمنشور

مستمع مستلم موضع انسكابإلى صاحب عنوان معلوممستمعمسفر الشفرةهدفقارىءجمهور ويشير كلاوس مارتن إلى بعض النقاط التي تميز عملية الاتصال في النموذج المقدم أعلاه، والتي يدرجها كالتالي:

1. عملية الاتصال تجري بشكل منظم ومتساوٍ بين المرسل والمستقبل حيث كل طرف يمتلك نصف الحقوق في عملية الاتصال.

2. عملية الاتصال تزود كلا الطرفين، المرسل والمستقبل، بالمعلومات.

3. يتبع عملية الاتصال نوع من رجع الصدى أو الترجيع أو التأثير.

4. لا تجري عملية الاتصال في مكان فارغ وإنما في محيط اجتماعي أو بيئي محدد.

5. تكون الوسيلة ذات أهمية واعتبار وبنفس القيمة للمرسل والمستقبل.

6. لا تجري عملية الاتصال وجهاً لوجه فقط، وإنما عبر وسائل اتصال وقنوات أخرى.

الصفحات